سعيد السريحي

  • وفروا الخدمات ثم فكروا في رسوم الطرق

    من حق وزارة النقل أن تفكر في فرض ضريبة على استخدام الطرق وأن تشرع في عمل الدراسات لتحقيق ما تفكر فيه تمشيا مع السياسة العامة التي باتت تؤكد على أن المواطن ينبغي له أن يكون شريكا في تحمل تكلفة ما يتم تقديمه له من خدمات، من حق الوزارة أن تفكر في ذلك وأن تنفذه، غير أن من حق المواطنين الذين سوف يدفعون رسوم تلك الطرق أن يجدوا في تلك الطرق ما يستحق الرسوم التي سوف يدفعونها، ولا يكفي في ذلك أن تكون هناك طرق بديلة يمكن لمن يسلكها أن يتجنب دفع الرسوم، ولا يكفي أن تكون تلك الطرق البديلة سهلة وآمنة تتوفر فيها الخدمات وشروط السلامة كذلك، لا يكفي ذلك كله وإنما ينبغي أن تكون الطرق الخاضعة للرسوم طرقا مثالية من حيث توفر الخدمات فيها، ذلك أنه ليس من حق الوزارة أن تتقاضى رسوما على طرق يضطر من يسلكها إلى أن يقطع عشرات الكيلومترات وهو لا يعلم أين سيجد محطة للوقود، فضلا عن أن يجد مطعما نظيفا ومقهى محترما واستراحة يقضي فيها ليلة دون أن تقض منامه الحشرات المنتشرة في المكان والروائح المنبعثة من المخدات وشراشف السرر.

  • كارثة الاستثمار في «التعليم الموازي»

    من المفترض أن تكون للجامعات مجالسها العلمية ولجانها الاستشارية التي تنهض بدراسة أي برنامج ومشروع قبل إقراره وتتابعه بعد البدء في تنفيذه وتحميه من أي خلل أو انحراف عن الغاية التي يهدف إلى تحقيقها، وبذلك تضمن الجامعات أن تصبح لها شخصية اعتبارية تحقق لها الاستقلال الذي لا تصبح بعده مجرد جهة حكومية تضبطها توجيهات الفسح والمنع وتخضع لما تخضع له جهات حكومية لا تملك خبراء ولا مجالس ولا لجان استشارية كالجامعات.

  • كي لا تصبح الحدائق العامة مرمى للنفايات

    ليس كثيراً على مكة وأهل مكة أن توقع أمانتها عقدين بقيمة 9 ملايين ريال لتهيئة وصيانة الحدائق العامة، ومن حق المواطنين في مختلف مناطق ومدن المملكة أن تحذو الأمانات والبلديات في مناطقهم ومدنهم حذو أمانة مكة، فتنظر في أمر الحدائق العامة، والتي تم الاستيلاء على كثير منها في بعض المدن وتحولت إلى مرمى للنفايات في مدن أخرى، فالحدائق ليست ترفاً، وليست مجرد مساحات فارغة كأنما عجز أهل المدينة عن بناء بيوت فيها، الحدائق عنصر أساسي من عناصر تكوين أي مدينة من المدن، فلا تستحق أي مدينة أن تسمى مدينة ما لم يكن لكل حي فيها حديقته، تلك الحديقة التي تعلن حضارية الحي وتشهد على ذائقة أهله، كما تشهد على أن المسؤولين عن تلك المدينة وفوا بالأمانة تجاه مدينتهم، الحديقة رئة الحي وبدونها يختنق الحي ويفقد سكانه مقدرتهم على تذوق الحياة.

  • عالجوا أنوفكم فمحطة الصرف بريئة!

    ثمة روائح كريهة تزكم الأنوف لا تسلم منها الأحياء الواقعة بقرب محطة معالجة الصرف الصحي شمال جدة فحسب وإنما تحمل العابرين للطرقات المحيطة بالمنطقة على سد أنوفهم وإحكام إغلاق نوافذ سياراتهم ريثما يعبرون المنطقة بسلام، تلك حقيقة يعرفها الجميع ويعرفون كذلك أن تلك الروائح الكريهة بدأت حين بدأ عمل تلك المحطة ولم يكن لها وجود قبل ذلك، غير أنه يبدو أن هناك حقيقة أخرى اجتهد مدير تلك المحطة في إقناعنا بها حين أكد أن لا علاقة لتلك المحطة بتلك الرائحة، موضحا أن آليات المسح الميداني للغازات قد أثبتت أن مستوى انبعاث الغازات من تلك المحطة صفر، وإذا كان ذلك كذلك كان لا بد لمئات الآلاف من سكان المنطقة والعابرين على طرقاتها من أن يبحثوا عن مواطن أو مقيم ينسى عادة أن يفتح السيفون بعد استخدامه الحمام أو يعرض أولئك المقيمون والعابرون أنفسهم على أطباء لمعالجة أنوفهم أو أطباء نفسيين يعالجونهم من توهّم تلك الرائحة !

  • معالجة قضية الجرب بأسلوب «التبريد»

    الجرب ليس بالمرض الخطير، ذلك ما يقوله الأطباء، وتلك هي الإجابة التي يعوّل عليها بعض المسؤولين من أجل «تبريد» قضية انتشار الجرب في المدارس بعد أن أصبحت قضية رأي عام، الجرب ليس مرضا خطيرا، هذا صحيح، فكما كان يصيب أغنام وبعارين أجدادنا غدا يصيب أبناءنا وبناتنا، والفرق بين هؤلاء وأولئك لا يبدو كبيرا في نظر من يحاولون التبسيط مما يحدث حتى عن لبعضهم أن ينصح آباء وأمهات المصابين باستخدام القطران، الذي ثبتت جدواه في معالجة الأغنام والإبل الجرباء!!!!

  • ثلاث جهات لعلاج بحيرة السمكة

    خمسة أشهر مرت منذ اكتشاف أن تغير مياه بحيرة السمكة في أبحر لا يعود إلى الصدأ الذي أصاب السمكة وينذر بتآكل حديدها وخسارة جدة لواحدة من أجمل مجسماتها الجمالية، خمسة أشهر مرت على اكتشاف أن ما غيّر لون البحيرة، التي تتوسط طريق الكورنيش، ليس سوى الازدهار الطحلبي، والذي هو عبارة عن نوع سام من الطحالب يشكل رذاذه خطرا على مرتادي الكورنيش، مما استدعى دعوة عاجلة لمعالجة الوضع حماية لمرتادي الكورنيش من خطر يكمن في تلك البحيرة وسمكتها الجميلة.

  • ملتقى ابن المقرب.. نموذج العمل الثقافي

    يقدم ملتقى ابن المقرب الثقافي في المنطقة الشرقية أنموذجا لما ينبغي أن تكون عليه مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني في التنمية الثقافية، وذلك يعود لأمرين يتصل أولهما بطبيعة تكوينه ويتصل الآخر بطبيعة نشاطه، ذلك أن الملتقى الذي يستمد اسمه من اسم شاعر الأحساء المعروف ابن المقرب العيوني إنما يفعل ذلك لكي يتنزه عما درجت عليه مراكز وصوالين تحمل أسماء أصحابها مما يجعلها مظنة لطلب الشهرة والوجاهة، واختيار من أسسوا ملتقى ابن المقرب اسما لشخصية تاريخية مكنه من أن يكون ممثلا للمنطقة التي تنتمي إليها تلك الشخصية ولأبناء تلك المنطقة مما جعله أنموذجا للعمل الجماعي المؤسساتي يتفانى الجميع لكى يكون نجاح ما يقدمه من أعمال نجاحا للمنطقة وأهلها.

  • شروط نجاح النقل العام

    توفير خدمة الحافلات للتنقل داخل المدن لا يغني فيها استبدال حافلات قديمة بحافلات جديدة، ولا يرتقي بمستوى أدائها إضافة مسارات جديدة أو زيادة عدد الحافلات على المسارات القديمة، وإنما ينبغي أن يكون ذلك كله مصحوبا بمواعيد محددة لحركة تلك الحافلات تمكن من يستخدمها لغرض التنقل من معرفة موعد تحركها من المحطات المختلفة ووصولها إلى الجهة التي يعتزم الوصول إليها، ولا يمكن أن يتحقق ذلك الأمر إلا بتوفير محطات تتوقف عندها تلك الحافلات وتنطلق منها كذلك تحمل لوائح تكشف عن مساراتها ومواعيدها وتوفر للمنتظرين مقاعد مريحة مظللة تقيهم حرارة الشمس إذا اشتدت حرارتها وتحميهم من المطر حين تمطر السماء.

  • مكتبات الأحياء وإعادة تأهيل المجتمع

    لا تغني المكتبات العامة الكبرى، مهما تعددت أقسامها وتنوعن معارفها وتوزعت فروعها، عن مكتبات الأحياء في تحويل القراءة إلى فعل اجتماعي كفيل بتحقيق درجة أعلى من الوعي الجمعي الذي يؤسس لعلاقات اجتماعية أكثر رسوخا وقدرة على مواجهة التحديات والتواصل مع العالم والصمود في وجه محاولات تزييف الوعي ومصادرته.

  • هل «يُسعف» الشورى الهلال الأحمر؟

    لست أعرف ما سوف يكون عليه شعور سكان دول العالم جميعا، المتقدم منها والمتخلف، الغني والفقير، الأبيض والأسود والأصفر، إذا ما علموا أن مجلس الشورى في بلادنا ينعقد اليوم للتصويت على مطالبة الهلال الأحمر بالسماح له بدخول المنشآت النسائية في الحالات الإسعافية الطارئة لضمان تقديم الخدمة الضرورية العاجلة في وقتها، وإيجاد الآلية التي تضمن له ذلك، ولعلهم يعجبون من أن مسألة تتعلق بها الحياة والموت تحتاج إلى تصويت يضمن الموافقة عليها، وسيضربون أخماسا بأسداس وهم يتساءلون عن كيفية تعامل الهلال الأحمر مع الحالات الطارئة في المنشآت النسائية، وما الذي استدعى لجوء الهلال الأحمر لمجلس الشورى من أجل استصدار تنظيم يسهل عمله ويمكنه من تقديم خدماته الضرورية العاجلة في وقتها.

  • «التحلية» بين موسوعة غينيس ورضا المواطنين

    من حق وزارة البيئة والمياه والزراعة أن تتباهى بأكبر محطة مياه في العالم، ومن حقنا أن نطير فرحاً بقدرة تلك المحطة على إنتاج خمسة ملايين متر مكعب من المياه في اليوم الواحد، وهو ما مكنها من الحصول على شهادة موسوعة غينيس للأرقام القياسية والتي استلمها وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس المؤسسة العامة لتحلية المياه، ولنا أن نعتبر أنه استلم تلك الشهادة نيابة عنا جميعاً لولا إن حساب المواطن لا يتطابق مع حسابات موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ذلك أن موضوع المياه بالنسبة للمواطنين موضوع شبكة متكاملة لا تتوقف عند حدود الإنتاج وكميته حتى وإن بلغت رقماً عالمياً.

  • قياس شامل لكشف ضعف الجامعات

    حين لا تتجاوز نسبة المتجاوزين لاختبار (قياس) من المعلمين 48% من الذين تقدموا لهذا الاختبار، فإن ذلك لا يعني تدني مستوى تأهيل أولئك المعلمين وإنما تدني مخرجاتهم من طلاب التعليم العام، فالضعف لا يمكن له إلا أن يولد ضعفا، بل إن من شأن ذلك أن يفسر لنا تدني نتائج الطلاب في اختبار (قياس) حتى بدا اختبار (قياس) أشد قسوة وإثارة لخوف الطلاب من اختبارات الثانوية العامة، ولا تثريب على الطلبة إن تدنت مستوياتهم ما دام الأساتذة الذين يتولون تعليمهم لم تتجاوز نسبة من اجتازوا هذا الاختبار منهم هذه النسبة المتدنية.