صباح الأسئلة
عبدالله إبراهيم الكعيد ..
لا أميل للكتابة المناسباتية ليقيني بأن أيّ مناسبة عامة سيكتب عنها من يكتب وتتحدث عنها وسائل الاتصال المتعددة بشكل متكرر مما يجعل صوت صاحب الرأي يضيع في حراج تلك المناسبة.
لكن هناك مناسبات مُعيّنة تُحتم أهميتها التوقف والنظر في أبعادها غير البارزة، أعني تلك التفاصيل الصغيرة فيها. وهو ما سأطرحه اليوم حيث ستطغى الأسئلة على سياق الحكاية.
حديث الناس اليوم وغداً عن بدء الدراسة في مراحل التعليم المختلفة بعد غياب طال عن قاعات الدرس وفصول التعليم بفعل إجازة نهاية عام دراسي مضى وطالت -أي الإجازة- بفعل سطوة تبدّل المناخ وزحف المناسبات الدينية كرمضان والحج ثم هي في الأول والأخير الأجندة الدراسيّة التي تم اعتمادها من قبل.
كبقيّة المجتمعات في التندّر على أحوالها وأوضاعها كان للنكتة في مجتمعنا حضورها حول طول أمد إجازة الصيف للطلاب والمعلمين فقيل من الطرائف الساخرة ما يدل على عدم استساغة شريحة -لا أعرف نسبتها- تكرار ما حدث.
سألت ممن أعرفهم من التلامذة عن مدى اشتياقهم للمدرسة بعد كل هذه الإجازة الطويلة ففوجئت بأن 3 من كل 10 -سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً- أبدى اشتياقه للمدرسة وينتظر العودة إليها، بينما السبعة الباقون يودون لو طالت الإجازة!.
سألتُ مرة أخرى وأنا أعرف بأن المدرسة في البلدان ذات التعليم التقليدي غير جاذبة ولا تجد في نفوس التلاميذ أي ميل: ما هو العنصر في المنظومة التعليمية الأكثر سبباً في نفور تلاميذنا من المدرسة؟.
هل هو المعلّم/المعلّمة أو البيئة المدرسية، أم هي المناهج؟
هل كل هذه العناصر مجتمعة أم هو النظام التعليمي برمّته؟
ثم رأيت مقطعاً في اليوتيوب من إنتاج هيئة تقويم التعليم العام يتحدث عن تحسين جودة التعليم في بلادنا فتساءلت مرة ثالثة:
لماذا إذن لا يود 7 من كل عشرة تلاميذ العودة للمدرسة بعد هذه الإجازة الطويلة؟
وزارة التعليم، هيئة تقويم التعليم العام: هل بالإمكان القيام بدراسة مسحيّة لمعرفة تأثير تلك الإجازة الطويلة على بناتنا وأولادنا من كل النواحي حتى يمكن تلافي النتائج السلبية مستقبلاً؟ كل عام وأنتم بخير.
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2016/09/17