محلية

المختل عقليا من يصدق الكذبة

 

تقرير-(خاص).
لم تكد تمضي ساعة على نبأ الهجوم الإرهابي على "الحسينية الحيدرية" بحي الكوثر بسيهات حتى سارعت ماكنة "وزارة الداخلية" لتطلق كذبة هي الأسرع في صدورها في الأحداث الأقصر في انكشاف بطلانها، "مطلق النار على الحسينية الحيدرية مختل عقلياً"!!

لم تجد "الداخلية" ما تخفف به نقمة الأهالي على عجزها وتقصيرها وإهمالها لحماية أرواح الأهالي غير هذه (الكذبة) التي لم يصدقها أحد، حتى المختلون عقلياً لم تنطلي عليهم، فكيف لعمل إرهابي منظم ومنسق أن يكون الاعتماد فيه على مختل عقلياً ؟؟

بيان "داعش" الذي أعلنت فيه اسم منفذ العملية صراحة "شجاع الدوسري" زاد من فضيحة كذبة الداخلية، إذ كيف لهذا التنظيم أن يوعز لمعتوه تنفيذ مثل هذه المهمة!
و إذا ما صحت فرضية المختل عقلياً، ما هذه الحماية الهشة ؟ التي يتباهى بها الأمن، والتي استطاع مختل عقلياً أن يخترقها ويقتل من يقتل و يصيب من يصيب!

اللافت أن هذه العملية جاءت بعد أقل من أربعة أيام من نشر "داعش" تسجيلاً دعت فيه إلى تطهير جزيرة العرب من (الشيعة) وقتلهم في كل زمان ومكان، إلا أن الدولة التي تحصن منشئات الدولة ومرافقها بالترسانات ومختلف أنظمة الحماية، اكتفت بنشر بعض الجنود (غير مختصين) هنا وهناك.
 
الشهداء الخمسة الذين سقطوا في حادثة الهجوم على "الحسينية الحيدرية" ربما كانوا أكثر من ذلك لولا يقضة "اللجان الأهلية" الذين كان لهم الدور الأكبر في إحباط هذه العملية الآثمة.
لعل السلطة لم تلتفت إلى أن هذه الحادثة وما سبقها من حوادث مشابهة كحادثة الدالوة والقديح والدمام ما هي إلا نتيجة طبيعية لما رعته و دعمته ومارسته من تحريض طائفي ممنهج، إذ لا يخفى على أحد ما تحتويه المناهج الدراسية الدينية في السعودية من فكر محرض على القتل والتكفير للشيعة بالاسم ووصفهم بالمشركين والرافضة والمبتدعين، بل أن خطباء الجمعة الذين تدفع السلطة رواتبهم الشهرية لم يوفروا جهداً إلا وبذلوه، في سب الشيعة واتهامهم بالزندقة والكفر، و ما إلى ذلك من نشر الكتب الطائفية والمواقع والقنوات الفضائية التي تعج بالسب والشتم وتعتبر أن قتل "الشيعة" من أفضل القربات إلى الله.

كل تلك الوسائل لازالت متاحة لأبطال مثيري الفتنة، ولم يكن خافياً على الداخلية التي تراقب أنفاس المواطنين ما قاله "خالد الغامدي" على قناة "وصال" بأنه سيأكل أبناء (القطيف) إذا ما مكنه الله منهم، ولازالت تلك القناة تواصل بث سمومها دون أي إجراء من قبل السلطات.
 
في هذا الحادثة تتجلى مواقف تستحق الإشادة و الإكبار من أبرزها ما كتبته الشهيدة "بثينة العباد" -طالبة الطب- حيث كتبت كلمات تصف إلى حد كبير حال استشهادها وهي تخاطب شهداء "رافعة الحرم" في تغريدة على حسابها الخاص "الإبتلاء الحميد، أن تموت في يوم جمعة على منسك عظيم وفي أطهر بقاع الأرض ويطهر دماءك المطر وميت الهدم شهيد، هنيئا بما كسبت أيديكم ".

ولوالد الشهيد"عبدالستار بوصالح" موقف يفيض شرفاً وشموخاً وصلابة، حيث بدا صلباً متماسكاً متمثلاً بكلمات أهل البيت عليهم السلام "الحمد لله الذي أكرمنا بالشهادة"، الحالة ذاتها نراها ماثلة في خلد أهالي الشهداء و أبناء المنطقة، فمثل هذا الهجوم الآثم لا يزيد من تربوا في مجالس الحسين و مآتمه إلا صموداً وإباء و تحدياً للإرهاب والإرهابيين.

وكل هذا الصمود والتحدي انعكس في موقف علماء المنطقة بالتأكيد على الحضور الفاعل في المساجد والحسينيات والمواكب وإقامة الشعائر الحسينية على أفضل و جه وأكمل صورة مع أخذ أقصى درجات الحيطة واليقظة.

أضيف بتاريخ :2015/10/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد