آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

الإثنين الأكبر


علي سعد الموسى ..

ينتظر الشارع السعودي يوم غد بوصفه صباح "الإثنين الأكبر" مع ترقب قرارات الإصلاح الاقتصادي التاريخية لمرحلة ما بعد النفط. ولأي مجتمع كان، قطف الثمرة يحتاج إلى صبر طويل من الحرث والبذر والنمو، ومع هذا أعتقد أنه حق الأجيال القادمة إلى هذا الوطن. هذا ما فعله جاك شيراك حين غير وجه فرنسا الاشتراكي، رغم انتمائه للحزب الاشتراكي، وهو ما فعلته المرأة الحديدية، مارجريت تاتشر، حين كسرت قواعد النقابات وحولت بريطانيا إلى الطريق الواسع المفتوح لقواعد الاقتصاد الحر. وهنا أعتقد أنه قد آن الأوان للتحول من دولة "رعوية" إلى مجتمع ينافس على ثقافة الإنتاج. أن تأخذ بقدر ما تعطي.

ما معضلة التحول؟ بكل الاختصار هو يدعم روح المنافسة، ولكن عليه وعلى قراراته أن تعي أن هناك قطاعا من الشعب لا يمتلك القواعد التي تستطيع أن تأخذه إلى الميدان، وهذه نسبة يقدرها خبراء الاجتماع والاقتصاد بعشرة في المئة في المجتمعات المتقدمة التي تمتلك تعليما فعالا، فكم تكون النسبة لدينا بالمقاربة مع تعليمنا الهش الذي لا تسمح مخرجاته بعدالة المنافسة. فكرة التحول من اقتصاد رعوي "والمصطلح يعني أن تكون الدولة مسؤولة عن رعاية كل شيء في حياة الفرد" إلى ثقافة إنتاج تحتاج إلى أمرين جوهريين: الأول أن تصاحب قرارات الإصلاح الاقتصادي المرتقب ثورة شجاعة وحقيقية في مجال التعليم تستطيع معها أن تقول إن المواطن الفرد قادر على الانتقال من خيمة "الرعوية" إلى صالون الإنتاج والمنافسة. هذا ما لا يبدو في الأفق، وأرجو ألا يخيب ظني في قرارات الغد لأجد نفسي أمام نفسي أمام المقولة الشهيرة: إنه التعليم يا غبي.

الثاني: أن هذه القرارات التاريخية تحتاج إلى تمهيد وتأهيل، يحتاج جيلنا الحي الذي يعيش اليوم إلى المكاشفة والمصارحة بأنه الجيل الذي استنزف حتى اليوم ما يقرب من نصف مخزون النفط دون أن يحول هذا الاستهلاك إلى ثقافة إنتاج. نحن من سرق وشرب نصف الآبار التي كان يجب أن يبقى منها نصيب للأجيال القادمة. نحن الجيل الذي استهلك 70% من الماء الجوفي العميق في هذه الصحراء القاحلة، وكأننا في رحلة برية لا مكان فيها لأحد بعد أن نرحل. مرحلة ما بعد النفط، هي مرحلة الجيل السعودي القادم، وله كامل الحق أن يكون معنا شريكا في كل شيء، ولهذا ننتظر من قرارات "الإثنين الأكبر" أن تتوجه إليه وإلى مستقبله.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/04/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد