آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

بالله عليكم يا إسكان لا تفكروا كثيرا

 
عبده خال ..

خليكم شاهدين على وزارة الإسكان!

يقال إنها «تقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ برنامج دعم المواطن غير القادر على دفع أجرة المسكن، بحيث يتم تمويله مما قد يخصص له في ميزانية الدولة ومن الإعانات والهبات والأوقاف التي تخصص لذلك ومن عوائد الشبكة الإلكترونية لخدمات الإيجار».

فهل وجدت الوزارة لكي تتحول إلى جمعية خيرية؟ أم أن دورها في الأساس قائم على توفير السكن للمواطن؟.

للأسف الشديد منذ أن ظهرت هذه الوزارة وهي تلعب بمشاعر الناس وتسوف في إنجاز الدور الأساسي الذي أوجدت من أجله، وظلت تتشكى بعدم وجود أراض لتقديم خدمة إيجاد سكن للمواطن، فجمعت كل الأراضي وأعطيت لها، ومع ذلك لم تحقق الأماني، فأظهرت فظاظة من خلال شروطها التعجيزية التي لا تتلاءم مع حلم السكن.

وصبرنا عليها، ومع ذلك أناخت بحمولتها وأخذت تتباكى وبسبب تباكيها يوميا نخسر فرصة توفير المسكن للمواطن.

أما أن تظهر بصورة الملاك (الحنين) من خلال برنامج تدعي فيه أنها تدعم من لا يقدر على دفع الإيجار فنقول لها: كثر الله خيرك، فبدلا من أن تدفعي الإيجار لسنوات طويلة لآلاف من المواطنين وتشغلي كل مرافق الدولة معك كان الخير فيك أن توجدي سكنا لمن لا يقدر على دفع الإيجار.

وإذا استعرنا المثل الصيني الشهير القائل «لا تعطني سمكة بل علمني الصيد» وبمعنى الإطعام فلن تستطيع يوميا توفير إطعام الجائع وبنفس القياس، لن تستطيع دفع إيجارات الآلاف والانشغال بهذا البرنامج «وإشغال إمارة المنطقة أو المحافظة، وزارات الداخلية، العدل، الإسكان، العمل والتنمية الاجتماعية»، وتفريغ لجان للتأكد من أن المواطن غير القادر على دفع الإيجار مسجونا أو مريضا أو فقيرا.

والأفضل للوزارة الانشغال بتحقيق أهدافها الحقيقية بتوفير السكن لا أن تظل باحثة عن الإعانات والهبات ودخول الأوقاف لمساعدة المواطن في دفع الإيجار.

بصريح العبارة المواطن يريد منك توفير سكن وليس دفع إيجار.

كنا نحلم بأحلام عظيمة مع مقدمك إلا أنك - وبجدارة - أسهمت في جعل أحلامنا كوابيس هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى الوطن فكنا نحلم بأنك قادرة على خلق مدن جديدة، وإذا لم يكن بمقدورك هذا «وهذه كارثة» فعلى الأقل توسيع المدن من خلال ربطها بضواحيها.

بالله لا تفكروا كثيرا يا وزارة الإسكان، يكفي أن برنامجكم يبحث عن الهبات، وفي هذه الأيام لا هبات ولا صدقات.
 
صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/10/19