آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

بالمختصر: السؤال الذي لم يذع


علي سعد الموسى ..

أشكر من الأعماق كل الإخوة الكرام من القراء والأصدقاء الذين غمروني بتعليقاتهم نقداً أو توجيهاً أو ثناء بعد مقابلتي في برنامج "بالمختصر" مع الأنيق المتألق، ياسر العمرو، على قناة MBC. وبالطبع سيصعب على مساحة 50 دقيقة أن تقول كل شيء أو تأخذ مني كل شيء. بقي لي من هذه المقابلة حسرة آخر سؤال لم يسعف وقت البرنامج له أن ينشر. سألني: ما هو رأيك في التنمية وأنت من كتب حولها مئات المقالات، وكيف وإلى أين استطعنا أن ننجح في مسيرة التنمية؟ قلت له فوراً ما يلي: أنا لا أنظر للتنمية على أنها مجرد نفق أو رصيف أو طريق أخاذ مزدوج رغم أنها مهمة جداً في تسهيل حياتنا اليومية. التنمية الحقيقية يا صاحبي هي أن نواجه بشجاعة ووطنية مسألة القصور الواضحة في أن يكون إنسان هذا الوطن شريكاً في اتخاذ القرار التنموي. كتبت هذا من قبل في أكثر من مرة وفي بعض المرات واجهت تهمة المناطقية، وهذا توصيف غير صحيح لأنني أشعر بالغيرة والحب الجارف لهذا الوطن العملاق الذي بنى تنمية تعتبر من نوادر القرن الحادي والعشرين، ثم تبقى على جدار ثوبه الأبيض النقي مثل هذه الثقوب السوداء الصغيرة.

ولد جراح القلب العالمي مجدي يعقوب في أسيوط الصعيد، ومن أقصى جنوب مصر جاء عبدالرحمن الأبنودي وأمل دنقل وكل هؤلاء خلدوا اسم وطنهم في لقطة مدهشة.

ودعوتي إلى شراكة مكتملة من كل أبناء هذه الخريطة الغالية في صناعة القرار التنموي ستوفر علينا مليارات الريالات التي لا تذهب إلى طريقها الصحيح. وخذ بالمثال، مرة ذهبت إلى مدن الشمال وأخذوني إلى مشروع ثانوي بتكلفة نصف مليار ريال، بينما كانت الحاجة الماسة يومها إلى مشفى يخلص هؤلاء من قطع العذاب والترحال. وكل القصة تكمن في أنه لا يوجد من هؤلاء شريك في الرؤية الوطنية الأعلى لتشخيص الأولويات التي تحتاجها المنطقة، وهو قياس يصلح لكثير من مناطق هذا الوطن، في منطقتي مثلاً، لا ينكر إلا جاحد أنها فازت بحصة محترمة من التنمية، ولكن لو تسألني في هذا الوقت ما هي الأولوية فسأقول مباشرة: أقل من نصف مليار لإكمال مباني جامعة صرف عليها عشرة مليارات ولا زالت شبه متوقفة من سنة. أيضاً إكمال المدينة الطبية كي تخرج أرواح الملايين من عنق الزجاجة.

والخلاصة: لا يمكن لغيري أن يطبخ ما قد لا أحتاج أو لا أحب. نحن بلد لم يفرق في التعليم بين ثانوية في الدمام أو أخرى في صامطة، وبالتالي فكلها نفس الخراج وذات العقول... وهنا أتوقف.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/04/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد