التقارير

تقرير خاص: صفقات السلاح #الأمريكي #للمملكة.. الفائدة والتبعات على الخزينة والمواطن السعودي!!

 

ليس غريبا أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عبر "البنتاغون" أنه تمت الموافقة على بيع عتاد عسكري إلى المملكة السعودية بقيمة 1.15 مليار دولار تشمل دبابات ومدرعات، لأن الأمر ببساطة يصب في المصلحة الأمركيية التي يهمها بيع السلاح إلى أي كان وأيا كانت دوافع الطرف الآخر في شراء هذا السلاح.

فالولايات المتحدة وشركات السلاح فيها هدفها الحصول على المال بغض النظر عن تبعات ذلك على من يدفع وكيف سيؤمن الأموال اللازمة، وسواء أرهقت خزائن الدول التي تشتري السلاح أم لا وسواء كان للدول مصلحة في ذلك أم لا، فالهدف لدى الأمريكيين هو التسويق لسلاحهم وبيعه وبعد ذلك لا يعنيهم أي شيء آخر.

 

لماذا صفقات السلاح مع الولايات المتحدة؟

ولكن من عليه أن يبحث عن أجوبة لكل هذه الأسئلة، هي الجهات أو الدول التي تشتري هذه الأسلحة والأعتدة، كالمملكة السعودية في الصفقة الأخيرة، مع الإشارة أنها ليست الصفقة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تبرم بين الطرفين، فعلى المملكة الإجابة عن التساؤلات عن جدوى دفع كل هذه الأموال الطائلة من جيوب المواطنين ولأي غاية تعقد كل هذه الصفقات؟ أليس المواطن السعودي أحق بها في كثير من المجالات؟ أليس البلاد تحتاج إلى تنمية في كثير من القطاعات؟ ولماذا السير باتجاه استنزاف البلاد وخزينة الدولة وإرهاقها بكل هذه المبالغ الخيالية وكرمى لعيون من؟ وأيهما أنفع للمملكة ولمواطنيها شراء السلاح بحجة الحرب على اليمن أم القيام بالاستثمارات الداخلية لرفع الحرمان عن بعض المناطق وإيجاد فرص عمل للشباب مع تزايد البطالة والفقر وغيرها من الآفات الاجتماعية؟ وهل دعم شركات السلاح الأمريكية أولى أم دعم فاتورة المياه والكهرباء والغاز وغيرها من السلع الضرورية للمواطن السعودي؟ أم أن للأمر غايات سياسية أكثر منها حاجات ضرورية للجيش الوطني السعودي؟

والأكيد أن شركات السلاح الأمريكية تعتبر إحدى وسائل الضغط واللوبيات المؤثرة في صناعة القرارات الخارجية الأمريكية، لذلك قد يشير البعض إلى وجود حاجات ملحة لإرضاء هذه الشركات والقيمين عليها عبر عقد صفقات شراء الأسلحة سواء كانت ضرورية أم لا، باعتبار أن الهدف ليس الحصول على السلاح لاستخدامه بقدر ما هو نيل رضى الشركات، فمن الممكن أن بعض المسؤولين يسعون لإقامة علاقات مع الجهات المؤثرة في السياسة الأمريكية ولذلك يحاولون بشتى السبل كي ترضى عنهم هذه الجهات التي تعتبر من ضمنها لوبيات شركات السلاح الأمريكية أو حتى اللوبيات الصهيونية والإسرائيلية، وانطلاقا من هذا قد نرى من يضحي بمبالغ طائلة ويبرم صفقات خيالية لاسترضاء هذه اللوبيات سواء بشراء أسلحة وأعتدة وصولا لفتح قنوات مباشرة أو غير مباشرة مع بعض الجهات بهدف تحصيل مكاسب سياسية هنا وهناك في الحاضر أو في المستقبل.

 

السلاح الأمريكي وأسباب الحرب!!

ومن هنا يمكن فهم دخول بعض الدول في حروب متعددة داخلية أو إقليمية، كما يمكن استيعاب خلفيات حصول بعض الحروب التي لا يكون لها من الإسباب ما يبررها أمام الرأي العام والجهات الدولية، لأنه ببساطة قد يكون كل ذلك بضوء أخضر أو بتدبير من الإدارة الأمريكية لأن أحد دوافع الحروب هو الرغبة الأمريكية ببيع السلاح للمتحاربين، كما يجري اليوم في اليمن مثلا، فمن يجلس وبهدوء ليفكر لماذا دخلت المملكة السعودية في الحرب على اليمن(وهي أول من رفع لواء هذه الحرب وشكل الأحلاف لها) لا يجد الأسباب الموجبة فعلا لها؟ ولا يرى المبررات الموضوعية لدخول هذه الحرب باعتبار أن لا مصلحة في ذلك؟

فلماذا والحال كذلك لا تكون هذه الحرب بدافع أو بتدبير أمريكي بهدف دفع السعوديين لشراء المزيد من الأسلحة ومنها الصفقة الأخير التي أعلن عنها بقيمة 1.5 مليار دولار وما سبقها وما سيأتي من صفقات في لاحق الأيام، وبذلك تكون الحرب على اليمن ليس مصلحة سعودية بقدر ما هي مصلحة أمريكية وبعد ذلك لا تهتم الإدارة الأمريكية بتوريط السعوديين قيادة وحكومة وجيشا وشعبا بتبعات هذه الحرب، سواء من ناحية المخاطر العسكرية والأمنية على المواطنين أو على أفراد القوات المسلحة أو حتى على المناطق الحدودية أو من ناحية التداعيات المالية والاقتصادية الباهظة التي تدفعها المملكة، ناهيك عن السمعة السيئة التي باتت تلاحق المملكة ومواطنيها باعتبار أن حقوق الإنسان تنتهك في اليمن.

 

فمن يكون المسؤول عن كل ذلك؟ خاصة أن انتقادات أمريكية من مسؤولين أو وسائل إعلام تخرج بين الحين والآخر لتتهم السعوديين بانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات، فكيف نقبل أن تتعامل واشنطن معنا بهذا الشكل؟ حيث أنها من جهة تستخدمنا لتحقيق مصالحها بفتح الحرب على اليمن لبيعنا السلاح وبعد ذلك تأتي الأصوات الأمريكية تنتقد الانتهاكات في اليمن التي ترتكب بسلاح أمريكي.

وهنا لا بدَّ من التفكير بروية هل يجب مراجعة أنفسنا وطرح السؤال البسيط: من المستفيد من هذه الحرب،المملكة السعودية أم الولايات المتحدة الأمريكية؟ والاستطراد أكثر والإجابة على السؤال التالي: من المستفيد من صفقات السلاح بين المملكة والإدارة الأمريكية؟ ولماذا يحب على السعوديين دفع الأموال للشركات الأمريكية وما الهدف الحقيقي من ذلك؟ ولماذا على شعب المملكة تحمل تبعات طموحات سياسية أو علاقات مفترضة لبعض القيادات السعودية بعيدا عن التفكير في المصلحة السعودية العليا التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار، علما أنه يمكن تدفيع بعض المسؤولين من جيوبهم الخاصة إذا ما تبين أنهم هم من يورطون الشعب وخزينة الدول بصفقات غير ضرورية لتنفيذ حروب غير مجدية والقيام بخطوات غير محسوبة، وبالتأكيد أن توفير المبالغ التي تدفع على الجولات السياحية في الداخل والخارج لبعض المسؤولين قد يساهم في هذا الأمر.

أضيف بتاريخ :2016/08/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد