آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد بتاع البلادي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

راسبون .. مع مرتبة الشرف !!

 

محمد بتاع البلادي

راسبون .. مع مرتبة الشرف !! • كل يوم أزداد يقيناً أننا بحاجة ماسة لتدريس مادتي المنطق والأخلاق في مدارسنا ، خصوصاً ما يتعلق بالحوار وآدابه وطرق التعامل مع المخالفين .. فمع كل حوار عام نسقط بامتياز في هذه المادة التي يبدو أنها باتت عصية الفهم على العقل العربي !

 

• لجوؤنا للعنف في النقاش أمر محيِّر فعلاً .. فحواراتنا (المزمنة) لا تحتاج للحدة أصلاً - ومع ذلك يصل معظمنا إلى مرحلة الصدام خلال دقائق معدودة ، مما يؤكد على أننا وبرغم من كل ماحفّظوه لنا من أدبيات وشعارات ، إلا أن اختلاف الرأي يفسد للود بيننا ألف قضية وقضية !

 

• خذ مثلاً .. لو دار نقاش بين طرفين حول مسألة معينة مختلف عليها ،فإن أول ما يسترعي انتباهنا هو الأسلوب الفظ الذي يدور به النقاش من الطرفين ، واستبعاد الطرف الآخر بغض النظر عن رأيه ، وجميعها أمور لا تليق بمجتمع متحضر ناهيك عن كونه يدعي التخلق بأخلاقيات الإسلام .

 

• بينما يمكن لأي منا أن يقول ما لديه بهدوء وأدب .. ومن المفترض هنا أن يسمعه الجميع باحترام أيضاً حتى ينتهي . هذه ليست مقترحات شخصية بل هي ثقافة سائدة عند معظم شعوب العالم ،ويمكنك البحث في جوجل عن مشاهد لمداخلات قاطع فيها مواطنون عاديون خطباً لرؤساء دول وحكومات فاستمع لهم الجميع حتى انتهوا ، ثم استمرت المناسبة بشكل طبيعي .

 

• نظرية المغالبة مازالت تشكل - للأسف - جزءاً كبيراً من العقلية العربية - رغم كل ما يفترض أن يكون قد مر عليها من تطورات ومثاقفات ، فمعظم حواراتنا لاندخلها ( نحن العرب ) بعقلية الباحث عن الحق والحقيقة، بل بعقلية فرض الرأي، والانتصار للنفس والثأر لمواقف سابقة .. و ( يا غالب يا مغلوب) ، وهي ثقافة عطلتنا كثيراً ، وضخَّمت مشاكلنا وحوَّلتها إلى جدالات بيزنطية عقيمة ومناكفات عبثية تثير النفوس وتشحنها أكثر مما توصلنا إلى حلول .

 

• يقول نيتشة : « كثيراً ما نرفض فكرة بسبب أن النبرة التي قيلت بها تثير النفور» وأعتقد أن ٧٠٪ من مشاكلنا سببها الأسلوب غير المناسب الذي نتحدث به والعقلية المستبدة التي ندخل بها النقاش .

 

• عوداً على مسألة رسوبنا المتكرر في الحوار أتمنى على الدكتور أحمد العيسى التعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني من أجل إدخال هذه المادة ضمن مناهج التعليم ، علّنا نستطيع إنتاج أجيال جديدة تعرف كيف تتحاور وتحل مشاكلها ، بعد أن رسبنا نحن الكبار في هذا المنهج .. ومع مرتبة الشرف الأولى .

 

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2015/12/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد