#تقرير_خاص: نيوم: هل تُباع الأحلام على منصة تيك توك؟

علي الزنادي
شهدت منصة "تيك توك" في الآونة الأخيرة، موجة من مقاطع الفيديو التي تمجد الحياة في مدينة نيوم السعودية، مع التركيز على نمط الحياة الفاخر والتجارب المثالية التي يعيشها المؤثرون. هذه الظاهرة ليست بريئة، بل تعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى الترويج للمدينة وجذب الاستثمارات والسياح.
ولكن، هل هذه الصورة الوردية تعكس الواقع؟ بالتأكيد لا. ففي الوقت الذي يُعرض فيه هذا النمط المثالي، تطفو على السطح تقارير مقلقة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تصاحب المشروع، بدءًا من التهجير القسري للسكان الأصليين، وصولًا إلى التضييق على الحريات الأساسية.
السلطات السعودية، بحسب تقارير حقوقية، تستغل المؤثرين كأدوات دعائية لتبييض سجلها الحقوقي، وإخفاء الجوانب المظلمة للمشروع. إنها محاولة لخداع الرأي العام العالمي، وصرف الأنظار عن الحقائق الصارخة.
الأمر لا يقتصر على الجانب الحقوقي، بل يمتد إلى التساؤلات حول جدوى المشروع نفسه. فبعد الإعلان عن طموحات ضخمة، يبدو أن المطورين قد خفضوا سقف التوقعات، مع تقليص عدد السكان المستهدفين بشكل كبير.
هذه التناقضات تثير شكوكًا حول مصداقية المشروع، وتدعو إلى التفكير النقدي في كل ما يُعرض علينا من صور براقة. يجب ألا ننساق وراء هذه الدعاية، وعلينا أن نبحث عن الحقائق بأنفسنا.
إن الترويج لنيوم عبر "تيك توك" يعكس تحولًا في أساليب الدعاية، ولكنه في الوقت نفسه يطرح تساؤلات أخلاقية عميقة. هل نقبل بأن تكون منصات التواصل الاجتماعي ساحة لتلميع صورة مشاريع مشكوك فيها؟
المطلوب هو توعية الجمهور، وتشجيعهم على البحث والتحقق من المعلومات، وعدم الاكتفاء بما يُعرض عليهم. يجب أن نرفض أن نكون مجرد متفرجين على مسرحية تُخفي الحقائق.
نيوم، في جوهرها، مشروع طموح. ولكن، يجب ألا يتحقق هذا الطموح على حساب حقوق الإنسان، أو من خلال تزييف الواقع.
في الختام، يجب أن نتذكر دائمًا أن الصور المثالية على "تيك توك" قد تكون مجرد قناع يخفي وراءه حقائق أكثر تعقيدًا.
أضيف بتاريخ :2025/02/18