التقارير

#تقرير_خاص: نيوم في تبوك.. فشل التخطيط المالي يهدد مستقبل المشروع

علي الزنادي

يبدو أن مشروع نيوم في تبوك يواجه أزمة حقيقية تتعلق بالتخطيط المالي والإدارة، حيث تتجه الشركة إلى تسريح عدد كبير من الموظفين ونقل أكثر من ألف منهم إلى العاصمة الرياض. هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة السعودية، بهدف تقليل التكاليف وسط ظروف مالية صعبة يعاني منها المشروع.

من الواضح أن هذه الإجراءات تعكس فشلاً واضحاً في التخطيط المالي للمشاريع الكبرى التي أُطلقت ضمن رؤية 2030. فبدلاً من تعزيز استدامة المشاريع وتوفير بيئة عمل مستقرة، يبدو أن هناك تراجعاً في إدارة الموارد المالية، مما يهدد استمرارية نجاح تلك المبادرات الطموحة.

ما يزيد الأمر سوءاً هو أن الموظفين الذين سيتم نقلهم إلى الرياض سيفقدون جميع المزايا التي كانوا يحصلون عليها في تبوك، مثل السكن والوجبات، وهو ما يعني انخفاضاً حاداً في رواتبهم الفعلية. هذا التغيير قد يؤثر سلباً على معنويات العاملين ويقلل من إنتاجيتهم، خاصة وأنهم سيواجهون تحديات جديدة تتعلق بالانتقال والتكيف مع بيئة عمل مختلفة.

هذه القرارات تظهر أن الحكومة والشركات المعنية لم تأخذ بعين الاعتبار الأثر النفسي والاقتصادي على الموظفين، وهو ما قد يؤدي إلى هجرة الكفاءات أو تراجع الأداء العام للمشروع. كما أن تقليل المزايا قد يخلق حالة من عدم الاستقرار الوظيفي ويؤثر على سمعة المشروع كمبادرة وطنية طموحة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل، فإن إدارة الموارد البشرية بشكل غير مدروس قد يعكس ضعفاً في التخطيط الاستراتيجي ويهدد مصداقية تلك الرؤية على المدى الطويل. فالمشاريع الكبرى تحتاج إلى استقرار وبيئة محفزة لجذب الكفاءات وتحقيق الأهداف المنشودة.

من المهم أن تتخذ الجهات المعنية خطوات واضحة لضمان استدامة المشاريع وتوفير بيئة عمل مناسبة للموظفين، بدلاً من الاعتماد على إجراءات تقشف قاسية تؤدي إلى تفكيك فريق العمل وتقويض الثقة بين العاملين والإدارة. الاستثمار الحقيقي يكون في بناء قدرات الموظفين وتحقيق التوازن بين التكاليف والأداء.

ختاماً، فإن الأزمة الحالية لمشروع نيوم تذكرنا بأهمية التخطيط المالي المدروس والاستثمار المستدام في الموارد البشرية. فبدلاً من اللجوء إلى إجراءات مؤقتة تؤثر سلبياً على مستقبل المشروع وسمعة المملكة الاقتصادية، يجب إعادة تقييم السياسات والعمل على وضع خطط طويلة الأمد تدعم نجاح المبادرات الوطنية وتضمن استقرار العاملين فيها.

أضيف بتاريخ :2025/07/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد