محلية

تقرير-(خاص): كيف كفر أمير القصيم ’شيعة نجران’ وبماذا كان ردهم ؟


كل الأحداث الجارية في الوطن حاليا من ترهيب كـ قصة "سائق الليموزين"، أو العمليات الإرهابية من تفجير للمساجد أو الهجوم المسلح على الحسينيات، والذي كان آخرها تفجير انتحاري مسجد"المشهد"بنجران، يرجعك بالذاكرة إلى الوراء، لـ يخبرك بأن ثمة أمير منطقة ومن موقعه المسؤول يتهم أصحاب مذاهب إسلامية بالكفر والوثنية.

العملية الإرهابية في نجران ذكرت بـ مقال نُشر في يوم الخميس العاشر من سبتمبر 2015م ،في "صحيفة الجزيرة" لأمير القصيم فيصل بن مشعل آل سعود، بعنوان" لماذا يهاجمون السلفية والنهج السعودي"، قال فيه "إن بعض المذاهب الإسلامية مثل الشيعي والإسماعيلي قائمة على "ديانات وثنية كانت منتشرة في بلاد فارس (إيران)"، متهماً أتباع هذه المذاهب بأنهم "يعبدون مشائخهم من دون الله" حسب تعبيره.

وأضاف آل سعود في مقاله "إن اتباع هذه المذاهب مشركون”، مثنياً على مؤسس المدرسة الوهابية محمد بن عبدالوهاب الذي "قامت دعوته على محاربة البدع والشركيات".

وأحدث مقاله ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بأنه جاء في وقت تعاني البلاد من احتقان طائفي، وعبر المواطنون عن استيائهم من تكفير الأمير لشريحة من الوطن، على "تويتر" بعدة هاشتاقات ،من بينها #أمير _القصيم_يكفر الشيعة، وآخر #أمير القصيم _يتهم _المذهب _الشيعي _والصوفية_بالشرك والوثنية.

بعض التغريدات التي انتشرت بالهاشتاق نفسه، اتسمت بعضها بالطائفية، يُعرف من خلالها بحسب مراقبون مصدر التكفير والطائفية، فمن كفر في مقاله أمير ومن ينشر المقالات صحف حكومية، أما القنوات التي تنشر التكفير والطائفية فهي رسمية أيضاً .

أهالي نجران ردت على أمير القصيم، بعدة مقالات، كان من بينها مقال نشرته "صحيفة نجران النيوز الإلكترونية "،كتبه الـ قانوني "مهدي علي عامر"، بعنوان نحن مواطنون ياسمو الأمير !!

وقال الحقوقي العامر في مقاله "من وجهة نظره وهذا لاشك فيه مسموح للجميع أن يدافعوا ويمتدحوا معتقداتهم ولكن الأمير في مقاله اتهم مذاهب إسلاميه يؤمن بها شريحة كبيرة من مواطني المملكه بأنها مذاهب شركية، يعبد أتباعها مشائخهم من دون الله وتحمل عقائد وثنية بداخلها.

مُضيفاً، وذكر المذهب الشيعي والإسماعيلي والصوفية كأمثلة، والجميع كبار وصغار في المملكة وخارجها يعلمون أن معظم أهالي نجران والقطيف إسماعيلية وشيعة، وأيضاً يوجد مواطنون يعتنقون المذهب الصوفي في الحجاز ولهذا كان مقال الأمير صادماً للمواطنين في المملكة، جارحاً لمشاعرهم سيما أنه صدر من شخصية مسؤولة تدير منطقة بأكملها .

وتابع العمر قوله، بصفتي مواطناً سعودياً إسماعيلي المعتقد مؤمناً بوحدة هذا الوطن قيادة وشعباً ومؤمناً بالقانون وحقوق الإنسان العالمية، سأختصر الرد على مقال الأمير من وجهة النظر القانونية النظامية وكذالك وجهة النظر الفكرية والتاريخية.

ونشر أحمد عدنان مقال له يرد على مقال الأمير، نشرته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، قال فيه "نشر أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود مقالة في صحيفة سعودية بعنوان (الأبعاد التاريخية للعداء على السلفية والتهجم على النهج السلفي السعودي)، ولو نشرها الأمير بصفته الشخصية لسكتنا، فمن حقه كفرد أن يعبر عن قناعاته تحت سقف القانون، وإن خالف القانون فمن حق المتضرر التظلم عند صاحب القرار".

وتابع مستنكرا " لكن قيام الحساب الرسمي للأمارة في (تويتر) بتغريد المقالة ونسبتها إلى الأمير بصفته الاعتبارية أمر يستحق السجال والرد، مع العلم بأنني لم أرد نبش تاريخ منسي لكن أمير القصيم هو المتسبب والمسؤول".

مُضيفاً "بدا لافتاً وطريفاً في العنوان استخدام مصطلح (النهج السلفي السعودي)"، فالدين لا علاقة بالجنسية وهو أرقى من هذه التصنيفات لاهتمامه بالانتماء الروحي والعمق الأخلاقي، وإذا سلمنا بسعودة الدين أو السلفية، سيصبح للإسلام مذاهب وطوائف بعدد دول المسلمين ومناطقهم فتنتفي عن الدين مشاعته الإنسانية إلى صيغ محلية ضيقة ومحدودة، فهذا إسلام سعودي وذلك عراقي وذاك مغاربي وصيني، ومن المنطق هنا رفض المسلم غير السعودي، من باب الوطنية أقله، الانتساب إلى طائفة لا تمثل بلاده أو تجعل من وطنه تابعاً لغيره، وربما سأل أحدهم أمير القصيم: هل كان رسول الله وصحابته سعوديون؟!.".

هذا بعض رد أهالي نجران على "سمو الأمير السعودي"، ليُعرف بعدها من هم الوطنيون حقاً، ومن هم الحريصون على وحدة الأمة الإسلامية و وحدة الوطن .

تكفير أمير القصيم للمذاهب الإسلامية، وما حصل من عمليات إرهابية في المنطقة، يختصر جواب لعدة تساؤلات، لماذا هذا الاحتقان الطائفي في البلد ولماذا التحريض ؟! وربما من أين جاءت داعش ؟!

أضيف بتاريخ :2015/10/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد