قصة وحدث

 

سحر صالح ..

استحال ليل القطيف نهارا، ..كانت طائرات الهليكوبتر تحوم على رؤوس المعزين..، إنه ليل التاسع من محرم.. صوت أزيز الرصاص لا ينقطع...فتح أهالي الأزقة المجاورة لساحة العزاء بيوتهم للهاربين من شبح الموت.. كان مجموعة من الشباب يركضون مسرعين يحملون فتىً جريحًا.. ناداهم شاب عند أحد المنازل "تعالوا أدخلوه هنا" ...هرعوا إلى داخل المنزل، ووضعوه على الأرض مع بعض الجرحى ..كان في داخل المنزل طبيب شاب يعالج الجرحى، و ثمة شباب آخرون يساعدونه،..وكانت أعداد الجرحى في ازدياد ...بعضهم حاله خطرة...كان الطبيب يبذل قصارى جهده لمعالجة الجرحى بحماسة و ثورية لا تقل عن حماسة الشباب الخارجين في المظاهرات. 

  

لم يكن هذا المشهد واقعيًا تمامًا، بل إنّه مستوحىً مما نقله بعض من عاشوا تلك الأحداث عن انتفاضة شعب المنطقة الشرقية في شهر محرم من العام 1400ھ/1979م، ورأوا بأعينهم المروحيات تقصف الناس العزل بوابل الرصاص، ..قال أحد الشاهدين على تلك الأحداث "كانت سماء القطيف تضيء ليلاً بوميض الرصاص كما وضح النهار" ... وبحسب المصادر التي وثقت الأحداث، فإن كثيرًا من أطباء وممرضي المنطقة اتخذوا من منازلهم والحسينيات مشافي ميدانية لعلاج الجرحى والمصابين..كما كان أصحاب الصيدليات يمدونهم باحتياجاتهم من الأودية والغيارات الطبية. 

  

عاشوراء الثورة

 قبيل حلول العام الهجري الجديد كان كل شيء ينبئ أن موسم عاشوراء سيكون مختلفًا...كان الجو العام في منطقة القطيف يغلي حماسًا....خطب الإمام الخميني الثورية، و أخبار الثورة الإسلامية كانت ملء الأسماع...أعطت ثورة الإمام الراحل زخمًا روحيًا عاليًا للمسلمين بشكل عام، وللشيعة بشكل خاص لاسيما في منطقة الخليج. 

  

واعتصموا بحبل الله جميعا

 استطاعت الثورة الإسلامية صهر التيارات المختلفة في المجتمعات الإسلامية وتوحيدها، وإذابة عوالق اختلافها من خلال بث الوعي في المجتمعات الإسلامية، عبر الخطابات التي كان يلقيها الإمام حول أهمية الوحدة الإسلامية، ورص الصفوف، ومواجهة الاستبداد والاستكبار العالمي..  

  

 ومن خلال موسم الحج الذي تلا انتصار الثورة العام 1399ھ، تم التعريف بالثورة الإسلامية، وأهدافها وقيمها ومبادئها التي هي قيم الإسلام ومبادئه الحقّة من قبل البعثة الإيرانية للحج..  

  

وبعد أن وصل حال المجتمعات الإسلامية قبل الثورة المباركة إلى الانحدار الأخلاقي، والبعد عن الدين الحنيف ومبادئه وقيمه، حيث كانت قوى الاستكبار التي تريد إبعاد الأمة الإسلامية عن ساحة الجهاد والمقاومة تغذي هذا المجتمع بكل ما يبعده عن دينه من لهو وفكر منحرف عبر وسائل الإعلام المختلفة. 

 

شكّل انتصار الثورة الإسلامية وعيًا جماهيريًا عامًا جعل من الأمة الإسلامية لاسيما في المناطق القريبة من إيران بركانًا يغلي ويصب حممه في وجه المستكبرين..  

  

أمريكا تستنفر في مواجهة حمم الثورة

وكما أسلفنا في الجزء الأول بأن مناطق الشيعة في الجزيرة العربية كانت ولازالت تعاني الحرمان والظلم في ظل الدولة السعودية التي حكمت بالطائفية والسيف، وكما ذكرنا أيضا فأن قوات كوماندوس أمريكية وصلت للقاعدة العسكرية في الظهران، وأرسل النظام السعودي قوات كبيرة من "الحرس الوطني"  تمركزت على مسافة قريبة من الظهران، وكان قائد الحرس آنذاك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود الملك الراحل.  

  

ثوار على خط الحسين

بدأ شهر المحرم من العام 1400ھ ، وصار بعض الخطباء الشباب الثوريين  يلامسون بخطاباتهم وجع الناس، وما يضج في صدورهم من شعور بالظلم والاستضعاف، وأخذوا يبثون فيهم روح الحماسة، من وحي الثورة الإسلامية، وعاشوراء الإمام الحسين عليه السلام.  

  

خرجت مسيرات العزاء من الحسينيات إلى الشوارع، وكانت أشبه بالمظاهرات، واقتصرت هذه المسيرات على مدن القطيف الرئيسية في بداية الأيام، وانتقلت المظاهرات والمسيرات لاحقا إلى كل المدن والقرى تقريبًا، حيث جابت الشوارع، ورُفعت فيها الشعارات الإسلامية الحماسية وأهمها شعار "الله أكبر"، وشعارات الوحدة الإسلامية "لا سنية لا شيعية "، "دين النبي واحد ما فيه تفرقة"، ونادت المسيرات بعدة مطالب أهمها رفع الظلم، والتمييز الطائفي، وطالبت بقطع النفط عن أمريكا، و رُفعت صور الإمام الخميني كرمز إسلامي قاد ثورة من أعظم الثورات في التاريخ، حمل فيها هموم أمة الإسلام، ومسؤولية الدفاع عن مقدّساتها التي من أهمها القدس المغتصبة..  

  

وكانت مدينة صفوى بحكم موقعها القريب من آبار النفط والمنشآت النفطية أكثر المناطق تلمُّسا للواقع الذي يعيشه الشعب، وإذا وقفت على مشارفها ترى المفارقة الواضحة بين حال المدينة المهملة ومدينة رأس تنورة التي بنيت لتكون جنّةً للأمريكيين، ولهذه الأسباب كانت الثورة في هذه المدينة أكبر، والمطالبات أكثر وعيًا والمشاركة أوسع من جميع فئات المجتمع.

 

محاولات إسكات صرخات الشعب

استمرت المسيرات طوال الليالي الخمس الأولى دون أن تتعرض لها قوات السلطة، وخلال تلك الفترة كانت السلطة تحاول منع التظاهر من خلال بعض عملائها من الوجهاء في المنطقة، وكانت تستدعي الشباب للتحقيق معهم، و لترهيبهم، وثني عزمهم عن الخروج  في مسيرات العزاء.

  

الشباب الرسالي يبث الوعي

أصدرت الطلائع الرسالية في اليوم الثاني من محرم بيانًا عبر منشورات وُزّعت بشكل واسع أبرز ما جاء فيه:   

دعوة الشباب للتظاهر وتلبية نداء الإمام الخميني للثورة ضد المستبدين، و تشجيعهم بأن الشرطة ستنهزم أمام صمودهم، وأن لا يستجيبوا لمن يثبطهم سواء كان آباءهم أو الوجهاء "الشخصيات والعمد"، وختم البيان بدعوة كل من يقرأ البيان إلى نشره قدر المستطاع. 

  

نتيجة لتوزيع المنشور زادت الجماهير المشاركة في المسيرات، و كان لهذا البيان وغيره دور في توجيه حركة الجماهير وجعلها أكثر وعياً ونضجاً. 

  

المواجهات الدامية

حدثت أولى المواجهات مع قوات السلطة ليل السادس من محرم، وقدّر عدد المشاركين في مظاهرات القطيف وحدها بعدة آلاف. اعتقلت السلطة العديد من الشباب ونتيجة للاشتباكات بين القوات والمتظاهرين أصيب العشرات من الطرفين.  

   

منهم من قضى نحبه

ارتقى في ليل السابع من محرم أول شهداء الانتفاضة، الشهيد الفتى حسن القلاف، برصاص قوات السلطة في سيهات... فتى بعمر الورود كان جرمه الوحيد أنه ناضل لاسترداد حقوق شعبه المسلوبة. 

كان حسن الشهيد الأول للانتفاضة، قضى بعده عشرات الشهداء من مختلف مدن المنطقة الشرقية وقراها..تاركين وراءهم أمانة النضال والجهاد للأجيال اللاحقة. 

 

من الشهداء الذين ارتقوا أيضا

الشهيد سعيد عيسى مدن، الشهيد علي محمد المعلم، الشهيد مكي علي ناصر، الشهيد مالك عبد الرزاق آل مدن، الشهيد علي أحمد البحراني، وغيرهم ممن قضوا بالرصاص أو تحت التعذيب أثناء اعتقالهم، ومن النساء الشهيدة فاطمة الغريب التي أطلق عليها النار داخل بيتها. 

  

القتل والاعتقال دون تمييز

استمرت المواجهات ساخنة بين المتظاهرين والسلطة، و كانت القوات تعتقل الناس أو تطلق عليهم الرصاص الحي دون أن تفرق بين من يشارك في المظاهرات، أو عابر في الطريق، أو طفل يلعب في الزقاق المقابل لبيته،.. ودون أن تفرق بين رجل وامرأة شيخ أو شباب صغير أم كبير ..، حتى تجاوزت أعداد المعتقلين الآلف معتقل و جرح المئات واستشهد العشرات منهم نساء وشباب وشيوخ..  

  

الأهالي يسطرون أروع المثل

في أغلب الليالي كان المتظاهرون يبيتون في بيوت الأهالي، الذين صاروا يفتحون أبوابهم لحماية المطاردين من قبل قوات الحرس، أو في المزارع بين النخيل حتى يبزغ فجر اليوم الثاني، ويكون بإمكانهم العودة لمنازلهم، ..وكانت المنازل التي تفتح أبوابها لإيواء المتظاهرين تتعرض في الغالب إلى المداهمة من قبل قوات الحرس. 

  

قمع السلطة وإرهابها

كان استخدام السلطة للقوة مفرطًا في قمع المظاهرات، فاستُخدمت إضافة للهراوات والغاز المسيل للدموع، الأسلحة الأوتوماتيكية والرصاص المحرم دوليًا، وكانت المروحيات تطلق الرصاص على الناس حتى في بيوتهم. 

ولم يكن للناس العزل من وسيلة للدفاع عن أنفسهم سوى الأخشاب والحجارة لاسيما في أول الأيام، لاحقًا استخدموا قنابل المولوتوف التي اشترك في صناعتها حتى الأطفال والنساء..  

  

 ولفرط الهلع الذي أصاب آل سعود من انتفاضة الشعب الأعزل، إذ أنّهم لم يفيقوا بعد من صدمة حادثة الحرم المكي، فأمر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي كان وليا للعهد آنذاك باستخدام مدافع الميدان لسحق الانتفاضة إن لم تفلح نيران الرشاشات الأوتوماتيكية في ذلك..   

  

وفي هذا الشأن كتب مستشار الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي في كتابه "السعودية في الثمانينات" أنّ "الحرس الوطني لم يكن متزنا في استخدامه للقوة" أثناء قمع الانتفاضة.  

  

القطيف تنام في الظلام

استمرت المواجهات الدامية في مدن القطيف وقراها بين الناس المنتفضين والحرس حتى نهار يوم التاسع من محرم، وتمكّن المتظاهرون بعدها من السيطرة على مناطقهم ووضعوا جذوع النخيل والإطارات المشتعلة على مداخل مدنهم وقراهم ليمنعوا بذلك دخول قوات الحرس إليها، لكن ما إن حل المساء من يوم التاسع حتى صارت القطيف بجميع مدنها وقراها ترزح تحت سيطرة الحرس الوطني، وقوات الكوماندوس الأمريكية التي شاركت في قمع الاحتجاجات، وتم قطع التيار الكهربائي عن جميع مدن القطيف وقراها، فباتت في الظلام على صوت الرصاص والمروحيات التي كانت تحوم كذباب مزعج.   

  

ولأول مرة في تاريخها لا تحيي القطيف المحبة والموالية لسبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين عليه السلام ذكرى استشهاده في العاشر من محرم، ولأول مرة تبكي الحسين بدماء الشهداء بدلًا من دمع العيون.  

  

أحساء الإباء تحي العاشر بالمظاهرات

ننتقل إلى الأحساء

حيث وصلت أخبار انتفاضة الشعب في القطيف عن طريق بعض الشباب..

ألهبت أخبار القطيف الحماسة في قلوب الأحسائيين، فخرجت الأحساء تأسيًا بأختها القطيف في مظاهرات شارك فيها الرجال والنساء والأطفال، الأمر الذي صعق آل سعود إذ لم يتوقعوا أن الأحساء قد تنتفض يوما مُطالبة بحقوقها،.. فيروى أن أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية آنذاك دهش حين سماع الخبر وبدا غير مصدق وقال لمحدثه "أنت مجنون تحكي هالكلام؟!..قندهار ممكن تتحرك لكن الأحساء لا"!.  

  

صمود رغم القمع

تعرضت مظاهرات الأحساء ليلة العاشر من محرم للقمع الوحشي حتى سقط الشهداء والجرحى ... ورغم القمع خرجت المظاهرات في العديد من مدن الأحساء صباح العاشر من محرم  وعصره أيضًا متحدية حظر التجوال الذي فرضته قوات السلطة، وقد قاوم هؤلاء المتظاهرون قوات الحرس بالحجارة و الأخشاب وغيرها من وسائل الدفاع في مقابل الهراوات، وقنابل الغاز المسيل للدماء. 

  

ويذكر أن قوات الحرس اعتقلت في ذلك اليوم أكثر من سبعين شخصًا بينهم شيوخ وأطفال كانوا خارجين لأداء صلاة الظهر. 

  

حظر التجوال والاعتقالات الواسعة في القطيف

أما القطيف استيقظت صباح العاشر على حظر تجوال لم يعلن عنه، فكان الحرس يعتقلون كل من يرونه يمشي في الشارع ويوسعونه ضربا وينقل للسجن حتى الأطفال وكبار السن. 

  

صور من الإسلام الذي تدين به السلطة

الإسلام الذي تحكم به السلطة أباح لقواتها هتك الحرمات، واستباحة الأعراض، و الأموال، والدماء. ويذكر كتاب انتفاضة المنطقة الشرقية أن الحرس كانوا يجرون النساء المؤمنات من شعورهن لاعتقالهن بعد خلع الحجاب من على رؤوسهن.  

 

و يروي شاهد عيان أنّه في إحدى بلدات جزيرة تاروت كان الحرس يلاحقون شابًا لاعتقاله.. كان الشاب خائفًا فهرب إلى داخل بيته، إذ لم يتوقع أن ينتهك الحرس حرمة البيوت إلا أنّهم فعلوا، فهجموا على المنزل دون استئذان، وأوسعوه ضربا أمام زوجته التي أصابها الهلع، ثم أخذوه للمعتقل. 

  

يروي آخر أنّ الحرس كانوا يستبيحون أموال الناس، وكان مجموعة منهم يدخلون الدكّان، فيأخذون منه ما يشاؤون دون أن يدفعوا ريالاً واحدًا ، وعندما يُطالبهم البائع يقولون له "الحساب على عبدالله" يقصدون بذلك قائد الحرس عبدالله بن عبدالعزيز. 

  

و يُروى أنهم هجموا على عين ماء في جزيرة تاروت فيها نساء، وهتكوا أعراض النساء..! وينقل هذه القصة كتاب انتفاضة المنطقة الشرقية. 

  

المعذّبون والشهداء في السجون

كثير من الذين اعتقلوا وعذّبوا على خلفية الأحداث لازالوا يحملون آثار التعذيب الوحشي ..أثر السلاسل والقيود، وعاهات مزمنة وجراح ..صنوف العذاب لاقى أولئك المعتقلون تبدأ بالركل والضرب بالهراوات، ولا تنتهي عند قلع الأظافر وإطفاء أعقاب السجائر على أجسادهم..  

  

  

آثار الانتفاضة

لم تكن الانتفاضة حدثًا عابرًا في تاريخ المنطقة، كانت ولازالت نقطة فاصلة، ومحطة مهمة غيّرت من واقع المواطن الشيعي الشيء الكثير على صعيد الوعي، والثقة، و كسر حاجز الخوف في الحركة المطلبية التي لازالت مستمرة حتى اليوم.

 

و يرى الباحث والكاتب السياسي  د.حمزة الحسن أنّ الانتفاضة "أسّست لمرحلتين تاريخيتين لا يمكن لأي باحث في تاريخ الشيعة في المملكة إلا وأن يشير إليهما، وهي مرحلة ما قبل الانتفاضة ومرحلة ما بعدها".

 

واعتبر الحسن في مقال له أنّ الاختلاف بين مرحلتي ما قبل وما بعد الانتفاضة "هو اختلاف في الرؤى الفكرية وفي المواقف السياسة وفي حركة الجمهور وفي تطلعاته وفي أوضاعه الاقتصادية وغيرها، وبالتالي لا يمكن معرفة قيمة الانتفاضة وآثارها إلا من خلال مقارنة واضحة بين المرحلتين."

 

ومن مقال للكاتب والصحافي د.فؤاد إبراهيم يذكر أن الانتفاضة غيرت نظرة الشيعة لأنفسهم فيقول "كانت الانتفاضة رمزاً للقمع الذي كان المجتمع يرزح تحته تاريخيا، ولكنها، كما ظهر، حولت رؤية الشيعة لأنفسهم، بكونهم مجموعة محرومة إلى مجتمع تحدّى سياسة الحكومة التمييزية." 

ومن آثار الانتفاضة تأسيس تنظيمات معارضة أبرزها منظمة الثورة الإسلامية، والتي اضطرت لممارسة نشاطاتها في الخارج إذ لا مكان لأي تنظيمات أو أحزاب، ولامجال لانتقاد السلطة ولو في أبسط الأمور في دولة قمعية كالمملكة السعودية، وإلى ذلك يشير د.فؤاد إبراهيم في نفس المقال.

 

سلطة الاستبداد والطائفية لم تتغير

والجدير بالذكر أن السلطة ماضية في سياستها الطائفية التي انتهجتها منذ بداية تأسيس المملكة، وأن الإصلاحات التي أجرتها السلطة بعد انتفاضة 1400ھ، لم تكن إلا كمن يعطي مريضًا مصابا بالسرطان حقنة مخدرة لتسكن ألمه لبعض الوقت دون أن يعالج أصل المرض.

 

وتمارس السلطة القمع والإرهاب ضد الشعب بأشكال مختلفة ومتعددة، وبشكل مباشر أو غير مباشر عبر عصابات الجريمة المنظمة وغيرها، محاولة بذلك فرض سيطرتها بأي وسيلة.

 

و بعد أكثر من ثلاثة عقود على الانتفاضة لاتزال السلطة تتبع ذات النهج والأسلوب، فها هي اليوم تواجه الحراك المطلبي السلمي في البلاد بالرصاص الحي، والكلمة الحرة بالاعتقال والتعذيب وأحكام الإعدام الجائرة، وتقتحم قواتها منازل الناشطين دون اعتبار لحرمة أو دين.