آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

أسوأ مطار في العالم!

 
عبده خال ..

كدت أضحك عندما قرأت خبرا أن هيئة الطيران المدني أثارها تصنيف مطار الملك عبدالعزيز بجدة كثاني أسوأ مطار في العالم بالاستغراب وكنتيجة لهذا الاستغراب فتحت تحقيقا. معقولة أن تفتح الهيئة تحقيقا ونحن الذاهبون والآيبون للمطار نفسه نشهد (ونبصم بكل أصابعنا) بأنه من أسوأ المطارات التي نصل إليها أو نغادر منها، ولا نحتاج لأي موقع يصنف مطار جدة، فهو في حالة مزرية (لا تسر حبيبا ولا صديقا)، وإذا كان الاستغراب من قبل هيئة الطيران من باب إشعار الجهات العليا أنهم لا يعلمون السوء الذي وصلنا إليه فيمكن تمرير هذا الاستغراب لمحو التقصير الفادح الذي يعيشه المطار، أما إذا كان الاستغراب حقيقيا (فالله يخلف علينا) بمعنى أن المسؤولين لا يعرفون إلى أي مدى بلغ السوء في التعامل واحتشاد الطوابير الطويلة ومحدودية مقاعد الانتظار وتكدس الأمتعة وتأخر خدمة الركاب والنقص المهول في بقية الخدمات، يضاف إلى ذلك تردي النظافة وتأخر وصول الحقائب والفوضى المرورية العارمة في صالات القدوم والمغادرة.. وإذا كانت هيئة الطيران مستغربة فهذا يعني أن مسؤوليها لا يمرون من صالات السفر، بل يتجهون إلى الصالات الخاصة وهذا الفعل لا يمكنهم من رؤية السوء الفادح الذي وصلت إليه مطاراتنا فمنذ سنتين فقط (وبنفس التصنيف) كانت مطاراتنا هي الأسوأ عالميا فحصد مطار جدة المركز الأول وفي المرتبة الرابعة مطار الدمام وفي المرتبة الخامسة مطار الرياض.. وفي السنتين الماضية تحسن السوء فتراجع مطار جدة للمرتبة الثانية بدلا من الأولى!

فهل هذا التراجع يعد إنجازا لهيئة الطيران؟

وإن كان من ملاحظة تضاف إلى سوء مطار جدة، فهي ما يحدث في الصالة الشمالية (الأجنبية) فوجودك بها تظن أنها صالة في دولة أخرى، فجل العاملين (باستثناء الجوازات والجمارك) يتم تسيير كل أعمالها من قبل موظفي الطيران الأجنبي، وهناك يحدث ما لا يحدث في أي مطار في العالم إذ تسوء المعاملة من غير خشية من أن تلحق بالوطن أي صفة من صفات التشويه، وهذا أمر لم يتم التنبه له منذ زمن، وكان من الضروري أن يكون المشرفون على تسيير رحلات الخطوط الدولية موظفين من أبناء الوطن.

وأعتقد أن هذه المعلومة لن تثير استغراب هيئة الطيران المدني، وإذا أثارتها فليتها تفتح تحقيقا عن هذه الحالة الغريبة.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/10/18