#تقرير_خاص: الفساد في مشاريع رؤية 2030: هل حان وقت الحساب؟

علي الزنادي
تسعى المملكة العربية السعودية، تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، إلى تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ومع ذلك، فإن المشاريع الكبرى مثل "نيوم" و"ذا لاين" قد تحولت إلى منصات للعبث المالي والخداع البصري، مما يثير تساؤلات جدية حول جدوى هذه المشاريع وأثرها على الاقتصاد الوطني.
تظهر التقارير أن "نظمي النصر"، الذي كان يُعتبر رجل الثقة في إدارة المشاريع الكبرى، قد استغل منصبه لتمرير صفقات مشبوهة وعقود غامضة. هذا الفساد الصامت في أرامكو وغيرها من المؤسسات الكبرى يعكس أزمة ثقة عميقة داخل النظام الإداري السعودي. فكيف يمكن لمشاريع ضخمة أن تُموّل وتُنفذ دون رقابة فعالة؟
العمالة المهاجرة في مشاريع نيوم تعاني من ظروف عمل قاسية، حيث يُجبرون على العمل لساعات طويلة دون مراعاة للقوانين المحلية. هذه الانتهاكات لا تعكس فقط عدم احترام حقوق الإنسان، بل تشير أيضًا إلى فشل الإدارة في ضمان بيئة عمل آمنة وصحية. كيف يمكن للمملكة أن تروج لنفسها كوجهة استثمارية عالمية بينما تتجاهل حقوق العمال؟
التقارير عن اختفاء 100 ألف عامل أثناء العمل في مشروع نيوم تثير القلق حول مصير هؤلاء الأفراد. هل تم ترحيلهم بشكل غير قانوني؟ أم أنهم ضحايا ظروف العمل السيئة؟ إن عدم الشفافية في التعامل مع هذه القضايا يزيد من الشكوك حول نوايا الحكومة ويعزز صورة الفساد المستشري.
التعديلات الأخيرة على مشروع "الخط" تشير إلى وجود ضغوط جيوسياسية واقتصادية تؤثر على تنفيذ الرؤية الطموحة. إذا كانت المملكة تواجه صعوبات في تحقيق أهدافها الطموحة، فما هو مستقبل هذه المشاريع الضخمة التي تم الترويج لها بشكل مبالغ فيه؟
مع تصاعد الحديث عن إعادة فتح ملفات الفساد المتعلقة بـ "نظمي النصر"، يبدو أن الوقت قد حان لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات. لكن السؤال يبقى: هل ستكون هناك إرادة سياسية حقيقية لمواجهة الفساد أم ستستمر لعبة المصالح؟
إن معالجة قضايا الفساد والانتهاكات الحقوقية ليست مجرد ضرورة أخلاقية، بل هي أيضًا شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والنجاح الاقتصادي. يجب على المملكة أن تتخذ خطوات جادة نحو الشفافية والمساءلة إذا أرادت استعادة ثقة المواطنين والمستثمرين.
في النهاية، إن نجاح رؤية 2030 يعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بشجاعة وشفافية. فهل ستنجح المملكة في تحويل الأزمات الحالية إلى فرص للنمو والتطور؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
أضيف بتاريخ :2025/02/12