دولية

صحيفة: موقف أمريكي مفاجئ حول #الأسد

 

أفاد مصدر في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن البيت الأبيض اعتمد إستراتيجية جديدة بخصوص سوريا، لا تشمل استبعاد الرئيس بشار الأسد عن السلطة، وتقترح تعاوناً وثيقاً أكثر مع روسيا، بما في ذلك في المجال العسكري.

ونقلت صحيفة "ديلي بيست"، اليوم، عن المصدر قوله: إنه في إطار الخطة الأمريكية الجديدة لن يكون هناك معارضة لاقتراحات روسيا وشركائها حول "مناطق تخفيف التصعيد" في سوريا وقيام العسكريين الروس بدوريات في عدد من مناطق البلاد.

ووفقاً لمعطيات الصحيفة، يدور الحديث، وعلى وجه الخصوص، حول حلب التي تمت استعادتها من المسلحين من قبل الجيش السوري بدعم من روسيا.

ونوهت الصحيفة إلى أن أمريكا لا تعتزم تسليم السلطات السورية أجزاء من البلاد والتي تم تخليصها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي من قبل حلفاء أمريكا. ويقترح إبقاء مسؤولية السيطرة على هذه المناطق بيد التشكيلات المرتبطة بواشنطن، مثل "قوات سوريا الديمقراطية"، حسبما أوردت "سبوتنيك".
 ويؤكد ذلك، وفقا للصحيفة، ما نشرته وسائل إعلام أخيرا عن الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والذي صرح فيه تيلرسون، بأن مصير الأسد مرتبط بموقف روسيا.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن إيفان كونوفالوف الخبير في الشؤون الإستراتيجية، تعليقه حول ما يشاع في وسائل الإعلام الأمريكية، أن جميع التطورات في سوريا سارت في الآونة الأخيرة على غرار ما شهدته الجبهات الألمانية سنة 1944، حينما قرر حلفاء موسكو الأنجلوساكسونيون فتح الجبهة الثانية على ألمانيا النازية التي كانت تحتضر مع تقدم الجيش الأحمر الذي وصل آنذاك إلى مشارفها واجتاح أراضيا واسعة لها قبل بلوغ عاصمتها برلين.

وأضاف: "هم الآن، أي الحلفاء إن صح التعبير، التحقوا بالقتال في مراحله الأخيرة حتى خلصت جهودهم آنذاك إلى تقسيم أوروبا وهذا ما ينتظر سوريا على ما يبدو في صيفنا هذا".

وتابع: "الأمريكان لا يريدون شيئا في سوريا سوى البقاء في المناطق التي يشغلها حلفاؤهم الآن على الضفة الشرقية للفرات".

واعتبر كونوفالوف أن روسيا "الفنان الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة مخاطبته على الحلبة السورية، لصمود مناطق وقف التصعيد، حيث أن الاتفاق مع إيران سيعني ابتلاع السكين على الحدين بالنسبة إلى واشنطن، التي سيستحيل عليها كذلك الاتفاق مع أنقرة في ظل الدعم الأمريكي المستمر للأكراد.

وأضاف: "واشنطن سوف تحاول من خلال الاتفاق مع موسكو، تعزيز مواقفها في المفاوضات مع الأتراك، وتأجيج المواجهة مع إيران. العلاقات الروسية الأمريكية في الوقت الراهن باتت على مفترق طرق، وصار العالم يرى كيف يقرن الرئيس بوتين القول بالفعل وينتهج سياسة عقلانية وواضحة للجميع، فيما نظيره الأمريكي ترامب مقيد في مناوراته رئيسا لبلاده إلى درجة تجعل قراراته موضعا للطرفة والتندر".

وختم بالقول: "حتى ولو اتفق بوتين وترامب على خطة ما في سوريا، فإنه سيتعذر على الرئيس الأمريكي تطبيقها، والتاريخ شاهد على واشنطن التي فقدت مصداقيتها بعد التقلّب المتكرر في مواقفها والإخلال بوعودها. هذا الواقع يحملني على استبعاد إتمام أي اتفاق بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية وربما سواها من النقاط الخلافية على حلبة السياسة الدولية. قمة بوتين ترامب، سوف تمثل انطلاقة جديدة في العلاقات الروسية الأمريكية، ولكن من نقطة الصفر".

تقسيم سوريا حلم أمريكي بعيد المنال

كما نقل موقع "روسيا اليوم" عن فياتشيسلاف ماتوزوف رئيس رابطة التعاون الروسي العربي، قوله: إن روسيا ترفض جملة وتفصيلا أي خطط لتقسيم سوريا، وأن الدول العربية وبلدان الجوار السوري لن تقبل هي الأخرى بالتقسيم، الأمر الذي يلغي الانخراط الأمريكي الكامل في سوريا باستثناء إسهام يتمثل في رفد التسوية هناك".

وتابع يقول: "إذا ما أرادت الولايات المتحدة الإقرار بشرعية السلطات السورية، سيتعين عليها في مثل هذه الحال الاعتراف بسيادة هذه السلطات على جميع الأراضي السورية بما فيها تلك الخاضعة للأكراد في الوقت الراهن".

وأضاف: "كما سيتوجب على الأمريكان كذلك، تسليم الأراضي التي يحررونها من "داعش" للسلطات السورية. لا يمكن تجاهل عامل مهم يفسر معارضة بلدان الجوار السوري للتحالف الأمريكي الكردي، هو العامل القومي حيث تقطن المناطق التي تحررها القوات الكردية الموالية لواشنطن أغلبية عربية، لن يقبل السوريون وبلدان الجوار خضوعها للأكراد".

وختم ماتوزوف بالقول: المقترحات الأمريكية لن تعني سوى شيء واحد، هو أن واشنطن سوف تشاغل روسيا وتسعى إلى بث الخلاف بينها وإيران لتتحين الفرصة في هذه الأثناء وتنقضّ على النظام السوري الذي لن تتنازل عن هدف الإطاحة به.

أضيف بتاريخ :2017/07/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد