التقارير

#تقرير_خاص: العلاقات السعودية الأمريكية على المحك.. ماقبل قرار أوبك ليس كما بعده!

رائد الماجد...

يتصدع اليوم التعهد غير المكتوب بين أمريكا والسعودية، بسبب طرفين يبدو أنهما لا يثقان ببعضهما البعض ويبدو أن العداء الشخصي بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يضع العلاقات التاريخية بين البلدين على المحك.

قرار تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك+" بتخفيض معدلات إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وتجاهل المناشدات الأمريكية، زاد من عزم الزعيمين على إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وهي علاقة قامت على المصالح الاقتصادية العالمية والجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرت لحوالي 80 عاماً.

وفي السياق، قال "آرون ديفيد ميللر"، الدبلوماسي السابق في الشرق الأوسط، والباحث مؤسسة "كارنيجي": "لا توجد هناك ثقة بالمطلق (بين بايدن وبن سلمان)، ولا احترام متبادل".

كما أن الحرب الروسية الأوكرانية فاقمت من الوضع، حيث أدت زيادة أسعار النفط لدعم آلة الحرب لـ "فلاديمير بوتين"، وقوّضت من جهود الغرب لمعاقبة وعزل موسكو، ما يضع إدارة "بايدن" بلحظة حاسمة في التاريخ، تتطلب من الدول اختيار طرف فيها، ويبدو أن قرار تخفيض إنتاج النفط وضع السعودية قريباً من روسيا.

لكن السعوديين يرون أن هناك فرصة لتأكيد مصالحهم في المناطق التي ليست فيها الولايات المتحدة قوة لا ينازعها أحد، ويقولون إنهم يستطيعون دعم أوكرانيا، والعمل في نفس الوقت مع روسيا في "أوبك+"، وعبروا عن إحباطهم من استمرار تأطير العلاقة الأمريكية السعودية عبر منظور النفط والأمن.

إلا أن جريمة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" تظل نقطة الخلاف الساخنة بين "بايدن" و"بن سلمان"، فبعد دخوله البيت الأبيض أمر الرئيس الأمريكي بنشر تقييم أمني توصل إلى دور لـ"بن سلمان" في الجريمة، والخلاف يعكس رفض بن سلمان طرح موضوع القتل بشكل مستمر، وموقف بايدن بأن القيم الأمريكية تقضي بعدم تجاوزه ونسيان"، عدا عن أن الرهان الأمريكي هو أن السعوديين بحاجة للولايات المتحدة وسيأتون إليها، أما الرهان السعودي فهو العكس، خاصة أن العلاقة بين البلدين، التي بدأت في أربعينات القرن الماضي، وقامت على المقايضة بين النفط والأمن، تغيرت مع مرور الوقت، فقد أصبحت الولايات المتحدة اليوم أكبر منتج للنفط في العالم، وتحولت الصين لأكبر مشتر للنفط السعودي.

أضيف بتاريخ :2022/10/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد