آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

دعوة للنوم على لوح!


عبده خال ..
يبدو أن وزارة الصحة ليس لديها خريطة سكانية لمناطق ومحافظات الوطن.

وإلا لتعرفت على الكثافة السكانية المهولة لمنطقة جازان في مدنها وقراها وجزرها وجبالها، وبسبب عدم معرفة هذه الكثافة ظلت مستشفيات المنطقة متردية الخدمات وغير قادرة على استيعاب أعداد المرضى كمراجعين أو منومين.

وحادثة حريق محافظة العارضة أثار شهية استذكار تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة للأهالي في مستشفى متداعٍ لا يستطيع مد يد العون لـ500 قرية بالرغم من الشكوى المتواصلة على مدار 12 عاما لحل مشكلة المستشفى المتعثرة.

الآن، وبعد حريق مستشفى العارضة (الذي لايزال التحقيق جاريا لمعرفة المتسبب) سوف يتم إخراجه من الخدمة ريثما يؤهل مرة أخرى لاستقبال المرضى وعودة المسعفين إلى غرفهم هذا إذا حدث التسريع في التأهيل علما أن محافظة العارضة ليس بها مستشفى سوى المستشفى (المحروق) وهذا الحريق يأتي بشهقة التذكر الثانية.. فهل تذكرون الإهمال الذي حدث في العام الماضي وأدى إلى اشتعال مستشفى جازان العام وكانت محصلة ذلك الحريق وفاة 24 وإصابة 123 شخصا، وهو الحريق الذي لم ترشح أي معلومات عما قامت به وزارة الصحة من دفع الديات أو استكمال علاج المصابين أو عودة المستشفى للعمل..

ثم ما قصة حرائق مستشفيات منطقة جازان المتلاحقة؟

فقد انبعث دخان في مستشفى أبو عريش ناتج عن احتراق لمبات إضاءة وتم تداركه قبل أن يلتهم المستشفى وقبله شب حريق في مركز الشاطئ الصحي بجازان وحريق في مستشفى الطوال وحريق مستشفى جازان العام الذي أودى بحياة 25 شخصا وأخيرا حريق مستشفى العارضة.

فهل هذه الحرائق المتوالية نتيجة تردي المستشفيات وعطل شبكات التوصيل الكهربائي؟

أم إهمال في الرقابة واليقظة خاصة أن المنطقة في وضعية حرب؟

وإذا كانت وزارة الصحة لم تستشعر بخطورة الحرائق ووفاة المرضى على أسرتهم نتيجة تماس كهربائي فيجب الإعلان لجميع مرضى المنطقة إن أراد أي مريض التنويم في أحد مستشفياتها عليه أن ينام على لوح خشبي كي لا يصل إليه تيار كهربائي عارض!

وفي جميع الحالات تظل المشكلة في جوهرها أن مستشفيات المنطقة تعاني من النقص في مبانيها وأطبائها وممرضيها والمقدرة الاستيعابية على استقبال المرضى والمراجعين.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/11/15