آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الرحمن ناصر الخريف
عن الكاتب :
كاتب سعودي

خروج بريطانيا.. مبالغة الأسواق وسرعة إيضاح مؤسسة النقد

 

عبدالرحمن ناصر الخريف ..

في الوقت الذي يرى الجميع ردود الأفعال الدامية بالأسواق المالية العالمية لنتيجة التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقناعة الكثيرين من المتداولين بسوقنا بان كبار المضاربين لشركاتنا سيستغلون ذلك لإحداث نزول عنيف هذا اليوم لاستثمار حالة الخوف التي أصابت الأسواق المالية، يجب أن نقدر جميعا سرعة تفاعل مؤسسة النقد مع هذا الحدث وبث رسالة تطمين لوضع القطاع البنكي لدينا والإيضاح صراحة للعموم بأنه من المبكر فعلا معرفة الأثر الدائم للخروج على اقتصاديات تلك الدول وأسواق المال والاستثمار، فأهمية التصريح تكمن بان ماحدث كان محل المتابعة من قبل المؤسسة بشأن استثماراتها وأنها اتخذت إجراءات تحوط لذلك، والأهم إلا ننجرف خلف الشائعات لعدم معرفة الجميع أساساً بحجم الآثار لخروج بريطانيا، فمن المعروف أن جميع الأسواق العالمية تبالغ كثيرا في التفاعل مع الأحداث لاستغلال حالة الضبابية والهلع من الأخبار والأحداث المفاجئة ثم ترتد وتستقر بعد تسييل الكثير من المحافظ وهدوء العاصفة واتضاح الآثار الحقيقية للحدث وكما رأينا في أزمات عالمية عديدة وارتدت لأعلى من مستوياتها السابقة عدا سوقنا مع أن الأزمة بأسواقهم.

 

وبعيدا عن ماسيحدث في سوقنا هذا اليوم والأسواق المالية العالمية غدا إلى نهاية الأسبوع والوقت الذي تحتاجه الأسواق لامتصاص الحدث والاستقرار وخصوصا أن توالي الأزمات بالأسواق وفر للمتداولين خبرات متراكمة عن طبيعة تفاعلها مع الأحداث وتوقيت ارتدادها، فأن مبادرة المؤسسة بنشر هذا التصريح – على غير العادة - يدل على أن هناك فكرا جديدا بالمؤسسة يقدر أهمية سرعة بث الحقائق والمعلومات الرسمية للجميع بالوقت المناسب وكشفافية بنشر ماقامت به المؤسسة من تعديلات تحوطية، وهو ماكنا نطالب فيه مسؤولينا منذ سنوات طويلة مع كل أزمة تعصف بسوقنا ولم نكن نجد أي تفاعل لحظي مع الحدث! بل أن التصريحات الرسمية كانت تتأخر إلى مابعد انتشار الشائعات وإفلاس المتداولين وتسييل المحافظ الممولة من البنوك واستحواذ كبار المضاربين والصناديق عليها ليرتد السوق مع تلك التصريحات وتستأثر بالأرباح في مشهد اعتدنا على تكراره! ولنا أن نتخيل أن مؤسسة النقد لم تسارع بإيضاح ما سبق القيام به في شأن هذا الحدث، فأن السوق كما اعتدنا سينزف بأكثر من الأسواق العالمية استغلالا للشائعات، ووفقا لما اعتدنا من مسؤولينا بالتأخر بنشر البيانات والتصريحات المطمئنة، سنرى بعد الشراء بأقل الأسعار ارتدادا للسوق أمام أعين من تم تسييل محافظه مدعوما بإشادة كبيرة من مراسلي المحافظ الكبيرة بما قامت به المؤسسة ليس تقديرا لها وإنما دعما لأسهمهم بالسوق.

 

ومع وجود آثار كبيرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على اقتصاديات الدول الأوروبية وذات العلاقة وتبعات ذات على العملات وأسعار النفط وحجم النمو أو الركود والتي قد لا يستبعد أن تظهر بالمستقبل آثاراً إيجابية لمواطني واقتصاديات الدول الأخرى وتجدد فرص الاستثمار لمن يملك المال بعد اتضاح الرؤية وتغيير الأنظمة، إلا أنه يجب إلا ننظر للحدث بأنه قرار دولة واحدة بالخروج من اتحاد يضم دولا عديدة باقتصاديات مختلفة قد ينشر بالعالم ككل ثقافة جديدة للاستقلالية بدلا من التكتلات والمنظمات الإقليمية التي انتشرت بالقرن الماضي، وهو مايؤكد أنه من المبكر معرفة آثار الخروج من الاتحاد بمفهومه الواسع الذي أكده تصريح المؤسسة، ويبقى أنه أياً كانت ردة الفعل على سرعة وشفافية المؤسسة لدى المتابعين أو السوق، فأن الإحباط والصورة الذهنية السابقة عن توقيت ومحتوى ودقة تصريحات المسؤولين بمعظم جهاتنا تحتاج لوقت لتغييرها وزيادة الثقة بها مع استمرار مسؤولي المؤسسة والجهات الأخرى في المبادرة السريعة لإيضاح المعلومات الصحيحة للجميع وبما لا يتيح الفرصة لمن يملك المعلومة باستغلالها.

 

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/06/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد