التقارير

تقرير خاص: تأثير انهيار #النفط على #السعودية.. وترامب يواجه حرباً لم يحسب لها!

 

رائد الماجد..

بدأت التداعيات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا بدأت تأخذ مفعولها بصورة أكثر جدية انطلاقاً من أقوى اقتصاد في العالم متمثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية، التي شهدت حدث تاريخي ليس له مثيل على الإطلاق بعد أن دفَع حامل العقود للمستهلك مقابل تصريف بضاعته النفطية، والمتضرر الأكبر سيكون حلفاء ترامب الذين كان يعتمد عليهم في أغلب مصالحه، ليوجه لهم صفعة الآن ويعلن عن دراسته لفكرة إيقاف شراء النفط من السعودية.

تأثير انهيار النفط على دول الخليج، وخاصة السعودية:

بعد ساعات على إعلان انهيار أسعار العقود، انخفضت تعاملات سوق "تداول" في السعودية بنسبة 2.1 بالمئة. ورغم تحقيق السوق بعض المكاسب إلّا أنها لم تخرج من دائرة الخسارة، كما انخفضت سوق سهم أرامكو، بأكثر من 1.8 في المئة، بينما تراجعت مؤشّرات الأسواق في دبي وأبوظبي وقطر والكويت بين 1 و2,5 في المئة، حسب ما ذكرته فرانس برس.

الخليج قد يتأثر بشكل عام، والسعودية بشكل خاص ومن أوجه كذلك نقص الإيرادات وعجز إضافي، ما سيدفعها إلى تأجيل مشاريعها الضخمة أو إلى إعادة جدولتها على مدار السنوات اللاحقة، وقد تفكر في فرض ضرائب جديدة، لكن نظراً للتداعيات الخطيرة لجائحة كورونا على الاقتصاد المحلي، فخطوة من هذا القبيل سيتم التريث فيها.

تأثير انهيار النفط على حليف السعودية:

بدأت الأزمة من انخفاض الطلب على النفط مع بداية العام الحالي، بسبب الأحداث السياسية والأمنية التي حفل بها مطلع العام والتي تركز معظمها في منطقة الخليج، وكان أبرزها اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني، ولكن مع بدء انتشار فيروس كورونا في الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم بدأ التأثير الفعلي على سعر النفط بسبب انخفاض الطلب ليصل إلى ما وصل إليه يوم أمس في الولايات المتحدة.

بعد ظهر أمس، تراجع سعر برميل إلى 10.84 دولارات، في أدنى مستوى له منذ 1999، تلك لم تكن إلا بداية الانهيار الحقيقي، إذ واصل الخام الأمريكي انخفاضه مساء لأكثر من 95%، مسجلاً دولاراً واحداً فقط للبرميل، لكن الكارثة الحقيقية حلّت حين هبطت العقود الآجلة بـ 55.90 دولاراً، أو 306%، إلى ناقص 37.63 دولاراً للبرميل، بحلول 18:34 بتوقيت غرينتش.

ما يجري في الولايات المتحدة قد يعتبر أسوأ السيناريوهات المتوقعة للرئيس ترامب وهو ما قد يفسر دعواته للمواطنين الأمريكيين للتظاهر قبل أيام، حيث صَرِّح ترامب على "التويتر" مطالباً أنصاره العنصريين البيض قائلاً "حرّروا ميتشغان.. حرّروا مينيسوتا.. حرّروا فيرجينا" وهي الولايات الثلاث التي يحكمها ديمقراطيون، في محاولة من الرئيس الأمريكي لكسب أصوات ناخبين دون أن يأبه ترامب إلى خطورة تفشي الفيروس وآراء العلماء والأطباء، خصوصاً وأن هذه الولايات الثلاث التي يحرض ترامب أنصاره للنزول إلى الشوارع للتظاهر فيها تشكل قاعدة المنافسة الانتخابية القوية له في الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة المُقبِلة، وتوجد فيها نسبة عالية من المصابين بفيروس كورونا.

ولطالما كانت العلاقة بين ترامب والسعودية تنعكس عليهما معاً فأي ضرر سيصيب أحد الطرفين سيتمدد للطرف الآخر، فترامب صب جم تفكيره بكيفية نجاحه بالانتخابات، ولم يعر انتباهاً لحرب النفط بين السعودية وروسيا، وها هو اليوم يواجه مشكلة من نوع جديد قد تتسبب بخسارته كما تسببت بخسارة السعودية.

أضيف بتاريخ :2020/04/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد