قدم مارك روكربرغ مدير شركة "فيسبوك" ومؤسس أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم اعتذاره أمام البرلمان الأوروبي عن تسرب البيانات الشخصية لعشرات الملايين من المستخدمين.

وقال زوكربرغ في مستهل اجتماعه مع البرلمانيين الأوروبيين الذي استمر نحو ساعتين، والذي أجاب خلاله عن أسئلة البرلمانيين: "لم تكن لدينا رؤية واسعة إلى حد كاف لمسؤوليتنا. وهذا كان خطأنا وأنا اعتذر عنه"، وأضاف: "خلال العامين الأخيرين أصبح واضحا أننا لم نعمل ما يكفي لمنع سوء استخدام الأدوات التي قمنا بإنشائها".

وشدد مؤسس موقع "فيسبوك" على ضرورة أن يكون هناك إطار لتنظيم عمل شبكة التواصل الاجتماعي بشكل يسمح بحماية المستخدمين، وفي الوقت ذاته لا يحول دون تطوير واستيعاب التكنولوجيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، لاقتا ان السؤال هل يجب أن يكون هناك تنظيم، بل ما هو التنظيم الصحيح.

وتطرق زوكربرغ إلى موضوع استغلال "فيسبوك" للتدخل في الانتخابات في مختلف الدول، وادعى بأنه في عام 2016 تباطأ "فيسبوك" في تشخيص ما وصفه بـ "التدخل الروسي" في الانتخابات الأمريكية، ولم يكن مستعدا لـ "عمليات التضليل المنسقة".

وأضاف أنه منذ ذلك الحين تم اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الانتخابات ومنع استخدام "فيسبوك" لمثل هذه الحملات، حيث تم حذف أكثر من 30 ألف صفحة مزورة قبيل الانتخابات الرئاسية في فرنسا. كما تم رصد وحذف صفحات مشبوهة تدار من مقدونيا، كانت تنشر معلومات كاذبة أثناء الانتخابات في ولاية ألاباما الأمريكية.

وتحدث زوكربرغ أيضا عن تطوير مزيد من الأدوات الخاصة بالذكاء الاصطناعي من أجل حجب وإزالة أكبر حجم من المواد من الموقع، وأشار إلى أن قضية الأمن هي ليست قضية يمكن حلها بشكل مطلق، مؤكدا أن "فيسبوك" يستمر بتحسين تقنياته في هذا المجال.

وأضاف أن نحو 400 مليون شخص في أوروبا يستخدمون "فيسبوك" في الوقت الحالي، وتنوي الشركة توظيف 10 آلاف شخص مع نهاية العام الحالي في 12 مدينة أوروبية.

وتأتي كلمة مارك زوكربرغ أمام البرلمان الأوروبي قبل 4 أيام من دخول قواعد جديدة لحماية البيانات حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي. وتفترض القواعد غرامات تصل إلى 4 بالمئة من حجم المبيعات للشركات التي تعمل مع البيانات الشخصية للمواطنين، وذلك بعد فضيحة تسرب بيانات 78 مليون مستخدم، بينهم 2.7 مليون في الاتحاد الأوروبي، لشركة "كامبريج أناليتيكس"، واستغلالها للتدخل في العمليات الانتخابية حول العالم.