آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

لسنا بحاجة للكيان الصهيوني


مصطفى الصراف

بعيداً عن الكلام عن أن الكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية، الذي يطمع في الاستيلاء على المزيد ليحقق حلمه في دولة تمتد من الفرات إلى النيل، كما هو شعاره المعلن في علمه، خطان أزرقان هما الفرات والنيل تتوسطهما نجمة داوود رمز الكيان الصهيوني، أقول بعيداً عن الحديث مزيداً في ذلك لكي لا «يزعل» أولئك المنادين بالتطبيع مع ذلك الكيان بداية من الحوار مع الصهاينة وحتى إقامة علاقات اقتصادية معهم. ولا أدرى ما هي الحاجة بنا نحن كدول خليجية لإقامة أي نوع من العلاقة مع كيان مارق أثبتت الأحداث والتاريخ أنه لا عهد لهم. فهم لن يكفوا عن توسعهم حتى تحقيق حلمهم، وطول السنوات التي مضت من الحوار معهم لم يجدِ ذلك الحوار نفعاً للعرب بل هؤلاء كانوا يضيعون الوقت بالحوار وينتهزون الفرصة لبناء مزيد من المستوطنات ويستعدون لشن الحروب لمزيد من التوسع. أما اقتصادياً فهم ليسوا أفضل من أفقر دولة أوروبية ويعيشون عالة على المعونات الأميركية التي يهيئها لهم رجال الأعمال الصهاينة، لتبقى قاعدة عسكرية ومصدر تهديد للدول العربية ودول المنطقة ولتكون مبرراً لهذه الدول لشراء السلاح، ولا يتصور يوماً أن يسمح بتوجيه هذا السلاح من قبل الدول المشترية له إلى صدر إسرائيل، ولذلك فإن دور هذا الكيان هو العمل على إثارة الاضطرابات والنزاعات في المنطقة، ولا يمكن له يوماً أن يكون عاملاً مفيداً لدول المنطقة والدول العربية بصورة خاصة. ثم إن دول الخليج قادرة على استثمار ثرواتها مع دول العالم كافة الأكثر جدوى اقتصادياً من ذلك الكيان المتطفل القليل الأهمية. وما تحتاجه دول الخليج تستطيع الحصول عليه اقتصادياً من كبرى الدول الصناعية المعتبرة، أما الكيان الصهيوني فكما هو اليوم عالة على الاقتصاد الأميركي سيكون عالة على دول المنطقة وخطراً يهددها في شتى المجالات مسنوداً من الصهيونية العالمية التي ما فتئت تعلن تطلعها إلى تمزيق المنطقة وتقطيعها إلى دويلات متنازعة متخلفة لتتم الهيمنة عليها وامتصاص خيراتها والتصرف بشؤونها. لذا يجب على هذا البعض ممن يعتقد بجدوى التطبيع مع إسرائيل أن يقرأ المزيد من طروحاتهم وتوجهاتهم للمنطقة، وأن يتعرف على نظرتهم المليئة بالازدراء لشعوبها. وإذا كان هؤلاء الصهاينة يدعون أنهم اضطهدوا من دول العالم، فلنسأل أنفسنا ونقرأ تاريخهم لنعرف لماذا اضطهدوا كما يدعون؟! أما يكفي ما يرددونه بأنهم شعب الله المختار؟! وأن كل من كان سواهم فهم من الأغيار الأدنى منهم مرتبة؟!

إن وجود هذا الكيان الغاصب ما لم يتم العمل على هدم بنيته وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه فإنه سيستفحل بفعل التخاذل في عدم مقاومته، ولو كان شعب هذا الكيان صادقاً في نواياه ورغبته في العيش الكريم، لعمل على عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه إلى جانبه وتعايش معه في دولة ديموقراطية علمانية تجمعهم حكومة واحدة منتخبة لا ترفع ذلك العلم العنصري.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/11/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد