حُوسة الشتاء والصيف!!
طلال القشقري
تعرّضت البلاد مؤخرًا لعواصف غُبارية، أثّرت مباشرةً وعطّلت بعض أوجه معيشتنا البيئية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والصحية والمرورية!.
والغُبار ظاهرة طبيعية تحصل في المناطق الصحراوية، وقد أخفقت أماناتُ مدننا في تخفيف آثارها الضارّة لعدم وجود البُنية القادرة على ذلك، مثلها مثل الأمطار التي نُعاني من غياب بُنيتها التصريفية اللازمة، لكن الفرق بينهما هو أنّ الغُبار يأتي في الصيف، أمّا الأمطار فتأتي في الشتاء!.
والبُنية القادرة على تخفيف آثار الغُبار الضارّة معروفة منذ قديم الزمان، من أيام الفراعنة والبابليين والبيزنطيين وجدّتي يرحمها الله، ومذكورة في كتب التخطيط العمراني الحديثة، لكن يبدو أنه ليس هناك من يذاكر الكتب في الأمانات، ولو ذاكرتها الأمانات لعرفت أنّ زراعة أحزمة خضراء متناثرة حول المصادر المحلية الرئيسة للغُبار بنباتات مقاومة للتصحّر والجفاف والتراكم الرملي والتملّح في مناطق السبخات وقليلة الحاجة للماء، تُخفّف كثيرًا من الغُبار المتّجه للمجمّعات السُكّانية، مع استخدام مواد صديقة للبيئة لتثبيت تراب الأراضي البيضاء داخل المدن التي تتأثّر بهبوب الرياح، وما أكثر هذه الأراضي لدينا، وبالمناسبة لم أسمع أنّنا حصّلْنا رسومًا مالية منها، ومع عدم عملنا على تجنّب آثارها الضارّة انطبق عليها المثل: (لا خيرها ولا كفاية شرّها)!.
ورغم أنّ بلادنا صحراوية بامتياز، بل أمّ الصحاري، ومع ذلك لا توجد لدينا مدينة واحدة فقط، أكرّر: مدينة واحدة فقط، يمكن اعتبارها نموذجًا لمحميّة عمرانية ضدّ العواصف الغُبارية، وهذا يؤكّد قصور التخطيط الذي تقوده أماناتنا مع مجالسنا البلدية الموقّرة!.
عفوًا، لقد أشرفت الـ ٢٥٠ كلمة المُخصّصة للمقال على الانتهاء، فبماذا أختمه؟.
أستعير عبارة (ورزقي على الله) من الكاتب ثامر الميمان يرحمه الله وأقول: الأمطار (تُحُوسنا) في الشتاء، والغُبار (يُحُوسنا) في الصيف، ويا قلب لا تحزن!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/17