آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

ثورة الحسين ثورة إنسانية عالمية


عبدالوهاب جابر جمال ..

عادت علينا ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وعادت معها مشاعر الحزن واللوعة والأسى على فقد ابن بنت رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” مع صحبه وأهل بيته بهذه الصورة المروعة التي تدمي القلب وتجعلنا نبكيه بدل الدموع دماً .

عاشوراء هذه الثورة العظيمة التي خلدت لنا مبادئ إنسانية عالية، ليست لطائفة معينة أو لدين معين بل مبادئ ينهل منها كل إنسان حر ثائر وشريف ، فأصبحت ثورة الحسين عليه السلام الثورة العالمية الإنسانية الأبرز والتي لا تختزل بفئة معينة  .

فقد ضحى الإمام الحسين عليه السلام بروحه، لنستلهم منه مبادئ العزة والكرامة ورفض الظلم والجور والعدوان ، ونتعلم منه التضحية بكل ما نملك في سبيل المبدأ ، كما نستلهم منه عليه السلام كيف ينتصر الإنسان صاحب المبدأ الحق حتى لو قتل جسداً لكن مبادئه باقية لتتوارثها الأجيال وليصبح هو شمعة تنير طريق الثائرين .

فلو شاهدنا مسير الحسين عليه السلام منذ تحلله من إحرامه تاركاً مناسك الحج متوجهاً إلى كربلاء أرض العزة والفداء ، نتعلم منه في كل خطوةٍ له درساً ، وهو الذي قام  بسقاية الماء للجيش الذي يحاصره في طريقه إلى كربلاء  وهو يعلم أنهم خلال أيام سيمنعوه وأهل بيته وأصحابه منه ويقتلوه عطشاناً، وكان ينصحهم مراراً وتكراً بأن لا يقاتلوه وهم يعلمون أنه “سيد شباب أهل الجنة” كما سماه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وأيضاً هو الذي قال عندما بقي وحيداً في ساحة القتال وحينما سألته أخته زينب عليها السلام لماذا البكاء ؟ قال : أبكي لهؤلاء القوم (جيش العدو) الذين يدخلون النار بسببي، فأي إنسان هذا الذي يخاف على عدوه من دخول النار بسببه .

كما أننا نشاهد الكثير من المستشرقين وغير المسلمين كيف أنهم استلهموا من الحسين عليه السلام الكثير من المعاني والدروس في حياتهم من أمثال:

– الزعيم الهندي غاندي الذي قال : لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )). وقال أيضا ((تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر )).

– والهندوسي الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون الذي قال : هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.

– والكاتب الإنجليزي  كارلس السير برسيسايكوس ديكنز الذي قال : يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

– والأديب المسيحي جورج جرداق الذي قال : حقاً إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.

وغيرهم الكثير فلذلك أقول إن ثورة الحسين ثورة إنسانية عالمية و إختزالها ، بطائفة معينة أو دين معين ظلم لحركة ،الإمام الحسين، عليه السلام وتحجيم لها وجحود لدماءه الطاهرة لأنها ثورة ينهل منها كل إنسان حر .

أضيف بتاريخ :2016/10/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد