آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

أمريكا تسرق علنا حقول النفط والغاز السورية

 

د. نبيل نايلي

“ما تقوم به واشنطن الآن هو الاستيلاء على الحقول النفطية بشرق سوريا وبسط لسيطرتها العسكرية عليها، أو ببساطة السطو والنهب على مستوى الدولة”. المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف.

أعلن مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، أنّ الولايات المتحدة تعزّز مواقعها في محافظة دير الزور السورية “من أجل حماية الحقول النفطية”.

إسبر صرّح: “نحن نتّخذ إجراءات لتعزيز موقعنا في دير الزور لمنع وصول جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية إلى الحقول النفطية”!
كما أكّد البنتاغون إرسال تعزيزات لحماية حقول النفط، دون توضيح حجمها. يهدف ذلك، رسميا، إلى منع “تنظيم الدولة الإسلامية” –داعش- من الاستيلاء على الحقول النفطية الكبرى في البلاد، التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في محافظة دير الزور.
ثم أنّ ترامب الذي كان اقترح أن تقوم الولايات المتحدة “بإرسال واحدة من كبريات المجموعات النفطية” “لاستغلال” النفط السوري، غرّد إنّ: “عددا قليلا من الجنود” الأميركيين سيبقون في سوريا “في المناطق التي تحوي نفطا”، مؤكّدا “قمنا بضمان أمن النفط”وتابع “سنقوم بحمايته وسنقرّر ماذا سنفعل في المستقبل”!!!!

تحالف ستّيني و6 سنوات من “الحرب المستدامة” و”القصف” المتواصل، ثمّ ماذا؟؟؟؟ “نعزّز مواقعنا”!!! “منع وصول جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية إلى الحقول النفطية”! ذات داعش التي يقولون إنّها إندحرت و”أنّ المهمة إنتهت”!
أما الموفد الأمريكي الخاص السابق لسوريا بريت ماكغولاك الذي استقال في ديسمبر الماضي، فقد صرّح ذاهبا أبعد: “سيكون ذلك أمرا غير قانوني ..النفط السوري ملك لشركة حكومية سورية شئنا أم ابينا!!
هيراس أفصح أكثر –للمكابرين والمشكّكين- حين قال: “مهمّة الولايات المتحدة تحوّلت من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظّمة إرهابية مكروهة في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار الأسد على تغيير سلوكه عبر مصادرة النفط السوري”!

هل استوعبوا؟ لا نظنّ!
وزارة الدفاع الروسية نشرت خريطة للحقول النفطية في سوريا وصور أقمار صناعية،
-منذ سبتمبر الماضي- تظهر حراسة العسكريين الأمريكيين عمليات تهريب النفط السوري إلى خارج البلاد، وصورا لقوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا!!!
حين يعتبر خبراء أمريكيون أنّ “الاستراتيجية الجديدة للرئيس ترامب في سوريا” “بعيدة عن الواقع ومشكوك في شرعيتها”! ويذهب نيك هيراس ، الخبير في النزاع السوري في مركز الأمن الأميركي الجديد- Center For A New Amerian Security ، إلى القول: “إنّ إدارة ترامب تحاول جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة .. من أجل إجبار القوات السورية والروس على قبول مطالب الولايات المتحدة!!”، نفهم -وإن متأخرا- قول وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر: “نحن نتّخذ إجراءات لتعزيز موقعنا في دير الزور لمنع وصول جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية إلى الحقول النفطية”!!!

“محاربة” الإرهاب أم بسط السيطرة؟
كنّا دائما نؤشّر إلى بعبع داعش الذي شكّل ولا يزال عصاهم التي يهشّون بها على مصالحهم ولهم فيها المآرب الأخرى وها هم يبرهنون لمن سفّه القول وظلّ يكابر حتّى شهد شاهد من أهلها!
ما رأي المتشبّثين بالتنّورة الأمريكية التي تُغدق “ديمقراطيات وحريات”؟؟؟؟
إلاّ الحماقة أعيت من يداويها!!!!


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/10/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد