دولية

تقرير خاص: ما يقارب عام على حرب #اليمن: #البرلمان_الأوروبي... لماذا تحرك الآن ضد #السعودية؟!

 

بعدما يقارب العام على حرب اليمن، وارتكاب كل تلك المجازر وذهاب أكثر من ستة آلاف ضحية استفاق "البرلمان الأوروبي" فجأة يطالب إيقاف بيع الأسلحة الأوروبية إلى المملكة السعودية قائلا:"لدينا واجب تجاه المدنيين في اليمن، وبسبب مخاوفنا تجاه الحرب التي تشنها القوات السعودية، فأن دعوتنا إلى حظر الأسلحة مهمة"!.

 

حديث "البرلمان الأوروبي" في جلسته الخميس الماضية عن الواجب تجاه المدنيين في اليمن فتح عدة تساؤلات في الأوساط الإعلامية والمهتمين بالشأن الإقليمي، أهمها لماذا يتحرك البرلمان الأوروبي لنصرة اليمن الآن  في مواجهة المملكة؟ وأين كان هذا الواجب اتجاه المدنيين؟

 

وفي محاولة استباقية، شنت المملكة الأحد 21 فبراير حملة ضغط مكثفة لمنع أعضاء البرلمان الأوروبي من التصويت على القرار وقدم السفير السعودي في بروكسل عبد الرحمن أحمد رسالة من أربع صفحات إلى أعضاء البرلمان، يطالبهم بعدم التصويت كما حاول الدفاع عن جرائم الحرب على اليمن التي سقط فيها آلاف الضحايا والجرحى بالإضافة إلى تدمير بنيته التحتية .

 

 الحملة السعودية الضخمة قابلها النواب البرلمانيون الأوروبيون بتأييد التصويت على قرار إيقاف التسليح عن المملكة بغالبية ساحقة.

 

وعلى الرغم من أنه غير ملزم قانونياً لبلدان الاتحاد، إلا أن المشرعين يأملون في أن يشكل ضغطا على حكومات دولهم للتحرك بشأن الأزمة اليمنية .فيما سارع رئيس الحكومة البريطانية "ديفيد كاميرون" لتأكيد على استمرار بلاده بتوريد الأسلحة للمملكة متجاهلاً مطالبة "البرلمان الأوروبي".

 

محاولة التملص من الحرب..

 

يعلق أحد الإعلاميين اليمنيين لـ صحيفة "خبير"على موقف "البرلمان الأوروبي" الأخير قائلا: " هذه الخطوة غير ملزمة للحكومات، وبالتالي لا نعوّل على جديتها".

 

ويرى المصدر أن الأمريكيين والأوروبيين منحوا السعودية الوقت الكافي في حربها ضد اليمن، خلال ما يقارب العام.. أقدمت السعودية على تدمير اليمن وحضارته وقتلت آلاف الشهداء المدنيين.. كل ذلك بعلم وضوء أخضر  وتسليح غربي".

 

يضيف: الأوروبيون الآن وجدوا أن السعودية فشلت في تحقيق أي انجاز في هذه الحرب التي استأجرت فيها الجيوش والمرتزقة لتقاتل بها في اليمن ومع ذلك تعثرت. معتبراً أن هذا ما يقدم تفسيراً للموقف الأوروبي المستجد، ويحمل في طياته رسائل للسعودية فيها نوع من الابتزاز.

 

ويقول المصدر اليمني إن "الموقف الأوروبي أتى نتيجة حملة تبنّاها ناشطون يمنيون وعرب، بعد توقيعهم على عريضة طالبوا فيها البرلمان الأوروبي بموقف، كما أنهم نشروا صوراً لجرائم ارتكبتها السعودية في اليمن ما أحدث صدمة لدى عدد من المسؤولين الأوروبيين".

 

 "وما ساعد على تبني هذا الموقف هي التقارير التي نشرتها منظمات حقوقية دولية تحدثت فيه عن قتل المدنيين بالغارات السعودية واستخدام أسلحة محظورة ما شكل حرجاً بالغاً للأوروبيين، ودفعهم باتجاه تبني هذا الموقف"، بحسب المصدر.

 

 يذكر المصدر لـ"خبير" من جهة أخرى "أن الأوروبيين اليوم يريدون تحسين صورتهم أمام المواطن العربي.. ويريدون التملص من الشراكة بالحرب على اليمن، وإظهار أن لا مسؤولية لهم في كل ما لحق باليمن".

 

 

بريطانيا وفرنسا دعمتا الحرب منذ البداية

 

منذ اليوم الأول للحرب على اليمن، سارعت كلا من بريطانيا وفرنسا في دعمهما للممكلة بذريعة إعادة الشرعية إلى الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.

 

وفي أبريل الماضي، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن "بلاده ستقدم مساعدة سياسية ومساعدة لوجستية وتقنية، مضيفاً أنها قامت بتدريب الطيارين السعوديين، إلى جانب تزويد السعودية بطائرات بريطانية إضافة إلى الذخائر".

 

ولم تكن فرنسا أقل من بريطانيا حيث بلغت قيمة تسليحها للمملكة 12 مليار دولار، وفي أكتوبر الماضي عقد الطرفان عقودًا في المجالين البحري والعسكري، بقيمة تزيد على 10 مليارات يورو.

 

اعترافات دولية بوقوع جرائم حرب ضد مدنيي اليمن

 

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة فأن الحرب على اليمن تسببت بوقوع ستة آلاف ضحية منذ بدء العلميات العسكرية في 26 مارس الماضي التي تقودها المملكة بمشاركة عشر  دول وبتنسيق ودعم أمريكي.

 

ففي وقت سابق اتهمت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها التحالف ضد اليمن باستهدافه للمدنيين، وقدمت توثيقا لـ 119 حالة قالت: إنها تتعلق بانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.

 

كما تلقت الأمم المتحدة مطلع هذا العام تقارير عن استخدام قنابل عنقودية فوق مناطق سكنية آهلة بالسكان المدنيين في العاصمة صنعاء، مشيرة إلى احتمال اعتبار تلك الغارات "جرائم حرب".

 

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا أشارت فيه إلى "وجود شهادات دامغة على ارتكاب جرائم حرب في اليمن." ودعت إلى وقف إمداد الرياض بأسلحة معينة.

 

ونشر المركز القانوني للحقوق والتنمية الرسمي في اليمن إحصائية في ديسمبر الماضي بعدد الضحايا المدنيين حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من سبعة آلاف من بينهم مايقارب ألفين طفل، أما عدد الجرحى فوصل مايقارب 14 ألف، كما ضمن المنشور الأضرار في المنشآت المدنية اليمنية التي تعرضت لقصف الطائرات الحربية السعودية.

 

الإحصاءات العديدة بأعداد ضخمة من الضحايا المدنيين طوال الحرب على اليمن لم تحرج الأوروبيين أو الأمريكيين وإنما الذي أحرجهم هو عدم تحقيق الرياض أنجاز واحد من تلك الأهداف.. ويبقى السؤال هل بدأ الغرب الآن يمارس ورقة الابتزاز للمملكة؟

أضيف بتاريخ :2016/03/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد