آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز المحمد الذكير
عن الكاتب :
كاتب سعودي اليومي في جريدة الرياض مترجم معتمد.

في الطريق إلى العمل ومنه


عبدالعزيز المحمد الذكير ..

ليت غيتلي، مؤلف كتاب "ساعة الذروة": (وهو بالإنجليزية) يتحدّث عن كيف يمضي الملايين من المسافرين رحلتهم اليومية إلى العمل فيقول: "السفر مجهد، والإجهاد هو سبب كل أنواع الآثار الجانبية على الصحة".

وضمن ذاك المطبوع قال: أعتقد أن الكثيرين منا يطغى عليهم هذا الشعور بالعجز أثناء السفر، لأننا ننحشر في أحد القطارات، أو ندخل وسط الزحام المروري الذي لا نملك تغييره.

لم تكن متاعب السفر اليومى إلى العمل والعودة منه تُمثل القلق والمرض والكآبة والكوارث المميتة إلا في السنوات المنظورة، وكان الفرد يعمل حيث يعيش أو يسكن والآن وجدنا الكثير يشتكي من التوتر والضغوط الناتجة عن السفر الطويل، وخاصة بعد يوم عمل طويل، حيث ألحقا الضرر البالغ بأجسام من لم يتيسّر له العمل إلا في مناطق بعيدة عن مأواه.

في الكتاب المذكور ثمة من أصيبوا بوجع في المعدة ناتج عن الضغط والإجهاد، وأصيبوا بالاكتئاب أيضا، وانتهى بهم الأمر إلى الإصابة بتهتك عصبي في أسفل الظهر نتيجة للجلوس لفترات طويلة لقيادة السيارة؛ لأنهم استعذبوا الجلوس خلف مقود السيارة. أو جعلوا المواصلات جزءا من جهاد يومي. وظهر جليا أن العامل لم يعد باستطاعته ابتكار أفكار جديدة لتطوير عمله.

لم يكن السفر في يوم من الأيام شيئا سيئا ومكروها إلى هذه الدرجة. وتشير الدراسات إلى أن المسافة الآخذة في الاتساع بين مكان العمل ومكان السكن يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق، وعادات النوم المتقطع، والعزلة الاجتماعية، وحتى إلى المشكلات العاطفية لأطفالنا.

لهذا، على سبيل المثال، فإن من يسافر لمدة 15 ساعة في الأسبوع لمدة 50 أسبوعاً، أي على مدار عام كامل، يفقد نصف ساعة من نومه يومياً.

قام فريق دولي من الباحثين بإجراء اختبار على 225 موظفا في شركة إعلامية كبرى في لندن في وقت سابق من هذا العام، وتوصل إلى أنه كلما طالت المسافة التي يقطعها الموظف بين العمل والبيت، كان الموظف أقل سعادة، وأقل ارتياحاً من الناحية النفسية تجاه عمله.

والقليل من مستعملي وسائل المواصلات العمومية في الغرب ينشغل بنشاط هادف في طريقه إلى العمل.

يجد الذين لا يقودون سياراتهم إلى العمل وقتاً للقراءة والرد على البريد الالكتروني، لكن الانعزال والطريقة غير الاجتماعية التي يتصرفون بها خلال رحلاتهم اليومية في وسائل المواصلات قد تكون ضارة.

في بلادنا أراها الآن مشكلة مزدوجة أو متشعبة إلى مشكلات، فالبعد البيئي، وقلة المهارة في القيادة (أتوبيسات نقل المدرسات) خارج المدن، والأجواء المكتظة والمزدحمة داخل المدن تجعل مشكلة التنقل للعمل ومنه عندنا أكبر منها في مناطق أخرى من العالم.

اتوبيسات نقل المعلمات إلى مناطق بعيدة عن سكنهن عندنا، يمكن أن نقول عنها إنها تضع المعلمة في ظروف غير إنسانية ذهابا وإيابا.

الانتقال إلى العمل عندنا هو عدم الشعور بالراحة أو السعادة، والذي يظهر في كل حديث يمر علينا..

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/08/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد