آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد المحسن هلال
عن الكاتب :
كاتب سعودي

حضر أوباما .. غادر أوباما


عبدالمحسن هلال ..

قبل أن أجلس لأكتب عن زيارة الرئيس الأمريكي، بعث لي صديق إيميلا لافتتاحية الواشنطن بوست يوم الزيارة، جرتني القصاصة لقراءة أخبار أحدث عن الزيارة في بعض الصحف الأمريكية. هم مثلنا محتارون في فهم معطيات زيارة بطة عرجاء لأوروبا والشرق العربي، بعضهم استشكل إجراءات بروتوكولية صاحبت زيارة الرياض، آخرون استدعوا صورة قديمة لانحناء الرئيس أوباما وهو يصافح الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، والهوجة الصحفية ضد أوباما وضد الانحناءة، وأظنها سببت حرجا للرئيس وخلفيته الإسلامية ظل لسنين يطرده بأفعال معاكسة.

افتتاحية البوست كانت عن جهود المملكة في واشنطن العاصمة فيما يعرف باللوبينج أو العلاقات العامة، مع أن كل دول العالم لها دهاليزها المختلفة في واشنطن، الغريب تبني الصحيفة رأيا أن المملكة أحد أكبر المؤثرين سياسيا بواشنطن، ولو كان الأمر كذلك لما تردت العلاقة بين البلدين درجة أن يهرول الرئيس لمحاولة تضميدها. بالطبع كانت إشارة لما يناقش في الكونغرس الأمريكي عن محاولة تحميل المملكة تبعات أحداث أيلول الأسود الأمريكي، ولا أدري ما الضرر فيما لو صدر قرار اتهام الكونغرس، هذا يتيح أخذ الأمر لمحكمة العدل الدولية، وهناك ستفتح كل الدفاتر، ليعرف العالم، وليس الشعب الأمريكي وحده، أسباب 11 سبتمبر ومن نفذها، والأهم لم نفذها، وسيعرف الكونغرس حينها أن من بيته زجاج لا يقذف الناس بالحجارة.

إذا فتحت الملفات سنعرف سبب زيارة رئيس السي آي أيه الأمريكية لأفغانستان ومعه المليار دولار الشهيرة عدا ونقدا لتخليق مجاهدي أفغانستان، سنعرف من دربهم ونظمهم وأنشأ ما سمي بعدها بالقاعدة، سنعرف من نبذهم وطاردهم ولم يحتويهم بعد انتهاء المهمة، وكيف انتقموا ممن خدعهم وأين. الكونغرس وادعاءاته لا تهدد المملكة، بل ستكون فرصة لكشف المتورطين الأمريكان وكذب رؤسائهم واحدا بعد الآخر، وكشف حقيقة وجود مستشاريهم في أفغانستان كمدربين على فنون الإرهاب، نعم أرسلت المملكة شبابا ولكن بطلب وإشراف مباشر من واشنطن، ما حدث بعد ذلك أمر مختلف، بل انتهى بهجوم إرهابي على المملكة وأدى لقيامها بجهود مضنية لصده عن المملكة وأوروبا، بل عن أمريكا بالذات، تشهد بذلك ملفات مخابراتها الداخلية والخارجية.

اللافت هنا أن الرئيس أوباما أكثر الرؤساء الأمريكان زيارة للمملكة وفي الوقت ذاته الأكثر إساءة لها، والإستراتيجيات لا تبنى مع مخادعين ولا مع راحلين، ولا حتى على علاقات عامة. لنترك السيد أوباما غارقا بتردده بين سياستي العزلة والتفاعل، وننتظر القادم الجديد للبيت الأبيض، والأهم الكونغرس الجديد بما ستفرزه الانتخابات الحالية، بعدها يمكننا تبين وضع أقدامنا واتجاهات تحالفاتنا الجديدة لحماية مصالحنا.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/04/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد