محلية

استعدادات أهلية واسعة في محافظتي القطيف والدمام لإحياء موسم عاشوراء

 

تعتبر الملحمة الحسينية في التراث الشيعي مرحلة مفصلية وذات أهمية كبرى، ومنها تستلهم البشرية جمعاء الفضيلة والشجاعة والإباء والصمود في وجه الظلم والاستكبار والطغيان، فجسدت عاشوراء مدرسة تاريخية وإنسانية وعاطفية وعقائدية لكل أحرار العالم.

 في العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة، الموافق 12 أكتوبر 680م، استشهد سبط رسول الله الإمام الحسين بن علي عليهما السلام مع أهل بيته وأصحابه في أرض كربلاء المقدسة على يد جيش يزيد بن معاوية ولم يكتفي الطاغية يزيد بذلك، فقد أمر جيشه بسبي نساء الحسين ع مع ابنه الإمام السجاد عليهم السلام في حدث يدمى له القلب وتقشعر له الأبدان لفضاعة الإجرام الذي مورس بحق آل البيت ع، من قطع الرؤوس وترضيض الأجساد الطاهرة بالخيول.

فمع حلول شهر محرم الحرام تستعد القطيف والدمام لإحياء هذه المناسبة الحزينة بما يتناسب مع الحدث، حيث تكتسي الشوارع والطرقات والمباني والبيوت بالسواد والعبارات الدينية المأثورة عن الأئمة عليهم السلام، وبالخصوص العبارات التي أطلقها سيد الشهداء وأبطال كربلاء في مواجهة جيش يزيد بن معاوية.

وتشهد القرى والمدن القطيفية تغيراً ملحوظاً عن باقي الأيام فالكل على أهبة الاستعداد النفسي والإداري والتنظيمي لإدارة وتنظيم المواكب الحسينية والمنتديات الثقافية والفكرية ولإقامة معارض الرسم والتمثيل ومعارض الصور بالإضافة إلى المواريث الأدبية في الرثاء بالقصائد الحسينية مع ماينظمه الشعراء الجدد من قصائد نثرية وشعرية وأطوار حزينة حول مجريات الحدث الأليم.

و دشنت القطيف شعارها لهذا العام بعنوان "هيهات منا الذلة"، ورفعت العديد من البلدات والقرى الراية الحسينية مع العزاء الحسيني بصرخات (لبيك ياحسين)، كما دشنت القطيف حملة للتبرع بالدم ابتداء من اليوم الأول.

وهذه السنة لا تختلف عن سابقاتها إلا من حيث أخذ الحيطة والحذر بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابي متوعداً المواطنين الشيعة في القطيف والدمام بالتفجيرات والقتل التي بدئها العام الماضي في العاشر من محرم بحسينية المصطفى بالدالوة في الأحساء، وأعقبها تفجيرين في شهر شعبان في مسجد الإمام علي "ع" ببلدة القديح في القطيف، ومسجد الإمام الحسين "ع" ببلدة العنود في الدمام مخلفاً عشرات الشهداء ومئات الجرحى.

ويحاول التنظيم الإرهابي عبثاً إثارة الخوف والرعب في المواطنين من أجل إبعادهم عن شعائرهم كصلاة الجمعة أو مراسم عاشوراء الإمام الحسين "ع" إلا أن ذلك مازادهم إلا ثباتاً وعزيمة على التحدي والاستمرار، وشكلوا لجان أهلية لحماية المحافل العاشورائية والدينية.

وكان تنظيم داعش توعد عبر تسجيل صوتي بإخراج "الشيعة" من جزيرة العرب، مفتياً بوجوبِ قتْلهم في أيّ  زمانٍ ومكان، التنظيم الذي ينتهج نفس نهج اليزيدي في الانتهاكات للحقوق الإنسانية و لكل ماهو مقدس.

وقد دعا العديد من رجالات الدين والمثقفين وشخصياتٌ بارزةٌ إلى التّحديّ  وللمشاركة الواسعة في إحياء عاشوراء الإمام الحسين "ع"، مشددين على أنّ التهديدات الداعشيّة لن توثر على المشاركاتِ العاشورائيّة .

وأكدوا على قدرةِ القطيفيين في مواجهةِ التهديداتِ، كما أوْصوا بكثافةِ الحضور الشعبي، مشدّدين على دور لجان الحمايةِ الأهليّةِ التي أثبتت قدرتها على إحباط الإرهابِ التكفيريّ في الفترة الماضية، كما أثبتت تفانيها في حماية الأهالي والشعائر الدينية.

 

 

 

أضيف بتاريخ :2015/10/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد