آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. كاظم ناصر
عن الكاتب :
أستاذ جامعي مقيم في ولاية كانساس الأمريكية

جيل البطلة عهد التميمي هو الذي سيحرّر فلسطين


د. كاظم ناصر

طردت الفتاة الفلسطينية البطلة عهد التميمي، ذات الستة عشر ربيعا، ضابطا وجنديا إسرائيليين من ساحة بيتها في قرية النبي صالح قرب رام الله بصفعها لهما وإذلالهما وإجبارهما على الانسحاب. شعب فلسطين والعالم الحر يحييك يا عهد، ويقبّل يدك الطاهرة التي لم تصفع الجنديين الصهيونيين فقط، ولكنها سدّدت صفعة مدوّية ” للحكّام العرب ” المتخاذلين الذين فقدوا الإحساس بالحياء والكرامة منذ زمن بعيد، وأكدت لهم ولأسيادهم في تل أبيب وواشنطن أن الشعب الفلسطيني بأطفاله ورجاله ونسائه وشيوخه لا يقهر أبدا، وإن مؤامراتهم ضدّه لن تنجح ما دام منهم الكثير من أمثال عهد التميمي، وإبراهيم أبو ثريا، وآلاء الأخرس، ومحمد الدرّة وغيرهم، وغيرهم من الأبطال الذين كشفوا هشاشة الدولة الصهيونية، وفضحوا خذلان معظم قادة الأمّة العربية وتآمرهم على شعبنا !

لقد فقدنا الأمل في الرسمية العربية التي لم تقدم لأمتنا سوى الفساد والشقاق والهزائم والفقر، لكن أملنا ما زال معقودا على الشعوب العربية والإسلامية، والشعوب المناهضة للظلم والمؤمنة بحق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته. إننا نؤمن بان الشعب العربي لن ينسى قضيته الأولى أبدا، وإن كل قوى العالم لن تتمكن من تزوير التاريخ، وستتحرّر وتبقى  فلسطين وقدسها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية فلسطينية وعربية وإسلامية مهما طال الزمن.

عهد التميمي المناضلة السجينة، والشهداء محمد الدرة وآلاء الأخرس وإبراهيم أبو ثريا وآلاف الشبّان والشابات الذين رووا أرض فلسطين بدمائهم الزكية يؤكّدون للدنيا كلها بأن شعب فلسطين متمسّك بأرضه، ومستعد للموت في سبيلها جيلا بعد جيل، وإن معظم الذين .. يناضلون ويستشهدون الآن .. وتسلّموا راية النضال من الأجيال السابقة هم أبناء الجيل الفلسطيني الرابع الّذين … ولدوا … في فلسطين وفي الشتات بعد مرور خمسين عاما على اغتصاب فلسطين وإقامة الدولة الصهيونية.

لقد أثبت أبناء هذا الجيل الفلسطيني الرابع أصالتهم وولاءهم لوطنهم وأمتهم، وقدرتهم على إفشال المخطّطات الصهيونية بصمودهم وبتضحياتهم. في عام 1948 قال ديفيد بن غوريون  ” إننا نحتاج إلى جيل للتخلّص من الفلسطينيين؛ فبعد أن ينتهي هذا الجيل ( جيل النكبة ) سيستقر الجيل الثاني ويتشتّت في مناطق مختلفة من العالم وينسى فلسطين” ، ولكن شعب فلسطين أثبت لبن غوريون وللصهاينة أنه لم ولن ينسى وطنه، ولن يستسلم أبدا، ولا يقبل للتحرير بديلا.

الصهاينة  يدركون أن الحقّ لا يضيع أبدا وان شعب فلسطين وبمساعدة إخوانه العرب والمسلمين قادر على هزيمتهم. إن في فلسطين والدول العربية والإسلامية ملايين المواطنين الشرفاء الذين يتوقون إلى شرف الاستشهاد دفاعا عن الأمة ومقدّساتها، وأنهم لم يتقدّموا الصفوف حتى الآن بسبب طغيان وتخاذلهم حكّامهم الذين يمنعونهم من التصدي للصهاينة، لكن ذلك سيتغير حتما لأن الطغاة يرحلون وتبقى الشعوب والتاريخ شاهد أمين على هذا !

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/12/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد