آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. كاظم ناصر
عن الكاتب :
أستاذ جامعي مقيم في ولاية كانساس الأمريكية

عدالة أمريكا ترامب: هنيّة “إرهابي” ونتنياهو “رجل سلام”


د. كاظم ناصر

من سخريات القدر أن الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة التي تدّعي بأنّها حامية الديموقراطية وحقوق الإنسان، قد تحوّلت إلى دولة داعمة للطغاة والطغيان، وعدوة للإنسان ومدافعة عن ظالميه ومستبديه وقاتليه. تاريخ أمريكا ملطّخ بالدماء؛ لقد قتلت ملايين الناس، وكانت أول من استخدم القنبلة النووية، وتدخّلت في عدد كبير من دول العالم ليس لدعم الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، بل دفاعا عن مصالحها وعملائها الحكام الفاسدين المفسدين.

الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية معروفة بعدائها لأمتنا العربية؛ لقد بذلت كل جهد ممكن لإجهاض المد القومي العربي وإفشال محولات توحيد الوطن العربي، ودعمت وحمت عملاءها من الحكام العرب، وحمت إسرائيل ودعمتها بالمال وزودتها بأحدث الأسلحة ؛ لكن التاريخ سيذكر أن إدارة دونالد ترامب هي الأكثر تأييدا لإسرائيل، والأسوأ  في عدائها للعرب والعروبة وفلسطين وشعبها.

إن قرارات ترامب الأخيرة التي تضمّنت تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها، والتهديد بالوقف الكامل لمساعدات بلاده للفلسطينيين، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ومعاقبة الدول التي تدعم حق الفلسطينيين المشروع في مواجهة الاحتلال، والانسحاب من اليونسكو بدعوى أن المنظمة تؤيد الفلسطينيين، وتخفيض الدعم المالي للأمم المتحدة ومنظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتخلي عن حل الدولتين، ودعم الاستيطان وسرقة الأراضي الفلسطينية، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية بإلزام الفلسطينيين والعرب بقبول حل إسرائيلي يسمونه ” صفقة القرن”، وأخيرا وليس آخرا وضع السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على قائمة الإرهاب ليست إلا حقائق دامغة تثبت أن إدارة ترامب تقرر سياستها وخططها في التعامل مع الفلسطينيين والعرب وفقا لما يطلبه منها الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو وحكومته.

منذ وصول ترامب وإدارته إلى البيت الأبيض وهم وإسرائيل يرفعون سقف مطالبهم، ويصعّدون عدوانهم ضدّ فلسطين والوطن العربي تدريجيا وبأسلوب منهجي لأنهم يعتقدون أن أصدقاءهم الحكام العرب يدعمون سياساتهم ومخطّطاتهم ومؤامراتهم لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة مقابل حمايتهم، وان الشعوب العربية التي تتحكّم فيها المخابرات وأجهزة الأمن مكبّلة ومحبطة، وتعاني من الفقر، وتجري وراء رغيف الخبز ولا حول لها ولا قوة !

للأسف الشديد أن ردود فعل الشعوب العربية الضعيفة، ومواقف الحكام العرب المخزية المؤيدة لسياسات إدارة ترامب العدوانية ضد أمتنا، خاصة تلك التي أعقبت تهويد القدس وتقديمها هدية مجانيّة لإسرائيل، شجعت الإدارة الأمريكية على الاستمرار في سياساتها العدوانية التي كان آخرها إدراج اسم إسماعيل هنيّة على قائمة الإرهاب. إسماعيل هنية ليس إرهابيا؛ إنه مناضل فلسطيني يقاوم الاحتلال ويعمل من أجل دحر العدوان الأمريكي الصهيوني.

الإرهابيون الذين يجب أن تدرج أسماءهم في قوائم الإرهاب، ويقدّمون إلى محكمة العدل الدولية هم نتنياهو والصهاينة الذين يرفضون السلام، ويرتكبون الجرائم بحق فلسطين وشعبها على مدار الساعة، ويعرّضون الأمن والسلام في المنطقة والعالم للخطر. قادة أمريكا وإسرائيل لا يفهمون إلا لغة القوة، وما دام الوطن العربي مفككا وشعوبه مضطهدة ومغيّبة، سيستمر ترامب ونتنياهو ومن لفّ لفيفهم في غيّهم ومؤامراتهم واستخفافهم بنا وبقادتنا وأوطاننا.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/02/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد