آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إيمان شمس الدين
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة كويتية

الكويت والانسداد السياسي


إيمان شمس الدين ..

تحصل الانسدادات السياسية غالبا حينما تتراكم مشاكل الدولة الداخلية وتغيب الحلول الإستراتيجية وتنكفئ النخب السياسية عن القيام بدورها كما يجب، ويغيب معظم رجال الدولة عن المشهد.

وفي ظل استقرار اجتماعي ظاهري قائم على بناء هش واقعيا، بسبب تراكم الفساد وتراكم المشاكل من دون وجود حلول حقيقية، فإن ذلك مع تقادم الزمن ربما سيؤدي إلى حدوث انفجار لا يمكننا تكهن مآلاته.

تمر الكويت بمرحلة حساسة وخطرة في ذات الوقت، فهي رهينة صراعات داخلية وأخرى خارجية، حيث تقبع مؤسسات الدولة تحت ضغط الفساد من دون وجود علاجات ومحاسبات من قبل المعنيين، وتتقاطع مصالح السياسيين والتجار والحكومة في عملية توزيع الأدوار والمناصب والثروات.

وعند أقل ضائقة اقتصادية تلجأ الدولة إلى جيب المواطن وإن بطرق غير مباشرة كي تخرج من أي احتمالات عجز قادمة، وأمام هذا المشهد لا نجد حلولا حقيقية مع كثرة الكلام والوعود والتصريحات التي غالبها للاستهلاك الإعلامي تمارس دور التخدير لا أكثر.

وقد شاهدنا مآلات الانسدادات السياسية في كل من مصر وتونس رغم وجود برلمانات شكلية وكيف انفجر الشعب مطالبا بالإصلاح والتغيير.

قد تصبر الشعوب على بعض مظاهر الفساد طالما معيشتها لا تتضرر من ذلك، ولكن حينما يطال الفساد أو يكون سببا في التضييق على المواطن، فإن ذلك مع التراكم ربما يدفع إلى الانفجار، وأعتقد أول مظاهر هذا التغيير والتضييق ظهرت في المجال النفطي، حيث بدأت مسيرة الإضرابات بسبب قرارات تقليل المخصصات وإلغاء بعض المميزات الخاصة بالموظفين.

فأسرع إنجازات الحكومة اليوم مما قدمته من وعود هو اعتقال المغردين والمعارضين لمجرد طرحهم آراء إما مخالفة أو تخص دول مجاورة.
أن الخروج من الانسداد السياسي قبل أن تقع انفجارات شعبية، بتحقق إرادة حقيقية للإصلاح ومواجهة الفساد بوضع علاجات إستراتيجية لمصلحة الكويت وشعبها وليس آنية تخدم الفاسدين وتسحب من دم المواطن بحجة التقشف، وتعيد للديموقراطية مقوماتها وللدستور هيبته، وتحاسب الجميع بمسطرة واحدة وتكون مصلحة الكويت وشعبها فوق مصالح الأشخاص والدول.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/04/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد