آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

رعونة السياسة الأميركية

 

مصطفى الصراف ..

منذ تولي المحافظين الجدد مقود السياسة الأميركية بعد مقتل جون كنيدي في الستينات، وسيطرة اللوبي الصهيوني المتحالف مع لوبي رجال الأعمال في أميركا، شهدت منطقة الشرق الأوسط هجمة شرسة عليها، سواء بمساندة الكيان الإسرائيلي وشن الحروب على الدول العربية أو باغتيالات القادة العرب المعارضين للسياسة الأميركية الاستعمارية، وقد برز دور وزير الخارجية الأميركي الأسبق ومستشار المجلس القومي الأميركي المعروف بصهيونيته هنري كيسنجر. وقد تحدث في مناسبات كثيرة مبينا السياسة الإستراتيجية لأميركا، التي ساهم في وضعها منذ بداية السبعينات، وتتلخص في الحرب العالمية الثالثة التي تدور رحاها اليوم، حيث كانت حربهم في أفغانستان لسنوات وخرجوا منها لرعونة سياستهم بالفشل والخيبة، فانسحبوا بغطاء تلخص باغتيال أسامة بن لادن، واعتبروا ذلك انتصارا تبريرا لفشلهم، ثم شنوا الحرب على إيران مستخدمين صدام حسين وفشلوا في إسقاط الثورة الإيرانية رغم ما قاموا به من اغتيالات وتفجيرات لقادتها، ثم استداروا إلى العراق، وقد سخروا صدام حسين لغزو الكويت، ثم بحجة تحريرها احتلوا العراق ونشروا قواعدهم في الخليج، ثم خرجوا من العراق تحت انتصار وهمي هو إعدام صدام حسين، وها هم اليوم قد شنوا الحرب على سوريا بهدف إسقاط نظامها وفشلوا، وهم يتراجعون تحت غطاء القضاء على «داعش».

إن السياسة الإستراتيجية التي أعدت وتحدث عنها هنري كيسنجر، هي أن المرحلة الأولى منها السيطرة على كل المضائق المائية، كما الاستيلاء على كل حقول النفط في المنطقة بما في ذلك الحقول الإيرانية، ثم منع النفط عن الشرق الأقصى، لا سيما الصين لخنقها اقتصاديا والتخلص من ديونها، ووضع العالم أجمع تحت الهيمنة الصهيونية، ولكن كما نرى وبسبب رعونة اتخاذ القرارات من قبل المحافظين الجدد الصهاينة يكون الفشل هو نهايتها. وليس ثمة تغير في السياسة الأميركية المتسمة بالرعونة في اتخاذ القرارات ضد دول العالم من قبل الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، لأن الواضح أن من يدير السياسة الخارجية لأميركا ما زال هو اللوبي الصهيوني المتحالف مع لوبي رجال الأعمال، ويعتمد على تنفيذها من خلال الموساد الإسرائيلي والمخابرات المركزية الأميركية مدعوما بالبنتاغون ومجلس الأمن القومي الذي تهيمن عليه الحكومة الخفية للصهيونية العالمية. والمؤسف أن معظم العرب لا يحسنون استغلال هذا الخرق في السياسة الأميركية، ويتفقون على موقف يواجهونها به حماية ووقاية للمنطقة من شرورهم، بل على العكس من ذلك، إذ أصبح أغلبهم منفذا ومساعدا لهذه السياسة الرامية إلى تدمير العالم العربي واستعباده والقضاء على مستقبل أجياله.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/04/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد