أوباما ينتقد #السعودية و #أردوغان ويوضح سبب التراجع عن ضرب #سوريا
انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحكومة السعودية واعتبرها مصدر للفكر المتطرف كما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واصفا إياه بالفاشل والاستبدادي.
كان ذلك في مقابلة مع صحيفة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، و ترجمت بعضًا منها "الأخبار" اللبنانية، قال أوباما إن بعض الحلفاء في الشرق الأوسط سببوا له خيبات أمل كبيرة وإحباط، ومنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث كان أوباما يعتقد أنّ أردوغان "قائد مسلم معتدل يمكن أن يكون جسراً بين الشرق والغرب" فاكتشف مؤخرًا أنه "فاشل واستبدادي، يرفض استخدام جيشه الضخم من أجل المساهمة في إعادة الاستقرار إلى سوريا".
وفي الحديث عن المملكة السعودية قالت الصحيفة إنّ أوباما عبّر عن غضبه تجاه "العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كحليف"
ووفقًا للصحيفة فإنّ أوباما انتقد السعودية "في اجتماع لمنظمة «ايباك» مع رئيس الحكومة الأسترالية مالكولم تيرنبول، حيث وصف أوباما كيف تحوّلت إندونيسيا، تدريجياً، من دولة مسلمة متسامحة إلى دولة أكثر تطرفاً وغير متسامحة.
وحين سأله تيرنبول «لماذا يحصل هذا الأمر؟»، فأجابه أوباما «لأن السعودية وغيرها من الدول الخليجية ترسل الأموال وعدداً كبيراً من الأئمة والمدرّسين (الإسلاميين) إلى البلد». وأضاف أوباما أنه «في عام 1990، موّلت السعودية المدارس الوهابية بشكل كبير، وأقامت دورات لتدريس الرؤية المتطرفة للإسلام، والمفضّلة لدى العائلة المالكة». عندها سأله تيرنبول «أليس السعوديون أصدقاءكم؟»، فأجابه أوباما بأن «الأمر معقد»".
ونقلت الصحيفة إن أوباما يهاجم السعودية في الغرف المغلقة قائلاً إن "أيّ بلد يقمع نصف شعبه، لا يمكنه أن يتصرّف بشكل جيّد في العالم الحديث".
وعن موضوع التدخل العسكري في سوريا وفقًا لما نقلته الصحيفة فإنّ أوباما "وجد نفسه تحت ضغوط داخلية وخارجية دفعته إلى إعلان نية التدخل العسكري في سوريا في عام 2013 إثر التقارير التي تحدثت عن استخدام غاز السارين في الغوطة". مضيفةً إنّ "الاجتماعات مع مسؤولي السياسة الخارجية وفريقه الأمني كانت تطلب منه التحرّك عسكرياً".
ولكن "أوباما لم يكن يعتقد بأن الرئيس يجب أن يعرّض الجنود الأميركيين لخطر كبير من أجل تجنّب كوارث إنسانية، إلا في حال كانت هذه الكوارث تشكل خطراً على الولايات المتحدة".
إذ إن أوباما كان يرى أن "سوريا تشكل منحدراً مثلها مثل العراق، وهو توصّل خلال ولايته الأولى، إلى اعتقاد مفاده أن التهديدات تبرر تدخلاً أميركياً مباشراً، هي القاعدة، والتهديد لوجود إسرائيل، وأيضاً التهديد الذي يشكله السلاح النووي الإيراني والذي يرتبط بأمن إسرائيل. لذا لم يصل الخطر الذي يشكله نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى مستوى هذه التحديات".
تتابع الصحيفة " آب 2013 كان مهماً جداً في «عقيدة» أوباما، حينها عدل عن القيام بعمل عسكري، بعدما كان قد مهّد لذلك في خطاب ألقاه في البيت الأبيض على خلفية حديث مساعديه ووزير الخارجية جون كيري عن مصداقية أميركا ومستقبل مصالحها وحلفائها الذي أصبح على المحك".
"وبناءً على خطاب أوباما كان هناك الكثير من المسرورين بقرار التدخل العسكري، ومن هؤلاء السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير الذي أصبح وزيراً للخارجية. يومها، أخبر الجبير أصدقاء له، وأيضاً مسؤوليه في الرياض، أن الرئيس أخيراً جاهز لضرب سوريا، وتابع الجبير «أوباما أدرك مدى أهمية هذا الأمر»، مضيفاً «هو بالتأكيد سيضرب»".
إلا أنّ أوباما وجد نفسه "يتراجع عن فكرة القيام بهجوم غير مصرّح به من القانون الدولي أو الكونغرس".
إضافةً لأنّ "الشعب الأميركي بدا غير متحمّس للتدخل في سوريا، وأيضاً عدداً من القادة الغربيين الذين يحترمهم أوباما، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ثم جاء رفض البرلمان البريطاني السماح لكاميرون بالهجوم على سوريا".
وتضيف الصحيفة "ساهم مدير الاستخبارات الوطنية في تردّد أوباما في ضرب سوريا، عندما زاره وأخبره بأنه على الرغم من أن المعلومات عن استخدام غاز السارين في سوريا تعتبر ضخمة، إلا أنها لا تشكل «ضربة مضمونة (Slam dunk). كلابر الذي يترأس مجتمعاً استخبارياً مصدوماً من فشله فيما يتعلق بالحرب على العراق، حرص على استخدام مصطلح slam dunk، وهو لم يطلق وعوداً كبيرة لأوباما، كما فعل سابقاً مدير وكالة الاستخبارات جورج تينيت الذي ضمن للرئيس الأسبق جورج بوش «ضربة مضمونة» في العراق".
من هنا بحسب الصحيفة إنه "بينما كان البنتاغون وفريق أوباما الأمني يستعدان للحرب، كان الرئيس قد توصل إلى اعتقاد بأنه كان يمشي إلى فخ يقوده إليه حلفاؤه وأعداؤه، وعندها، أخبر أوباما مساعديه بعدوله عن الضربة العسكرية".
أضيف بتاريخ :2016/03/11