صحف ألمانية: من هو شريك الغرب.. العربية #السعودية أم #إيران؟

جاءت غالبية تعليقات الصحف الألمانية منتقدة لزيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة السعودية وكلمته إلى العالم الإسلامي. وقد أنشأت الولايات المتحدة والسعودية هيئة لمكافحة تمويل الإرهاب على هامش زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض.
وجاء في عنوان تعليق صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" أن الأمل الأكبر هو إيران: "من يمكن له بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين في الشرق الأوسط أن يكون شريكا للغرب ـ إيران أم المملكة السعودية؟ في طهران تدفق الإيرانيون، لاسيما الشباب في حماس وأمل كبيرين للاقتراع. والغالبية الواضحة صوتت لصالح الرئيس روحاني وبرنامجه الإصلاحي وبالتالي لصالح سياسة الانفتاح ـ في الداخل والخارج.
وأضافت الصحيفة: وروحاني بدون شك ليس ديمقراطيا نظيفا ـ لكن الانتخابات كانت مثيرة. حرة ونزيهة. في إيران يوجد ملايين الشركاء. وفي الجانب الآخر يرقص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الحكام الإقطاعيين لنظام ملكي مستبد لا يعرف برلمانا منتخبا ولا يفكر في تنظيم انتخابات رئاسية.
وتابعت الصحيفة تقول: "النساء لا يحق لهن قيادة السيارة ويجب عليهن التحجب كليا. ومن المملكة السعودية كان زعيم طالبان أسامة بن لادن قد حصل بلا صعوبة على الدعم. لهؤلاء الناس يبيع ترامب أسلحة في خطوة أولى بقيمة 110 مليار دولار وبعدها بقيمة 350 مليار دولار ـ حتى يتمكن السعوديون من الدفاع عن أنفسهم ضد إيران. والصفقة تتم بلا شروط وليس هناك مطالبة بتحسين لوضع حقوق الإنسان ولا بوقف القصف الجوي السعودي المدمر في اليمن. هذا عار.
وإيران ورغم كل الشكوك لا يجب أن تبقى في خانة الأعداء، فهناك تنمو امكانيات حدوث حول ما. وحتى الآن خاض الايرانيون والسعوديون، حروبا بالوكالة في سوريا والعراق واليمن/ تسليح السعودية على المدى المنظور سيشجع الرياض على المواجهة المباشرة.
والولايات المتحدة الأمريكية تعيد ارتكاب خطأ قديم: إنها تقوي دولة مارقة لتقليص حجم أخرى. وتُعد بذلك الأرض الخصبة لنزاع أكثر حدة"، بحسب الصحيفة.
واعتبرت مجلة "شبيغل" في موقعها الإلكتروني أن ترامب ركز بصفة أحادية على موضوع الإرهاب في كلمته التي ألقاها في القمة الأمريكية العربية والإسلامية، وكتبت تقول: "أكبر خوف يعتري الناس في المغرب ومصر وبنغلاديش والكثير من البلدان الإسلامية الأخرى ليس أن يسقطوا ضحايا اعتداء إرهابي، بل قلقهم من عدم عثورهم على عمل أو عدم قدرتهم على إطعام عائلاتهم. وانعدام الأفق هذا هو أكبر مشكلة في العالم الإسلامي وليس الإرهاب.
وأضافت: ومسؤولية انعدام هذا الأفق يتحملها أولئك الذين كانوا جالسين مع ترامب في تلك القاعة في الرياض. وما لا يراه ترامب وبعض زعماء الدول الغربيين هو أن مضيفه الملك سلمان الذي سيبيع له في السنوات المقبلة أسلحة بقيمة أكثر من مائة مليار دولار له فهم متباين تماما لمكافحة الإرهاب.
وتابعت المجلة: "بالنسبة إلى العائلة الحاكمة في السعودية فإنّ المسلم الذي يعلن أنه لم يعد يعتقد في الله إرهابي. ورغم كل الاعترافات الشفوية للملك سلمان، فإن هذه النظرة لن تتغير في المدى المتوسط. وبالتالي تبقى كلمات ترامب جوفاء: في المملكة السعودية تحديدا دعا إلى التسامح والعمل ضد التطرف. هو دعا الى ذلك إذن في بلد يُحظر فيه الإنجيل والصلبان ولا مكان لعقيدة أخرى غير الإسلام السني".
أما صحيفة "دي فيلت" فقد نوهت بدونالد ترامب، وكتبت تقول: "دونالد ترامب تجاوز التحدي الأول في السياسة الخارجية بنجاح. خطاب الرياض حول تهمة الإرهاب الإسلامي كان واضحا عوض أن يكون هداما، كما اتسم بالقوة عوض أن يختار أسلوب المواجهة... لكن خطابا واحدا لا يغير الواقع. إذ لن تتمكن النساء في المملكة السعودية من سياقة السيارة ولا ارتياد المسابح، فهذا لن يتغير من خلال نداء ترامب للوقوف جميعا ضد قهر النساء. لكنّ الوضوح الذي يروج به قادة الاسلام وساسته لقيمهم، يلزمه توافق مع الغرب إذا ما أراد الغرب أن يدافع عن نموذجه الاجتماعي الليبرالي. هذا الوضوح يبقى ضروريا وينتظر أن يأتي ايضا من شخصٍ لا سابقة له في فهم النساء والمسلمين.
وعلقت صحيفة "تاغسشبيغل" على خطاب ترامب بالقول: "خطاب ترامب يبدو على الأقل مثل عرض واسع: أمد يدي إليكم. تعاونوا معي في الحرب ضد التطورات الراديكالية ومن تم ضد الشر، وأنا أمدكم بكل ما تحتاجونه في المعركة. لكن حتى لو أن ترامب يثق في مهمته فمن غير المحتمل أن يتغير الكثير في الشرق الأوسط إلى الأفضل. وهذا يرتبط بالنقص في المعرفة حول المنطقة ووضعه المتقلب. وحتى لو أن ترامب كان أبرع دبلوماسي في العالم وتوفر على الفكرة النابغة، فإنه سيفشل، لأن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت كقوة نظام معترف بها. فزمن أمريكا يعود للماضي. وهذا لا ينطبق على الشرقين الأدنى والأوسط فحسب".
أضيف بتاريخ :2017/05/23