زهير أندراوس

  • المُقاومة إرهابًا والتطبيع قاعدةً

    المشهد العربيّ الرسميّ كان وما زال وسيبقي، وفق كلّ المؤشّرات والدلائل، قاتمًا للغاية، لكن بمُوازاة ذلك، تبقى المُمانعة والمُقاومة والصمود، عنوانًا للشعوب، التي لا تفقِد البوصلة أبدًا، وإنْ فقدها بعض كبارهم، إنْ كانوا هم كذلك أصلاً، ولنا في التاريخ العبرة الكبرى. ولأنّ في التاريخ، عبرةً كُبرى، إنْ أجَدْنا التعامل معه، على قاعدة أنْ نبقى فيه ومعه، أيْ على مسرحه، فاعلين لا مفعولاً بنا، فإنّ نقطة الوضوح، تفترض أنْ نُعيد طرح السؤال: هل يمكن لنا الصمود أمام هجمة أعداء الخارج، بفاعليةٍ وكفاءةٍ واقتدارٍ وقوّةٍ لتحقيق النتائج المرجوّة، وداخلنا مليء بالأعداء؟ سؤال سبق لغيرنا أنْ تطرّق إليه بوضوحٍ شديدٍ أيضًا، منهم القائِد، جمال عبد الناصر، الذي أرسى مقولته المأثورة: “أنا لا أخشى على شعبنا من العدوّ الخارجيّ، لقد استطاع شعب مصر العظيم أنْ ينتصر في معارك التحرير في كلّ العصور، وأنْ يطرد الاستعمار، ولكن ما أخشاه هو مخاطر الانقسام وإشعال نيران الفتن باسم الدين أوْ باسم الديمقراطية من اللاهثين على السلطة”، وعبد الناصر، بالإضافة إلى حربه ضدّ إسرائيل، لم يتوقّف للحظةٍ عن مُقارعة الأنظمة الملكيّة، حيث قال إنّ “حكّام الخليج هم الوجه الآخر للاستعمار، الرجعيّة والصهيونيّة، ولا بُدّ من اجتثاثهم”، وفي مقولةٍ أخرى جزم: “إذا وجدتم أمريكا راضيةً عنّي، اعلموا أننّي على خطأ”.

  • الخاشقجي.. الغرب المُنافِق والإعلام المُرتهِن

    قبل الولوج في قضية اختفاء أوْ قتل الصحافيّ السعوديّ الـ”مُعارِض”، جمال خاشقجي، يجب التذكير بأنّ الواقِعة تفجرّت بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الذي أهان وأذّلّ واحتقر العاهل السعوديّ، الملك سلمان، بعباراتٍ غيرُ معمولٍ بها وفق العرف الدبلوماسيّ، واستخدم رئيس أعظم دولة في العالم لغةً سوقيّةً شعبويّةً ضدّ الملك سلمان، حين طلب منه أنْ يدفع الإتاوة لأمريكا مُقابِل حمايتها للمملكة، ولم يتورّع ترامب، الذي أكّد للمرّة المليون، أنّه يكره كلّ ناطقٍ بالضاد ويمقُت كلّ مَنْ يقول لا إله إلّا الله محمد رسول الله، لم يتورّع عن التصرّف كرئيس عصابةٍ تُذكّرنا بالمافيا الإيطاليّة، والأخطر من ذلك، أنّ الردّ السعوديّ الرسميّ على هذا الازدراء والتحقير جاء باهتًا وخافتًا للغاية من قبل وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قال في مُقابلةٍ مع وكالة (بلومبيرغ) الأمريكيّة إنّ بلاده تدفع ثمن السلاح الذي تشتريه من واشنطن، وهذا الردّ باعتقادنا المُتواضِع كشف النقاب مرّةً أخرى عن مدى تبعية المملكة السعوديّة لرأس الأفعى، أمريكا، التي تُشكّل رأس حربة الإرهاب العالميّ، عُلاوةً على ذلك، فإنّ الرئيس الأمريكيّ، المُتورِط في التحقيقات من أخمص قدميه حتى رأسه، أدلى بهذه الأقوال على الملأ في اجتماعٍ انتخابيٍّ بولاية فيرجينيا، أمام وسائل الإعلام على مُختلَف مشاربها، بهدف تحقير السعوديّة وحكّامها وابتزازهم فيما بعد، كما فعل العام الماضي عندما زار الرياض وحصل على غنيمةٍ، وصلت إلى 500 مليار دولار من الأموال التي يجب أنْ تكون من حقّ الشعب السعوديّ، الغارِق في البطالة والفقر.

  • أوسلو.. العداء لإيران وسمسار أمريكا

    رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، هو ابن المؤرّخ الصهيونيّ، بن تسيون نتنياهو، الذي آمن طيلة حياته بأنّه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطينيّ، وبالتالي فلا غرابةً من أنّ نجله، رأس الهرم السياسيّ في دولة الاحتلال، ترّبى وترعرع في بيئةٍ عنصريّةٍ، إنْ لم تكُن فاشيّةً، واكتسب مُعتقداته وأفكاره السياسيّة من البيت الذي كان سُكّانه ورُوّاده يكرهون كلّ ناطقٍ أوْ ناطقةٍ بالضاد، وربمّا هذه التربيّة أوصلت رئيس حكومة الدولة العبريّة منذ العام 2009 إلى قناعةٍ تامّةٍ بأنّ نظرية والده هي الصحيحة، وبالتالي، فإنّ الرجل يسعى من هذا المُنطلق إلى تطبيقها على أرض الواقِع، ذلك أنّ حالة الإنكار التامّة لوجود شعبٍ آخر يعيش في فلسطين، انتقلت مع السنوات من حالةٍ، وليس عاهةً، عابرةٍ إلى مُستديمةٍ، ووفقها يتّم التعامل مع “العرب في أرض إسرائيل”، وفق تسمية اليمين العنصريّ، الذي ينتمي إليه نتنياهو، لا بلْ بالأحرى يقوده ويقود كيان الاحتلال إلى دولةٍ واحدةٍ لشعبين، وهو الأمر الذي يُحذّر منه ما يُطلَق عليه اليسار الإسرائيليّ-الصهيونيّ، فهذا الأخير لا يقّل عنصريّةً عن اليمين المُتطرّف، ويتعامَل مع العرب، ومع الفلسطينيين بشكلٍ خاصٍّ، من مُنطلق الاستكبار والفوقيّة، وهو يُريد حلّ القضية الفلسطينيّة بشكلٍ أوْ بآخر، أيْ دولة منقوصة السيادة، ليس لأنّه وقع في حُب الحُريّات وغرام تقرير المصير، بل من أجل المُحافظة على الصبغة اليهوديّة لدولة إسرائيل، ومن هنا، نقول بحسرةٍ وألمٍ شديديْن، إنّ التعويل على الـ”يسار الصهيونيّ”، كما تفعل السلطة الفلسطينيّة في رام الله، هو تعويم القضية والطحن في الهواء، وللتذكير فإنّ اتفاق أوسلو، سيء الصيت والسُمعة، بين إسرائيل وبين منظمّة التحرير الفلسطينيّة، تمّ التوقيع عليه من قبل الـ”يسار الصهيونيّ”، وها بعد مرور أكثر من ربع قرنٍ على هذا الاتفاق الـ”تاريخيّ”، نرى بأمّ أعيننا بأنّ مَنْ سعى إليه من الطرف الفلسطينيّ، أعاد عقارِب الساعة إلى الوراء، ودفن النضال مع الشهداء، الذين قدّموا أنفسهم على مذبح حريّة شعب فلسطين.

  • محور المُقاومة والمُمانعة سيهزِم تحريضكم

    قال الفيلسوف الفرنسيّ فولتير: “لا أوافق على رأيك، لكننّي مستعد للموت من أجل حقك بالتعبير عنه”، ومن نوافل القول التذكير بأنّ “الرصاصة الغادرة قد تقتل شخصًا، أمّا الكلمة الخائنة فقد تقتل أمّةً كاملةً”، في السياق عينه لينين فقد حذّر من أنّه “عندما تتكرّر الكذبة بما فيه الكفاية، تتحوّل إلى حقيقةٍ”، أمّا وزير الإعلام النازيّ في عهد هتلر، جوزيف غوبلز، فقد اشتهر عندما أطلق العبارة التالية: “أعطِني إعلامًا بلا ضمير، أُعطيك شعبًا بلا وعي”، وفي ظلّ الحرب الإعلاميّة التي يخوضها العرب ضدّ العرب، لا بُدّ من الاستعانة بجورج أورويل البريطانيّ، الذي أكّد على أنّه “في زمن الخداع العالميّ، يُصبح قول الحقيقة عملاً ثوريًا”، علمًا أنّ الحقيقة باتت عملةً نادرةً في هذا الزمن الرديء، ذلك أننّا لا نُجافي الواقع والصواب، إذا جزمنا بأنّ شرائح واسعة من الإعلام العربيّ، لا يُمكن التقليل من تأثيرها، باتت مُجيّرةً لصالح أجنداتٍ تتساوق، للأسف الشديد، مع أهداف الثالوث غيرُ المُقدّس: الإمبرياليّة، الصهيونيّة والرجعيّة العربيّة.

  • ويلٌ لأمّةٍ تعتبر السيّد نصر الله إرهابيًا

    الحملة السافرة التي تقوم بها الإمبرياليّة والصهيونيّة وأدواتهما في الوطن العربيّ لشيطنة سيّد المقاومة، الشيخ حسن نصر الله، وبطبيعة الحال حزب الله، مرّدها باعتقادنا المتواضع، أنّ الاستعمار الثقافيّ تمكّن عبر الوكلاء في الدول العربيّة من تأجيج الخلافات بين أبناء الأمّة العربيّة، إذْ تحوّل العداء الطائفيّ المقيت والبغيض بين المسلمين والمسيحيين، إلى صراعٍ مذهبيٍّ بين السُنّة والشيعة والعلويين، وهذا الصراع يُساهم إلى حدٍ كبيرٍ في تفتيت وتمزيق النسيج الاجتماعيّ للأمّة العربيّة من محيطها إلى خليجها، ويُجزأ المجزأ، ويُقسّم المُقسّم، ويصرف الأنظار عن أنّ عدّونا الأوّل والأخير كان وما زال وسيبقى الاستعمار وصنيعته الحركة الصهيونيّة، التي لا تتوقّف أطماعها في اغتصاب فلسطين التاريخيّة، بلْ تذهب إلى أبعد من ذلك، إنّها حركة كولونياليّة عنصريّة بامتياز تهدف إلى السيطرة العمليّة على الوطن العربيّ من ألفه حتى يائه. ومن المُهّم جداً الإشارة إلى مقولة أرييل شارون: جميعنا يجب أنْ يتحرّك، أنْ يركض، يجب أنْ نستولي على مزيدٍ من التلال، يجب أنْ نُوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها، فكلّ ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم.

  • الشهيدة رزان النجّار: الحياة وقفة عزٍّ

    من الصعب، إنْ لم يكُن مُستحيلاً، أنْ تُكتب مرثيّةً لإنسانٍ/ةٍ، فكم بالحري إذا كان الحديث عن شهيدٍ/ةٍ تمّ قنصه/ا عن سبق الإصرار والترصّد من قبل جلّادٍ يستأسد على الضحيّة، لا بل أكثر من ذلك، يقتل، يبطش بهمجيّةٍ ويقمع ببربريّةٍ، ومن ثمّ يُحاوِل شيطنة شعبٍ بأكمله، هبّ دفاعًا عن قضيته العادلة، فقد قيل سابقًا إنّه في زمن الخداع العالميّ، يُصبح قول الحقيقة عملاً ثوريًا، ولكن أين الحقيقة، وَمَنْ طمسها، ولماذا دفنها؟.

  • نتنياهو مُهرّجٍ فاشلٍ ومُحرّضٍ بارعٍ يُعاني من وسواس إيران

    حتى أشّد المُؤيّدين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ وزعيم حزب (ليكود) الحاكم، من سياسيين، وإعلاميين، وخبراء ومُختّصين، يُجمعون على أنّ بنيامين نتنياهو على استعدادٍ كاملٍ لفعل أيّ شيءٍ، أوْ كلّ شيءٍ، من أجل الحفاظ على كرسيه ومنصبه، وطبعًا هذا الأمر ينسحب على سياسته الداخليّة والخارجيّة، على حدٍّ سواء، وبالتالي، فإنّ مُحاولاته المُتكررّة والممجوجة والتي باتت لا تنطلي على أحدٍ، لتصدير أزماته الداخليّة إلى الخارج تهدف بشكلٍ مُباشرٍ إلى صرف أنظار الإسرائيليين عن تورّطه في أربع قضايا رشاوى وفساد وخيانة الأمانة والاحتيال.

  • حذارٍ من تهويل قدرة الموساد!

    الشبل الفلسطينيّ محمّد عوّاد ارتقى شهيدًا بعد أنْ قنصه أحد مُجرمي جيش الاحتلال الإسرائيليّ على السياج الحدوديّ. محمّد، ابن الـ14، أراد أنْ يؤكّد للصهاينة أنّ مقولتهم بأنّ الكبار سيموتون والصغار سينسون، هي كاذبة، فخرج للمُواجهة متسلحًا بإيمانه العميق بعدالة قضيته، ولكنّ العدّو أرداه قتيلاً، لينضّم بذلك إلى قافلة شهداء فلسطين، الذين عطرّ دمهم الزكيّ تُراب الوطن المسلوب والمنهوب. بعد عدّة ساعات على ارتقاء محمّد، وعلى بعد 7600 كم من موطني، كان للعالِم الفلسطينيّ، فادي البطش، 35 عامًا، موعدًا مع قتلةٍ سفلةٍ وجبناء، أطلقوا النار عليه من مسافة صفر فخرّ شهيدًا، هذه تقاليدهم، وهذه عاداتهم، يقتلون، ينهبون ويغتصبون الأرض والعرض، الشجر والحجر، ويُطالبون العالم الـ”حر” باعتبارهم الضحيّة.

  • تبعية الأنظمة العربيّة واستكبار الاستعمار

    “مَنْ ظهر أولاً وَمَنْ أوجد مَنْ؟ العبد أمْ السيّد. هل السيّد مَنْ صنع العبد نتيجة لسلوكه العبوديّ أمْ العبد مَنْ صنع السيّد نتيجة لاستبداده؟”، هذا باختصارٍ شديدٍ لُبّ جدلية الفيلسوف الألمانيّ جورج هيغل، التي حاول سبر غورها في كتابه “ظواهرية الروح” الصادر عام 1807. والسؤال الذي يُستنبط ممّا ذُكر: هل ستبقى جدلية استسلام أوْ عبودية الأنظمة العربيّة قائمة أيضًا بلا نتيجة كما هي جدلية البيضة والدجاجة البيزنطيّة؟ وهل ستبقى العبودية والعرب رفاق درب وتاريخ طويل لا ينفصلان؟ سؤال لم تتّم الإجابة عليه حتى اللحظة، علمًا أنّه قد قيل إنّ عبوديتهم، أوْ تبعيتهم للغرب، جاءت من استبداد السيّد، وفي حالتنا الإمبرياليّة وموبقاتها، منذ أنْ تمّ غزو الوطن العربيّ ثقافيًا وبإرهاب الأسلحة الفتاكّة.

  • مهرجان إسرائيلي مُصطنع لانتصارٍ وهميٍّ!

    بعد مرور 11 عامًا، إسرائيل تحتفل بتدمير المفاعل النوويّ العربيّ-السوريّ في دير الزور، وتُطلق العنان لإعلامها المُتطوّع لتكريس السرديّة الصهيونيّة حول فوقيتها وتفوقها مُقابل تخلّف العربيّ ودونيته. هل الاعتراف العلنيّ بقصف المفاعل عشية الذكرى السبعين لنكبة فلسطين هو إقرار من تل أبيب بفشل رهاناتها لتقسيم بلاد الشام كمُقدّمةٍ لتصفية أعدل قضية في العالم، قضية فلسطين؟ وأين المُجتمع الدوليّ، الذي يُهدّد بقصف دمشق لأنّها، بحسب مزاعمه، تستخدم الأسلحة الكيميائيّة في الحرب الأهليّة؟ أين هذا الجسم الهُلاميّ والمُنافق من دولة الاحتلال، التي بحسب الإعلام الأجنبيّ، تمتلك أخطر ترسانة نوويّة في المنطقة؟

  • تدمير سوريّة توطئة للقضاء على فلسطين

    منذ إقامة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطينيّ، بمساعدة ومباركة الغرب الاستعماريّ، وتواطؤ بعض القيادات العربيّة آنذاك، لم ينفّك أقطاب هذه الدولة المارقة عن التصريح جهارًا- نهارًا أنّ سوريّة، كانت وما زالت وستبقى مستهدفةً للأطماع الصهيونيّة، التي تتخطّى حدود فلسطين التاريخيّة. فها هو دافيد بن غوريون، “المؤسّس″، أكبر مثال على ذلك، فهو الذي أطلق مقولته الخبيثة: “عظمة إسرائيل لا تكمن في ترسانتها النوويّة، بل في القضاء على مصر والعراق وسوريّة”، وبالتالي لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال، الفصل بين ما يجري هذه الأيام في سوريّة عن الماضي والتاريخ والأجندات الصهيونيّة والغربيّة الاستعماريّة معها، ذلك أنّ تقسيم سوريّة لم يغب يومًا عن الاستراتيجيات الصهيونيّة منذ ما قبل زرع إسرائيل.

  • وإذا هدمت إسرائيل الأقصى!

    لا يختلف عاقلان بأنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، هو إنسان عنصريّ بامتياز، ويكره، كُرهًا شديدًا كلّ ناطقٍ بالضّاد، وكلّ مَنْ يقول لا إله إلّا الله محمدٌ رسول الله. كميّات الحقد التي يحملها في عقله وقلبه تدفعه لاتخاذ قراراتٍ خطيرةٍ على الأمّتين العربيّة والإسلاميّة،