دولية

خبير ألماني: الصفقة الأميركية-السعودية تزيد من سباق التسلح


أجرت DW عربية الألمانية مقابلة مع الخبير والباحث الألماني في "الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية"، سيبستيان زونس، وقالت:  بدا واضحاً من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسعودية تركيزه عليها كشريك أساسي وعلى تسليحها بشكل ضخم. من المستفيد من ذلك؟

أجاب سيبستيان زونس: بالنسبة للسعودية يعني ذلك ارتفاع في مكانتها الدولية. يتملك الحكومة السعودية الشعور بأنها عادت-مجدداً- إلى مكانتها كشريك قريب للولايات المتحدة وبأن الولايات المتحدة عادت توفر لها الحماية من عدوتها إيران.

وأضاف سيبستيان زونس: سيؤدي ذلك إلى مفاقمة خطر اندلاع سباق تسلح جديد في المنطقة. وهذا قد يؤدي إلى زيادة حدة النزاعات في سوريا واليمن، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليل فرص التقارب السياسي بين السعودية وإيران.

وتابع قوله: تنظر كل من إيران وإسرائيل إلى هذا التسلح الضخم بعين ناقدة. فقد يدفع ذلك إسرائيل لطلب المزيد من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة.

وعلى أي حال، تتشارك إسرائيل والسعودية الخوف من إيران. كما يسود القلق في إيران بسبب خطاب ترامب المعادي لإيران. ويبدو واضحاً أن خطاب ترامب هو في صف السعودية ضد إيران. وهذا لن يساهم- بأي حال من الأحوال- في تهدئة الوضع في المنطقة.

وأشار: أوضح ترامب أنه يرى في السعودية أهم شريك له. ويرى في إيران جزءاً من "الشر". وهناك مشاكل في العلاقة مع تركيا، كما أن العلاقات مع روسيا مضطربة. يتوجب على كل من روسيا وإيران وتركيا التفكير ملياً في كيفية التعامل مع السعودية والولايات المتحدة في ظل ترامب. تصرفات ترامب حتى اللحظة غير مترابطة من الناحية المنطقية وتفتقر لخط واضح. وهذا سيجعل من الصعب على اللاعبين الإقليمين وضع خطط بعيدة المدى لسياساتهم.

وعن سؤال هل تشكل السعودية في الواقع دعامة وضامنة للاستقرار؟ أم هل سيؤدي التحول الهيكلي على الصعيد الاقتصادي والمشاكل الأخرى، التي تعاني منها، إلى زعزعة استقرارها؟

قال: تشهد السعودية مرحلة تغير جوهرية وتواجه كثيرا من التحديات الداخلية والخارجية. وهنا لا بد-قبل كل شيء- حل المعضلات الاجتماعية-الاقتصادية وتحقيق تطلعات الشباب من الرجال والنساء. يضاف إلى ذلك تزايد خطورة التطرف الإسلاموي داخل المملكة.

وبين بأنه يتعين على العائلة الحاكمة حل تلك المشاكل من خلال القيام بإصلاحات ذات طبيعة مستدامة. إذا لم تنجح العائلة الحاكمة في ذلك، عندها فقد تتضاءل الثقة في قدرة العائلة الحاكمة على تقديم الحلول. غير أني لا أعتقد أن ذلك قد يؤدي لثورة أو لإسقاط العائلة الحاكمة. تتمتع العائلة الحاكمة بالثقة وتُعتبر الضامن الوحيد للأمن هناك.

وتابع قوله: أثبت السعودية في الماضي قدرتها على حل النزاعات بالطرق السياسية والدبلوماسية. يجب أن تعود السعودية لهذه السياسة. في رأيي فإن تزويد السعودية بالسلاح ليس حلاً، ناهيك عن أن ترامب لم ينتقد وضع حقوق الإنسان بالسعودية. وهنا يأتي دور أوروبا  للعمل بالطرق الدبلوماسية لمحاولة منع تدهور وضع حقوق الإنسان هناك.

وعن مدى إخراج مشروع "الناتو الإسلامي" على أرض الوقع، يقول: لا يمكن التنبأ بذلك الآن. وعلاوة على ذلك تتزايد في العالم العربي الخلافات فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية كما نرى، كمثال على ذلك- الخلاف بين السعودية والإمارات العربية المتحدة في موضوع اليمن.

و عن سؤال هل ستقبل القوى الإقليمية الأخرى التدخل العسكري لـ"الناتو الإسلامي"؟

يقول: يعتمد ذلك على مدى توزيع الأدوار القيادية. بالتأكيد ستطالب السعودية بالقيادة، ولكن لا بد من الاتفاق على ذلك مع شركائها، ومن ضمنهم مصر، لكي لا يؤدي ذلك لاضطرابات مع أعضاء آخرين. وعلاوة على كل ذلك لا يمكن حسم النزاع عسكرياً مع إيران. مثل هذا التطور سيكون كارثة على المنطقة.

يُشار إلى أن سيبستيان زونس: باحث ألماني في "الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية" في برلين. تتركز أبحاثة على السعودية، ومنها التطور الاجتماعي والسياسة الخارجية للمملكة. ويتناول كذلك في أبحاثة مواضيع الجهادية الإسلاموية وقضايا العمالة المهاجرة من جنوب شرق أسيا إلى الدول الخليجية. درس زونس العلوم الإسلامية والتاريخ الحديث والعلوم السياسية في ألمانيا، وتعلم اللغة العربية في دمشق.

أضيف بتاريخ :2017/05/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد