آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز المحمد الذكير
عن الكاتب :
كاتب سعودي اليومي في جريدة الرياض مترجم معتمد.

من أولويات أهل المجالس البلدية الجدد

 

عبد العزيز المحمد الذكير


من الأمور التي استعصى النظر إليها بجدية وتمريرها عبر تفكير منطقي عصري، بيئي، صحي إعلامي، محطات الطرق في بلادنا، وليس المحطة ذاتها محل الجدل لكن الموضوع يتعلق بمرافق الوضوء والنظافة العامة.

فالذي يُصادف مرورهُ بتلك المحطات ويتحتاج إلى الحمّام سوف لا يذهب تفكيره إلى أنه في بلد إسلامى تحتّم أعرافه الدينية أن يجد المرء فيه ما يتناسب مع إجلال الصلاة وشروط الوضوء.

إذا قالوا في نجد قديما "راح يطيّر الما" فهذا يعني تعبيراً لطيفا وكيّساً لعملية قضاء الحاجة.. يحمل الإبريق المملوء بالماء من أجل الاستنجاء والطهارة. _ الآن للأسف لا يستطيع المسافر حتى الاقتراب من دورة المياه (إن وُجدتْ).

آتي على هذا الموضوع عند سماعي قصة صديق وقد احتار في حالته في محطة من محطات الطرق السريعة بين الرياض والمنطقة الشرقية، وجد المراحيض ملأى ليس بالماء وحده..، وعجز أن يدخل الغرفة التي يُفترض فيها أن تكون ستراً للمغتسل، ناهيك عن وجوب كونها مكاناً للطهارة والنظافة المُفضية الى الصحة.

وقضاء الحاجة قديماً تتكفّل به الصحراء، وحرارتها وسمومها كفيلتان بقتل أي عدوى أو مرض أو بكتيريا، فإذا "أخذ صاحب الحاجة إبريقاً" فهو عادة (أثناء الرحلة) يبتعد عن الركب، وقد يلجأ إلى شجرة أو صخرة كبيرة تكون له ستراً.

لعمري إن محاولات آبائنا السابقة كانت أنفع وأنظف وأطهر من تلك المراحيض المقامة، وكأنها بُنيت خصيصاً لنشر الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة.

هذه المراحيض تحتفظ بالعدوى، وترفع فاتورة العلاج والتحاليل، فلو أن أصحاب المحطات تلك فكروا قبل الإقدام على إقامتها بالطريقة التي يجتذبون بها المسافرين بالتوقف، وليتهم علموا أن ثقافة البدو الرّحّل في صحرائنا كانت أنقى وأطهر من ثقافتهم تلك.

لا أظن أن ثمة جهة مسؤولة عن هذه الأشياء. وإن وُجدت فنحن لا نعرف عنوانها ولا أسماء مسؤوليها. ولعل من جاءوا إلى المجالس البلدية يبحثون عنهم!. ضعوها ضمن أولوياتكم.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2015/12/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد