ناصر قنديل

  • يا معالي الوزير.. كلّها انتخابات

    – إذا عطفنا كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق في حواره المتلفز ليل أمس، مع كلامه من منبر وزراء الداخلية العرب في الجزائر لا نستطيع إلا أن نشمّ روائح الانتخابات رغم الوجدانيات التي أراد الوزير ربط موقفه من قضية المسرحي زياد عيتاني بها، مستذكراً ما وصفه باتهامه بالعمالة وتعرّضه للتهديد وموقفه البطولي في مواجهة ذلك، مقابل نصائح تذكّر منها نصيحة للوزير السابق أشرف ريفي بإصدار بيان يهين نفسه به لطي الملف، والسؤال هنا هو بالاستذكار الذي أراده المشنوق نفياً لتهمة الاعتبارات الانتخابية في موقفه من ملف اتهام عيتاني، هل حشر اسم ريفي كان مجرد ذكر للوقائع، وهل استعراض موقف من الذاكرة لنيل التعاطف من جهة، واستعراض البطولة من جهة مقابلة، مجرد تذكّر لشاهد على العصر، أم هو جوهر الخطاب الانتخابي؟

  • الأمم المتحدة والانحطاط الأخلاقي: من اليمن إلى سورية

    – لم يعد تذكير القيّمين على الأمم المتحدة بما تثيره في الذاكرة تصرفات المنظمة الأممية تجاه كلّ ما يتعلق بـ«إسرائيل» من قرف، يثير في هؤلاء أيّ ردّ فعل بعدما وجدوا جواباً جاهزاً، بفرك اليدين والقول، إنها السياسة والقوى العظمى وليس بيدينا حيلة. والكلّ يذكر كيف ألغت الأمم المتحدة قراراً بتشكيل لجنة تحقيق في مجازر مخيم جنين عام 2002، لمجرد أنّ «إسرائيل» أعلنت رفض اللجنة، لذلك يكفي تناول التصرّفات الأممية في ملفات أخرى لا تطال قدس الأقداس المحرّم، الذي تمثله «إسرائيل»، ولو بقيت القرارات الأممية التي تطالبها وتدينها وتلزمها، مجرد أرشيف بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

  • عودة «المنار»

    ليس المكان ولا المجال ولا الوقت ولا المصلحة للخوض في التفاصيل، فالخبر كافٍ بذاته للاحتفال. عودة قناة «المنار» إلى مشاهديها وجمهورها على الأقمار الصناعية، بعد تغييب مفتعَل وعقابي على خيارها المقاوم.

  • ملفّ لا يحتمل اللفلفة... مطلوب أجوبة

    العناوين التي تثيرها قضية زياد عيتاني تتخطاه كشخص وتتخطّى براءته أو إدانته ولا يحلها الكلام الهادئ الذي يريد سحبها من التداول بالإيحاء أنّ كلّ شيء تحت السيطرة ويسير وفقاً للأصول، فليست قضيتنا إنْ جرى تحويل ملف القضية من جهاز إلى جهاز بقرار وزاري أو بقرار قضائي. قضيتنا أنّ أمامنا عملياً روايتين لا يمكن الجمع بينهما رواية صدرت عن وزير الداخلية،

  • ترامب والجنون النووي والردع الروسي

    – منذ السبعينيات وفي واشنطن عمل جاد لبناء أسلحة نووية تكتيكية تستخدم في الحروب التقليدية، وتتمتع بكونها خفيفة الحمل والقدرة على الإطلاق كقذائف وصواريخ تقليدية تُحمل على شاحنات أو يُحمل بعضها على منصات قابلة للنقل بواسطة عربات مدرّعة، ويصلح بعضها للحمل ناقلات خفيفة، وتبلغ قدرتها التدميرية بين 100 طن و1 كيلوطن يمتدّ أثرها لدائرة محيطها بين 1 و 100 كلم، بالقياس للقنابل الاستراتيجية التي تبلغ قدرتها التدميرية ما فوق الـ10 كيلوطن من الـ «تي أن تي»، ولا يمكن إطلاقها إلا من منصات ثقيلة ثابتة أو غواصات ضخمة أو طائرات نقل عملاقة، ويبلغ مدى تأثيرها عشرات ومئات الكيومترات أحياناً، والنقاش حول استعمال هذه الأسلحة التكتيكية جاء مترافقاً مع البحث عن كيفية حسم الحروب التقليدية عندما تكون على الضفة الموازية قوة لا يُمكن إلحاق الهزيمة السهلة بها، والخشية من دخول صراع نووي إذا ما تمّ اللجوء إلى سلاح نووي استراتيجي. ورغم هذا النقاش بقيت الخشية من التورّط في مواجهة نووية بسبب هذه الأسلحة سبباً لتفادي استخدامها.

  • وما قيمة الكلام؟ فالسيادة أفعال

    – تحت هذا العنوان يرد الكثير من المواقف التي تستهتر بالمواقف السياسية التي ترد في معرض الدفاع عن السيادة بوجه ما تتعرّض له من انتهاك. ففي لبنان كما في سورية سجال لا يتوقف حول مفهوم صيانة السيادة، وها هم دعاة حزب السعودية في لبنان ومحازبوها ووسائل إعلامها يتحدّثون علناً عن تشاور مع السعودية في شأن سياديّ صاف لا مجال للتشارك مع غير اللبنانيين فيه هو الانتخابات النيابية، ويضربون عرض الحائط بنص القانون الذي صاغوه وصوّتوا عليه، وهو يحرّم تحريماً كاملاً، كلّ تلقّ لمال من غير لبناني. وهم يقولون في منابرهم العلنية إنّ التمويل السعودي للانتخابات ينتظر نتائج جولة الموفد السعودي وزيارة رئيس الحكومة إلى السعودية.

  • ماذا ستفعل واشنطن ضدّ إيران؟

    – قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي «إذا كانت روسيا ستواصل التستر على إيران، فسوف تكون الولايات المتحدة وحلفاؤنا بحاجة إلى اتخاذ إجراء من تلقاء أنفسنا. إذا لم نحصل على إجراء في المجلس فسوف يتعيّن علينا عندئذ اتخاذ إجراءاتنا». جاء ذلك بعد التصويت على مشروع قرار غربي عربي لإدانة إيران باتهامها بالوقوف وراء تسليح أنصار الله في اليمن، خصوصاً بالصواريخ البالستية التي استهدفوا بها السعودية، ليصير السؤال ماذا ستفعل واشنطن تحت عنوان، «إذا لم نحصل على إجراء في المجلس علينا عندئذ اتخاذ إجراءاتنا»؟

  • الغوطة نموذج متقدّم عن حلب

    – نموذج مسلحي حلب سيبدو تمريناً أمام ما يبدو بانتظار مسلحي الغوطة، فالخبرات التي راكمتها موسكو في التعامل مع الأطراف الدولية والإقليمية، والجماعات المسلحة التي تشغّلها، منذ معركة حلب جعلتها في موقع مختلف عن الذي كانت فيه قبل معركة حلب وأثناءها، والذي يتابع حجم الشراكة العسكرية الروسية في حرب الغوطة من جهة، واللغة والنبرة اللتين يتحدّث بهما الرئيس الروسي فلايديمر بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف من جهة موازية، مقارنة بمثيلتيهما في معارك حلب سيكتشف بسهولة ووضوح حجم الفارق.

  • قرار الهدنة علامة تغيّر التوازنات

    – في كلّ مرة كان يصدر قرار أممي لوقف النار منذ بداية الحرب على سورية كان واضحاً أنه إجهاض لمشروع حسم كان يقترب لصالح الجيش السوري، وأنّ القبول به من سورية وحلفائها كان لتفادي الأسوأ، وهو مخاطر تدخل غربي مباشر وتصعيد عسكري تدخل فيه قوى إقليمية ودولية، لم يكن ما ظهر منها في آب 2013 بحشد الأساطيل الأميركية قبالة سورية مجرد مسرحية ولا مناورة. وفي كلّ مرة كان يصدر قرار أممي بوقف النار كان يتوزّع جهد الجيش السوري على عشرات الجبهات، وضعف الحضور العسكري للحلفاء يفرض عليه حساب توزيع قدراته بطريقة مجدية وتقبل التهدئة على جبهة والتفرّغ لسواها. وفي كلّ مرة كان يجري صدور قرار أممي بوقف النار كان يثبت أنّ مضمونه توفير فرصة الاستعداد للجماعات المسلحة لجولة جديدة أشدً خطراً.

  • ترامب يضمن السعودية فماذا عن مصر؟

    – لا يمكن الفصل بين الإعلان الأميركي عن جعل موعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى اغتصاب فلسطين هذا العام بعد أقلّ من ثلاثة شهور، عن القياس الأميركي لمتانة الحلف الذي تشكّل بين أميركا و«إسرائيل» وحكومات الخليج وخصوصاً السعودية والإمارات، وجهوزية هذا الحلف لتحمّل تبعات هذا القرار الإجرائي، الذي كان مقرراً بعد سنوات، كما أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع إعلان رئيسه دونالد ترامب التوقيع على قرار النقل، لكن السعودية وشركاءها في الخليج لا يشكلون ضمانة كافية لامتصاص نتائج هذا التطوّر الاستفزازي الذي بدا بوضوح أنّ ساحة التصدّي له لا تزال فلسطين، دون أن تظهر علامات غضب عربي شعبي كافية للجم الحكومات عن اندفاعها وراء الأميركي بلا حساب أو دفعها للتحرّك في مواجهته.

  • ساترفيلد جاسوس إسرائيلي

    – لسنا بصدد مناقشة الموقف الأميركي المعروف بانحيازه للمصالح الإسرائيلية، والعاجز عن لعب دور الوسيط النزيه في كلّ قضية تكون «إسرائيل» طرفها الثاني، كما هو حال ملف لبنان وثروته من النفط والغاز، الذي أثارت «إسرائيل» حول الحقوق اللبنانية في مياهه الإقليمية عاصفة لم تهدأ، ولا حول التاريخ الشخصي لدايفيد ساترفيلد كسفير أميركي سابق لدى كيان الاحتلال وقد عمل سفيراً في بيروت، وفي المهمّتين كان يعبّر بحماسة عن التزامه المصالح الإسرائيلية، ويتقن تحويل المكانة الدبلوماسية الأميركية إلى منصة لخدمة المصالح الأميركية.

  • الأسد مقابل أردوغان ونتنياهو

    تكاد الحرب السورية أن تكون حرباً بين الرئيسين بشار الأسد ورجب أردوغان، وبنسبة لا تقلّ عنها حرباً بين الرئيس بشار الأسد ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كنمطَين متقابلَين للحكم وإدارة القضايا الكبرى وممارسة السياسة والحرب،