دولية

تقرير خاص - أمريكا ’داعيةُ الحرب’ تنأى بنفسها عنها..

 

ربما قد بدأ العد التنازلي لحربٍ جديدة تخوضها المملكة، حربٌ استدرجها لها الأمريكي، لكنه بقي ساكنًا لا يرغب بمشاركتها فيها، لأنه يدرك أنه يقودها إلى مستنقع يصعب الخروج منه.

المملكة السعودية أعلنت أنها ذاهبة إلى حرب برية في سوريا، ورغم أنها علّقت بدء هذه الحرب على قرار "التحالف الدولي"، إلا أن تصريحات المستشار العسكري لوزير الدفاع أحمد عسيري أكّدت أنّ هذا القرار "لا رجعة عنه"، كما تمّ الإعلان عن وصول القوات السعودية إلى تركيا في انتظار قرار "التحالف الدولي".

اللافت في التصريحات الأمريكية، هو دعوتها الدول العربية للمشاركة بإرسال قوات برية إلى سوريا، وترحيبها بالقرار السعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا، في حين كانت رسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحة "أنّ واشنطن لن تنجر إلى "حرب برية" طويلة ومكلفة في سوريا".

وفيما لاتزال المملكة تخوض في غمار حرب اليمن، وتصارع في وحل تكابر على الخروج منه، إلا أنها لا تبدو وحيدة في الميدان السوري. ورغم مسارعة روسيا وإيران وسوريا للتعبير عن معلرضتهم للقرار السعودي، إلا أنّ الإمارات وتركيا أبدتا رغبتهما في المشاركة في هذه الحرب.

ورغم أنّ التصريح الرسمي للمملكة قال إنّ إرسال قوات بريّة إلى سوريا هو بهدف محاربة "داعش"، فقد كان الموقف الرسمي السوري على لسان المعلم، يعبّر عن رفض صريح معتبرًا أنّ "أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان، والعدوان يستوجب مقاومته" ويتابع مهددًا "نؤكد أنّ أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده".

ما يعني أن دخول القوات السعودية إلى الأراضي السورية، سيضعها في مواجهة الجيش السوري، حينها لن تكون "داعش" إلا بمثابة الحليف للقوات السعودية، لأنّ عدوهما سيكون مشتركاً، وهذا ما يشير إلى أنّ هذه الحرب ستكون لصالح "داعش" وليست ضده!

و قد جاء في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ما يؤيد هذا الأمر، وهو أنّ المملكة "قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو حزب الله اللبناني"، بمعنى أنها ستواجه حلفاء للجيش السوري.

وكذلك أشارت بعض التحليلات الصهيونية، أنّ السعودية، وتركيا مؤيدتان لـ"داعش"، لذلك فإنّ تلك القوات إذا دخلت إلى سوريا، لن تحارب "داعش"، بل ستكون في حرب مع الجيش السوري.

وفق ما يدور الحديث عنه في الإعلام، ستكون القوات السعودية مسنودة بقوات عربية أو تركية، أو حتى غطاء جوي من "التحالف الدولي"، ولكن هل تملك القوات السعودية القدرة على الانتصار على الجيش السوري وحلفائه؟ حرب كهذه قد تشعل المنطقة بأكملها، وتشكل تحالفات جديدة، باختصار ستكون "حربًا عالميةً ثالثة"، وفق تعبير رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف.

والمستفيد الأول منها هي "إسرائيل"، التي تريد أن تنفذ مشاريعها دونما مقاومة من أحد.

 وإذا تساءلنا، هل للمملكة دوافع أخرى غير الدعوات والرغبة الأمريكية؟ ... ربما تعلم المملكة أكثر من غيرها، أنّ هذه الحرب ستجرها للقتال مع الجيش السوري، وحلفاء سوريا، لذلك فإنّ إصرارها على المضي بهذه الحرب، يأتي من واقع رغبتها في القضاء على النظام السوري، و"حزب الله"، وربما جر إيران إلى حرب إقليمية.

أما السبب وراء رغبة أمريكا بإرسال قوات عربية برية إلى سوريا، فيبقى غامضاً، بغموض السياسة الأمريكية.. فهل تريد أمريكا استخدام هذه القوات كورقة ضغط تساوم بها خصومها؟ أم أنها تحاول أن تفرض معادلة جديدة، على الأرض، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه؟ أو لعلها تريد أمريكا بهذه الحرب إشعال المنطقة لتنفيذ مخططات صهيونية؟

إجابات هذه التساؤلات قد تأتي سريعة جداً مع تسارع الأحداث في المنطقة، ولكنّ الأكيد حتى اللحظة أن نتائج الحرب إن وقعت لن تكون بالتأكيد في صالح الدول التي كانت وقوداً لها.

أضيف بتاريخ :2016/02/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد