التايمز: السلطة #السعودية تنشر ثقافة التجسس بين مواطنيها

قالت صحيفة التايمز إن السلطات السعودية طلبت من مواطنيها التجسس على بعضهم عبر تطبيق حكومي؛ الأمر الذي يعيد إلى الأذهان أجواء القمع الأورويلية، في إشارة إلى كتابات الروائي البريطاني الشهير جورج أوريل، الذي أبدع في ذلك النوع من الأعمال الأدبية.
تقرير الصحيفة البريطانية لمراسلتها في القاهرة بيل ترو، لفت إلى أن وزارة الداخلية السعودية طلبت من مواطنيها استخدام تطبيق "كلنا آمن"، الذي يعمل عبر الهواتف المحمولة، للإبلاغ عن جيرانهم أو الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يُعتقد أن لهم علاقة بنشاطات "إرهابية"، مشيرا إلى أن النائب العام عرف في رسالة الإرهاب بأنه "النية للعبث بالنظام العام" و"تهديد الوحدة العامة".
وتورد الكاتبة نقلا عن نقاد، قولهم إن الحكومة السعودية تقوم بتعبئة السكان للتجسس على الإنترنت، للحد من نشاطات المعارضة.
لافتة إلى أن تلك التحذيرات جاءت قبل بدء احتجاجات ضد الدولة، وهي حدث نادر في البلاد، حيث دعت مجموعة من المنفيين، تطلق على نفسها "حراك 15 سبتمبر"، السعوديين للخروج إلى الشوارع، والاحتجاج ضد الفقر والاضطهاد السياسي وحرمان المرأة من حقوقها.
وتقول الصحيفة إن البعض قام بعد ساعات من الإعلان بإبلاغ الداخلية عن أشخاص لهم علاقة بالتظاهرات، لافتة إلى أن الوزارة قالت للناس إن التطبيق يسمح لهم بتصوير حسابات التواصل الاجتماعي التي يريدون الإبلاغ عنها.
وتنقل "بيل ترو" عن مديرة برنامج الشرق الأوسط. في منظمة "هيومان رايتس ووتش" سارة لي ويتسون، قولها إن تعريفا واسعا للإرهاب قد يشجع الناس للتجسس بعضهم على بعض، "ويدخل السعودية إلى مستوى جديد من الواقع الأورويلي، عندما تنقل مهمة الرقابة للمواطنين على التعليقات التي يكتبها المواطنون على الإنترنت".
وتفيد الصحيفة بأن ناشطين نشروا أسماء 30 شخصا، قالوا إن السلطات اعتقلتهم قبل الاحتجاجات، لافتة إلى أن التظاهر يعد غير قانوني في السعودية، حيث قال مسؤول أمني لوكالة "رويترز" عن المعتقلين إنهم احتجزوا لعلاقتهم بالإرهاب.
وبحسب التقرير، فإن عددا من الناس استجابوا لمطلب الداخلية، وقال سلطان مفلح من الرياض: "أعمل على تطبيق (كلنا أمن)، وأبلغت عن كل شخص يشارك في حراك 15 سبتمبر، وحتى صور سياراتهم ووجوههم"، وكتب آخر: "عندما يتعلق الأمر بتأمين الوطن لا مجاملة أو صمت، حتى مع الأقارب أو الأصدقاء".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن البعض عبروا عن تحفظاتهم، حيث كتبت امرأة: "عندما يتم التفكير بوضع المرأة، ويسمح لنا بالقيادة، عندها سأكون سعيدة بالإبلاغ".
الجدير بالذكر أن "جورج أورويل" (1903-1950) هو صحفي وروائي بريطاني كان لأعماله الروائية تأثيرا على الثقافة السياسية السائدة ومصطلح "أورويلية"، الذي يصف ممارسات الحكم الاستبدادي والشمولي.
أضيف بتاريخ :2017/09/16