آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. كاظم ناصر
عن الكاتب :
أستاذ جامعي مقيم في ولاية كانساس الأمريكية

رسالة مفتوحة لشهيد فلسطين العظيم إبراهيم أبو ثريا


كاظم ناصر

الحب كل الحب لك يا إبراهيم العملاق جسدا وروحا، والإعجاب كل الإعجاب بك وبشجاعتك الخارقة التي يحتاج إليها العالم العربي، والعار كل العار للأنذال الصهاينة الذين أطلقوا الرصاص عليك، والخزي كل الخزي للأمّة العربيّة التي لا تغضب ولا تنتقم لك ولشهدائها الأبطال من أمثالك، وتدفن رأسها في رمال صحاريها القاحلة وتقبل العبودية والظلم في عصر الحرية والكرامة الإنسانية .

أنت يا إبراهيم علّمت أمتنا العربية والعالم … درسا … في النضال والتضحية من أجل وطنك وأمتك لن يمحيه التاريخ، وسيظلّ شعبنا الفلسطيني يعتز به إلى الأبد، وتظلّ أمم الأرض تذكره وتتعلّم منه . في .يوم الجمعة 16-12-2017 رفضت إلا أن تكون في طليعة من يتصدّون لغاصبي وطنك الذين بتروا نصفك الأسفل بقنابلهم قبل تسع سنوات؛ وبكرسيّك المتحرك وعلم فلسطين يرفرف عاليا بين يديك، وبنصف جسدك الطاهر العملاق تقدّمت الزحف إلى خطوط التماس مع العدو، ونجحت وعلقت علم بلدك عاليا على الحاجز الوهمي الذي وضعه الغاصب الصهيوني ليفصلك عن أرضك الفلسطينية، وقلت للعالم هذا أنا إبراهيم الجبار أمثل الإرادة الفلسطينية التي لا تقهر والتي ستنصر حتما !

اسمح لي  يا سيدي إبراهيم أن أهنئك على استشهادك وعلى مكانك في عليّين، ولا تغضب إن قلت لك إنني أحسدك على موتة الشرف والشجاعة المنقطعة النظير التي اخترتها لنفسك بعد أن أدركت أن الموت أشرف من الحياة مع هذه الأمة العربية الذليلة المهزومة الحيّة الميتة ! 400 مليون عربي يا إبراهيم أذلهم أربع ملايين صهيوني جاؤوا من كل بقاع الأرض، وحكمهم وتاجر بهم وبمصيرهم حثالة حكام الأرض، واستسلموا للخزي والذل وأصبحوا أضحوكة سكان الأرض؛ فقل لي  بربك هل تحسد أمتنا على حياة العار والخزي التي اختارتها لنفسها ؟

أنت وأمثالك من أبناء شعب الجبارين هم الذين يخيفون الصهاينة، وهم الأمل الوحيد لفلسطين والأمة العربية؛ فلا تحزن على فراقنا يا أبو ثريا. أنت وأمثالك من  … الثريات … لا يشرفكم العيش مع أمّة فقدت كرامتها كأمتنا.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/12/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد