آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

ماذا عن الوازع القانوني!


عبدالله المزهر ..

أظن أني ممن يشعر بمعاناة هيئة مكافحة الفساد الشهيرة بـ«نزاهة»، والسبب أني أيضا وجدت نفسي في أحيان كثيرة في أماكن لم أخطط للوصول إليها، وفي مواقف لا أعلم كيف أتصرف تجاهها.

الهيئة الموقرة أشبه بمن ذهب مجاملة إلى حفلة لا يعرف فيها أحدا، ثم طلب منه أن يحل مشاكل عائلية تخص أصحاب الحفلة وبقية الضيوف الذين لا يعرفهم.

في الغالب هو لا يستطيع أن يقول رأيه في المشاكل التي يطلب منه حلها، إما لأنه ليس لديه رأي محدد، أو لأنه محرج من مصارحة «المعازيم». وفي هذه الحالة سيلجأ إلى العموميات والمواعظ والكلام الذي يصلح في أن يقال لأي أحد دون أن يكون له تأثير مباشر على المشكلة. تماما كما تفعل الهيئة الموقرة وهي تحضر حفلة الفساد ثم حين تشاهده وتجد نفسها في وضع يحتم عليها أن يكون لها رأي فيما تشاهد تلجأ للمواعظ والحكم والأقوال المأثورة من باب «تهدئة النفوس»، ولأنه لا علاقة لها أصلا بالشملة وليس لديها الحق ولا الصلاحية في وضع الحلول. تقول نزاهة إن أهم أسباب انتشار الفساد هو «ضعف الوازع الديني»، وهي عبارة لا تستطيع أن تشتم قائلها ولا أن تشتم العبارة نفسها، لكن هذا لا يعني أنها صحيحة ولا يعني أنها غير مستفزة.

وهي غير صحيحة لأن الواقع يكذبها، فالدول الموجودة في أعلى قائمة أقل الدول فسادا يكاد لا يكون لديها دين من الأساس، بينما الدول التي تتزعم وبجدارة أكثر الدول فسادا فإنها لا تخلو من طابع ديني.

وعلى أي حال..

من البدهيات التي لا يختلف عليها البشر أن القانون الذي يراه الجميع حين ينظرون للأعلى هو دواء داء الفساد، أما القانون الذي تراه فئات من الناس تحتها وتراه أخرى فوقها فإنه بوابة الفساد الكبرى التي يدخل منها وهو بكامل أناقته وهيبته دون أن يهتم لأي وازع من أي نوع!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/11/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد