التقارير

#تقرير_خاص : التسامح مع المستبد.. السياسة الأمريكية الجديدة في ظل رئاسة بايدن.. ومطالب بمحاسبة حليفتها السعودية

محمد الفرج...

مع استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والنظرة الأخيرة للسعودية، ازدادت المطالب الموجهة للولايات المتحدة بضرورة إعادة مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، من باب أن محاربة بايدن للاستبداد ودعمه الديمقراطية يجب أن تشمل شركاءه العرب.

استراتيجية أميركا الجديدة تقتضي أن تكون مواجهة المنافسين المستبدين عبر التسامح معهم، إذ إن القرارات السعودية الأخيرة تؤكد أن الحلفاء في المنطقة لديهم استعداد للعمل مع أي دولة ما دامت تخدم مصلحتهم وبقاءهم في الحكم، حتى لو كان الأمر يستدعي الإضرار بالولايات المتحدة.

هذه الاستراتيجية تؤكد أن إدارة بايدن تواصل ممارستها لسياستها بشأن "التنافس بين الاستبداد والديمقراطية" وتقوية التحالفات مع الديمقراطيات لمواجهة كل من الصين وروسيا، فالإمارات والسعودية تعتبران من كبار الدول الممارسة والمصدرة للشمولية الرقمية في الشرق الأوسط، وتتعاملان مع الصين وروسيا و"إسرائيل" للحصول على أدوات الرقابة، مثل برنامج التجسس الذي أنتجته مجموعة "أن أس أو" الاسرائيلية و"بيغاسوس" لاستهداف الأشخاص والحكومات حول العالم".

يبدو أن الوقت حان لإدارة بايدن أن تفعل أمرًا كان عليها أن تفعله من قبل، أي التعامل مع الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط على أنهما مصالح أمن حيوية وضرورية لاستقرار وأمن المنطقة، وليس تهديدًا عليها، بمعنى أن تشجب استراتيجية الأمن القومي بحق "الإيمان غير الواقعي بالقوة وتغيير النظام" في المنطقة، لكنها تقوم وبشكل مخادع بمساواة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بتغيير النظام".

تزايد الاستبداد لدى هؤلاء الشركاء سيضر بالولايات المتحدة، إذ يصبح هؤلاء أقل مصداقية كلما زادت ديكتاتوريتهم، لذا على الإدارة الأميركية شروطًا مشددة تتعلق بحقوق الإنسان ومحاربة الفساد في كل صفقات السلاح والتعاون الأمني، وهذه هي أقوى ورقة رابحة في التعامل مع الأنظمة المستبدة، في حال رغبت بذلك.

المساعدة الأمريكية لهذه الدول عادة ما تزيد من النزاع وتساعد على انتهاكات حقوق الإنسان، فإن فرض الشروط هو المفتاح.

في الوقت الذي تقوم فيه إدارة بايدن بتشكيل استراتيجيات لمواجهة الصين وروسيا ومحاولتهما لإعادة كتابة الأعراف الدولية، عليها ألا تستبعد شركاءها في الشرق الأوسط من المحاسبة، لو أرادت الولايات المتحدة انتصار الديمقراطية على الاستبداد، عليها أولاً أن تبدأ بحليفتها السعودية.

أضيف بتاريخ :2022/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد