آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
كمال خلف
عن الكاتب :
إعلامي وكاتب فلسطيني

غبار معركة عفرين لا يحجب التقارب السوري التركي


 كمال خلف

هل صحيح أن الرئيس أردوغان كان ينوي إصدار قرار بإنشاء لجنة في البرلمان التركي لإصلاح العلاقة مع دمشق قبل بدء العملية العسكرية التركية في عفرين ؟؟  هذا ما كشفت عنه أوساط تركية في سياق التعليق على التوتر الحالي بين الجانبين على خلفية الهجوم التركي في عفرين السورية .

 أصدق مثل هذا الأمر ، فالعلاقات السورية التركية بدأت تذهب نحو الترميم منذ بداية العام الماضي ، وكل ما قيل خلال عام عن محاولات التقارب كان له رصيده في واقع الحال، عدا بعض المبالغات .

هناك ما أعاق تسارع وتيرة إعادة العلاقة ، فما كان بين الطرفين خلال السنوات الماضية  معقد ولايمكن إصلاحه بفترة وجيزة .

 وقناعة دمشق أن كل ما حدث من دمار في سوريا كان بسبب فتح الحدود التركية لكل من أراد إسقاط النظام في سوريا من أقاصي الأرض . جعلها غير متحمسه لإعادة وصل ما انقطع إلا ضمن شروطها ،  بينما لا ترى تركيا نفسها مضطرة لدفع ثمنا باهظا لعودة العلاقة ، وتفكر في مقاربة أخرى تقوم على تنازلات من دمشق في شكل النظام السياسي و إدخال تيار الإخوان إلى الحياة السياسية ، وهو مطلب قديم منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا .

 وهناك  كذلك ما جعل النوايا والتحركات والاتصالات  لا تظهر إلى العلن ، ولكن هذا لن يستمر طويلا .  خاصة أن الجانبين أنجزا أكثر من لقاء مباشر بعيدا عن الضوء .

رغم حجم التصعيد الحاصل حاليا في الشمال السوري على خلفية الدخول العسكري التركي إليها ، وإعلان دمشق أن هذا يشكل عدونا على الأرض السورية ،  لابد من الوقوف طويلا عند تصريح وزير الخارجية التركية مولد جاويش أغلو قبل بدء العملية العسكرية التركية في عفرين . والتي قال فيه إن أنقرة أرسلت رسالة خطية لدمشق تعلمها بالعملية . لم يذكر جاويش أوغلو أن كانت الرسالة ذهبت للبريد السوري عبر وسيط إيراني أو روسي . إنما اكتفى بذكر دمشق مباشرة . وهذا له دلالة على ما نعتقد . إذ هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول تركي عن تواصل مباشر مع الحكومة السورية . وهو اعتراف تركي بأن الحكومة السورية هي صاحبة الشرعية التي تتطلب من أنقرة إرسال رسالة إليها، علما أن الجيش السوري لا يسيطر على عفرين .  وبهذا المعنى فإن إدلب ينطبق عليها الشيء ذاته .

وهنا لابد من تسجيل ملاحظة حول انشغال تركيا بالكامل بعمليتها العسكرية في عفرين وتوقف انتقادها  للزحف السوري نحو إدلب  ، بينما يتقدم الجيش السوري هناك مسجلا إنجازا جديدا بتحرير مطار أبو الضهور العسكري والتحرك في محيطه بمقابل انهيار دفاعات جبهة النصرة  التي بدأت تتحسس الخطر في معقلها الرئيس والأخير في مدينة إدلب .

رسالة جاويش أوغلو الكتابية للقيادة السورية  إشارة سياسية  إيجابية وهامة  تتجاوز ترتيبات تركيا  لمعركة عفرين . وتتجاوز التصعيد العسكري القائم في الشمال السوري .

وهي ليست الإشارة اليتيمة من الجانب التركي ، وأن كانت الأكثر أهمية  من حيث شكلها ومضمونها والإعلان عنها .

 إذ قال وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” قبل نهاية العام 2017 بأيام  إن بلاده لم تعد ترى خطراً في الحكومة السورية، ورأى “أوغلو” في حديث مع قناة NTV التركية أن حادثة إسقاط دمشق للطائرة التركية منتصف شهر حزيران عام 2012 أصبح من الماضي

ليس من المرجح أن تدمر عملية عفرين التركية الخيوط الرفيعة التي امتدت   بين دمشق وأنقرة  كما نعتقد إنما ستقويها  . خاصة أنه يصعب علينا تصور أن أنقرة تقوم بالهجوم على عفرين بقرار منفرد دون تنسيق أو صفقة رتبت فيها الأطراف أولوياتها ومصالحها .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/01/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد