دولية

تقرير-خاص: المسلمون المضطهدون في #ميانمار خارج حساب التحالفات العسكرية للمملكة!

 

أعلن مجلس "حكماء المسلمين" مؤخراً إرسال قوافل سلام إلى "ميانمار" للتضامن مع المسلمين المضطهدين الذين يرتكب بحقهم جرائم وحشية، وسط غياب كامل للتحالفات الإسلامية عن نصرتهم.

 

يشكل عدد مسلمي "ميانمار" 11 مليون نسمة، من إجمالي عدد سكان البالغ عددهم50 مليون نسمة، تفرض عليهم الحكومة عدة عقوبات دينية واقتصادية وتمارس بحقهم جرائم إنسانية، دون أن يجد هؤلاء من يدافع عنهم ويُظهر مظلوميتهم!

 

من المفارقات أن مأساة مسلمي "ميانمار" بدأت في عام1948 ميلادي هو العام نفسه الذي أعلن فيه قيام الكيان الإسرائيلي، حيث دخلت القوات البورمية إقليم "أركان" واحتلته بالقوة، ومارست فيه بتوحش المذابح الجماعية، إضافة إلى أبشع صور التهجير العرقي بطرد أكثر من مليوني مسلم إلى بنغلاديش المجاورة، ولم تسمح بعودتهم حتى الآن.

 

لا يتفق مسلمو "ميانمار" وفلسطين فقط في أن احتلالهما كان في العام نفسه فحسب، بل في الغياب الكلي عن نصرتهما من قبل المجتمع الدولي والإسلامي.

 

في منتصف "ديسمبر" الماضي، أعلن ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان تشكيل تحالف عسكري  تحت مُسمى "التحالف الإسلامي"، وأوضح أن التحالف الذي ستقوده المملكة هدفه "محاربة الإرهاب… حرصاً من العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء".

 

ولي العهد السعودي عدّد الدول التي تعاني من الإرهاب على أنها "سوريا والعراق وسيناء واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا وباكستان وأفغانستان"... دون أن يأتي على ذكر ميانمار ولا حتى فلسطين المحتلة، ما يدلل أن الإرهاب وفق التعريف السُعودي الرسمي لا يتطابق مع الإبادات التي ترتكب بحق مسلمي ميانمار، ولا مع المجازر التي حصدت أرواح المسلمين في فلسطين.

 

فلماذا يغيب هذا التحالف عن الجرائم التي يتعرض لها مسلمي "ميانمار"؟ ولماذا يتجاهل انتفاضة السكاكين في فلسطين المحتلة وجرائم الإبادة الصهيونية؟ ألم يضع هذا التحالف ضمن أجندته نصرة المسلمين المظلومين؟ ألا يتناول توصيفه للإرهاب الجرائم التي تُرتكب في "ميانمار"؟

 

مقابل هذا المشهد، هناك حضور منقطع النظير للتحالف الإسلامي في مواطن الصراعات الطائفية، في "اليمن، سوريا، العراق.." بتعبير الإعلام السعودي دول الصراع والفتنة ! وفي هذا دليل واضح وشاهد كبير بأن هذا التحالف ليس في خدمة المسلمين وإنما يصب في خدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد التقسيمي، ومحاولة تضعيف قوى المقاومة في المنطقة، وتمزيق الصف الإسلامي.

 

عندما يجعل هذا التحالف لنفسه مبررا للدخول العسكري البري إلى بلد كسوريا بذريعة محاربة "داعش" التي يحاربها النظام السوري وحلفائه في المنطقة، في وقت يشهد نفوذ هذا التنظيم الإرهابي تراجعاً، ما يفتح الباب على عدة تساؤلات، هل الرياض ذاهب لمواجهة "داعش" أم لمواجهة النظام السوري؟  ولخدمة من تزج المملكة بجيشها في ميدان معقد كالميدان السوري؟ وإن كان الهدف نصرة المسلمين فلماذا تغيب عن نصرتهم  أهل ميانمار وفلسطين والسودان وغيرهم؟!.

 

عام 2003، بررت الإدارة الأميركية غزوها للعراق بذريعة نشر الديمقراطية وامتلاك العراق "لأسلحة دمار شامل"، إلا أن الواقع أثبت زيف الادعاءات الأميركية، واتضح وباعتراف عسكريين أمريكيين أن الغزو هدِف كان من أجل نشر الفوضى في المنطقة ولخدمة مشروع الشرق الأوسط المبني على التقسيم الطائفي والعرقي والمناطقي.

 

التحالف الإسلامي السعودي يخدم و يطبق نظرية "كي الوعي" التي قال بها وزير الحرب الإسرائيلي "موشيه يعلون". يقول يعلون: "ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه، فإن المتعة أكبر! وهذه سياستنا الجديدة في إسرائيل أن نشكل مليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء".

 

ما تحدث به يعلون يتقاطع بشكل كبير مع الإستراتيجية الأمريكية وحلفائها التي تقوم على الحرب بالوكالة، وتطورت في السنوات الأخيرة بعد أن توصلت لعدم جدوى حروب الوكالة، ما دفع بالحلفاء والمملكة على رأهم إلى التدخل المباشر بذرائع متعددة.

 

أمام هذا المشهد يتضح أن تحالفات المملكة السعودية لن تكون في خدمة المسلمين، بقدر ما ستعزز الانقسامات المذهبية في المنطقة.

أضيف بتاريخ :2016/02/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد