آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد العصيمي
عن الكاتب :
كاتب في صحيفة عكاظ، مدرب ومستشار إعلامي، مهتم بالحقوق والحريات ووضع المرأة السعودية

قرقعة في الحي المجاور


محمد العصيمي ..

لو قيل لك إن هناك (قرقعة) فرح في الحي المجاور بمناسبة (القرقيعان) أو (القرقعون) أو ما إلى ذلك من مسميات لهذه المناسبة في دول الخليج العربية فهل ستشارك بهذا الفرح أم تمتنع عن ذلك من باب أن المناسبة جملة وتفصيلا، بدعة؟! أنا شخصيا أبحث عن كل ما يدخل السرور إلى نفسي وإلى أفراد أسرتي طالما أنه في الحدود المرعية، دينيا واجتماعيا. ولم أر في القرقيعان، منذ وصلت المنطقة الشرقية قبل عشرين سنة، سوى أطفال يلبسون أحلى ما لديهم ويخرجون في مجموعات زاهية ويطرقون الأبواب ويدعون لأهل البيت بالقبول والرضا من الله عز وجل؛ بعد أن يهدوهم حلوى أو يعطوهم نقودا كما شاع في السنوات الأخيرة بعد أن تطورت المداخيل المالية الشخصية.

بناء على ذلك فإن السؤال، الذي يطرح نفسه كل عام هو، لماذا يريد البعض أن يقضي على هذا التقليد الرمضاني السنوي بالقول إنه حرام أو مكروه أو بدعة؟! ولماذا ينشغل البعض بالتنبيش في بطون التاريخ من أجل أن يمنع الفرح والضحكات والأهازيج التي تشرح الصدر وتسعد الخاطر؟! إذا كان أحد هؤلاء وجد منكرا أو تجاوزا واضحا لحد من حدود الدين فليدلنا عليه بدل أن يدخل معنا ومع هذا التقليد الشعبي الجميل في جدل سنوي لا طائل منه.

حين كنا أطفالا في منطقة نجد كانت أسعد أيامنا حين كنا نعلق كيسا أو شنطة في أيدينا ونطرق أبواب الحي قبل العيد بيوم أو يومين مرددين بصوت واحد:«عطونا عيدنا، عادة عليكم».. وكانت فرحتنا بما نجمعه من العيديات تتجاوز فرحة من حصل على رحلة سياحية مجانية خمس نجوم حول العالم. طبعا هذه العادة الحميدة والجميلة انقرضت من المنطقة بسبب المد الذي عادى الفرح، بينما حافظت دول الخليج، والمنطقة الشرقية من المملكة عليها. وقد عادت، في السنوات الثلاث الأخيرة، بصورة أوسع وأبهى، بعد أن فهم الناس أن الرأي المضاد لها هو مجرد اجتهادات لأشخاص عندهم موقف مسبق وغير مبرر مع كل ما له صلة بأسباب الفرح ومصادر السرور.

الآن أظن أن على كل من سجل موقفا من القرقيعان، أو من أي مناسبة سعيدة، أن يراجع نفسه بعد أن ركد رمي المزايدات على كثير من العادات والتقاليد والموروثات التي أخضعت لمشارط متعسفة ذهبت أبعد من اللازم في آرائها وصعبت الأمور والحياة على الناس. خذوا المسألة من باب واحد فقط، وهو أن الفرح من شيم الحياة كما هو الحزن تماما فأفسحوا الطريق وافرحوا مع أطفالكم وأهازيجهم وبسمات نفوسهم وهدومهم. ابتسموا يرحمكم الله.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/06/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد