#تقرير_خاص: موسم الرياض 2025: الترفيه المموّه وجهًا للخداع والتسلية على حساب الحرية"

علي الزنادي
في زمن تتزايد فيه القيود على الحريات العامة، وتتصاعد فيه موجات القمع والتنكيل، تأتي السعودية لتعلن عن نسخة جديدة من موسم الرياض، التي يُتوقع أن تكون الأضخم في تاريخه. فعلى الرغم من التصعيد في حملات التضييق على الأصوات المعارضة، واستمرار عمليات الإعدام، تسير البلاد بخطى سريعة نحو تقديم وجه جديد للعالم، عبر استعراضات ترفيهية ضخمة واستثمار مئات ملايين الدولارات في فعاليات ترفيهية ضخمة. لكن هل يمكن أن يُغطي هذا الضخ الإعلامي صحوة الواقع المرير الذي يعيش فيه المجتمع السعودي؟
تتمثل أهداف تنظيم موسم الرياض 2025 في محاولة واضحة لتصدير صورة مغايرة، تبرز فيها البلاد كوجهة سياحية وترفيهية عالمية، تستخدم التسلية والترويج الإعلامي كوسيلة للتغطية على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. فالعلامة التجارية التي تقدر بمليارات الدولارات، والفعاليات المُقامة في أكثر من 11 منطقة، تُظهر نية الدولة في تحويل انتباه المجتمع والحفاظ على صورتها الخارجية، من خلال استعراضات ضخمة وشراكات مع شركات عالمية، تتفاوت بين الترويج للأزياء والفنون والفعاليات الرياضية الضخمة.
لكن المشكلة الكبيرة تكمن في أن هذه الفعاليات لا تتوافق مع الواقع الداخلي الذي يزخر بقمع للصوت الحر، وغياب لحقوق الإنسان، وتضييق على المعارضة، بل وحتى ملاحقة الإعلام المُنتقد. فالمسافة بين الصورة التي تروج لها الرياض من خلال هذه المهرجانات، والواقع الذي يعيشه المعارضون والمواطنون المنكوبون بقيود السلطة، شاسعة جداً. فهل ينجح هذا الخداع الإعلامي في إخفاء أن النظام يستخدم الترفيه كوسيلة لتبييض صورته والتغطية على انتهاكاته؟
بالإضافة إلى ذلك، يشير مراقبون إلى أن استضافة فعاليات كـ"رويال رامبل" ومشاريع مثل "بيست لاند"، التي تأتي بالتعاون مع صناع محتوى من خارج السعودية، هي محاولة لخلق خطاب ميز بين الداخل والخارج، حيث يتم تقديم صورة منفتحة ومتطورة للدولار والاستثمار، في حين أن القيود على حرية التعبير والفكر لا تزال قائمة بشكل صارخ.
وما يعمق من الطابع المزدوج لهذه الحملات هو أن هذه الفعاليات، رغم أنها تمنح بعض الفرص للترفيه، إلا أنها تُستخدم كأداة لتعزيز رسائل النظام السياسية، وتكميم أصوات المعارضين من خلال التضييق على الحريات. فبينما تستفيض وسائل الإعلام في الترويج لموسم الرياض، لا يكاد أحد يذكر أن الكثير من الناشطين والصحافيين يواجهون الاعتقال أو السجن بسبب ممارستهم حقهم في التعبير.
وفي خضم ذلك، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه الفعالية الكبرى إلى نوع من أنواع التسلية المسلّية، التي تخفي وراءها واقعاً مأساوياً من القمع والانتهاكات، حيث لا مكان للانتقاد، ولا مجال للرأي الآخر. فالترفيه لا ينبغي أن يكون غطاءً للسيطرة والاضطهاد، بل هو حق مشروع لأي شعب يسعى للحرية والكرامة.
ختامًا، يظهر أن موسم الرياض 2025، على الرغم من ضخامته وجاذبيته، يحمل في طياته رسالة مزدوجة. فهي محاولة لتشتيت الانتباه عن حقيقة وضع حقوق الإنسان.
أضيف بتاريخ :2025/10/09