آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله بن بخيت
عن الكاتب :
كاتب سعودي . يكتب ثلاث مقالات اسبوعياً تقريباً في جريدة الرياض السعودية . صاحب رواية شارع العطايف, ومؤلف مسلسل (هوامير الصحراء).

من المسؤول عن جريمة التوأم

 

عبدالله بن بخيت ..

في الوقت الذي فجع العالم فيه بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوربي فجعنا في المملكة بالجريمة البشعة التي ارتكبها الإرهابيان في الرياض. لم أتعجب من هول الجريمة بل تعجبت من عجب كثير من الناس وعجبي الأكبر من هؤلاء الدعاة الذي تعجبوا وأدانوا الجريمة. ثمة رجال ونساء نعرفهم بالاسم يؤيدون قطع رقبة الإنسان كما تقطع رقبة الشاه ويفلسفون قتل أطفال الأعداء فما الذي يعنيه قتل أب أو أم إذا لم يكن تنويعة على نفس البشاعة.

 

كان الشاب يعود إلى البيت من حلقة من حلقاتهم ويلتقط جهاز التلفزيون من أمام والديه وأخوته ويضرب به على الأرض دون اعتبار لقيمة الجالسين الإنسانية أو العاطفية أو الأبوية. هذا الذي خبط بالتلفزيون أمام والديه وباركناه في سنة من السنوات وسميناه ملتزما ومن أهل الصلاح كبر وتزوج وأنجب ومضى بذريته على التزامه فحصل على جزائه من حيث احتسب. هذا الشبل من ذلك الأسد. كنا نبارك هذا الفعل ونشيد به ولا يحق لأحد نقده فضلا عن إدانته. هذه هي الثقافة وهذا هو السياق. كل من انضم إلى داعش كان ضحية الميراث الفكري لمن سميناهم يوما أهل الصلاح.

 

نتهم الصهيونية ونتهم الصفوية ونتهم أميركا وأحدث الاتهامات كيلت للإنترنت. يخبروننا أن ثمة ألعاباً وبرامج ومواقع تبرمج الأولاد الصغار وتقودهم إلى قتل أمهاتهم. لماذا نسمح لهؤلاء أن يغرقونا في السذاجة بعد ان أغرقونا في الجهل. هل من العقل والمنطق أن يكون تأثير برنامج أو لعبة على الطفل أكثر من تأثير أبيه وأمه وهل تصل هذه الوسيلة الصامتة الباردة إلى درجة إزالة وعي الإنسان وضميره وكيف يتأثر اثنان دفعة واحدة وفي نفس الوقت وان يبلغا نفس الدرجة من الإجرام بالبلي ستيشن. أي سخف يريد لنا هؤلاء أن نغرق فيه. هذان الشابان ترعرعا على يد بشر وتحت إشراف بشر وأنصتا لنصائح بشر وعاشا تحت ضلال فكر سائد يلاحقهم أينما ذهبا. من يريد لنا أن نقتنع بغير هذا هو شريك يريد أن يخفي أصل الجريمة أو طيب.

 

النت وسيلة صامته باردة من المستحيل أن تقفز بالمراهق من الصفر إلى أن يصبح مجرما يقتل أمه وأباه.

 

كما صدقناهم في زمن مضى أنهم أهل الصلاح وصدقناهم أننا ضحية مؤامرة صهيونية جاء اليوم الذي يريدوننا أن نصدقهم أن الشباب الصغار ضحية برنامج أو لعبة في الإنترنت. إذا كانت النت هي السبب لما لم يتحدثوا طوال سنوات عن خطرها وهم فرسانها. مجموع متابعي هؤلاء الدعاة أكثر من مئة مليون فكيف تتفوق عليهم داعش ببرنامج ولعبة. ترى ما الذي يقولونه في هذه المواقع وأمام هذا الحشد الكبير من صغار السن؟

 

التحريض ضد الغرب، التحريض ضد التحديث، التحريض ضد الابعثات، التحريض ضد المرأة، التحريض ضد الأديان والطوائف، التهييج ضد قرارات الدولة الإصلاحية، التبشير بالخلافة وحور العين. ما الذي تريده داعش من برمجة للعقول أكثر من هذه. ما هي المهام التي تركوها لمندوب داعش سوى التزويد بالسلاح أو تذكرة السفر أو تحديد الهدف المطلوب تفجيره أو طعنه.

 

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/07/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد