آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

تفجير الضاحية الجنوبية

 

الكاتب: عبد الوهاب جمال

فجعنا كما فجع العالم الحر، مساء الأمس بخبر قيام شخصين بعملية انتحارية مزدوجة (وفشل شخصين آخرين)، بجانب حسينية الإمام الحسين في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية، وما خلفته من عدد كبير من الشهداء والجرحى.

هذه العملية التي تبنتها داعش بعد سويعات قليلة من التفجير، والتي تعد العملية الأضخم في الضاحية خصوصاً بعد الهدوء الذي ساد لفترة طويلة دون وقوع أي عمل إرهابي في هذه المنطقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله في لبنان.

ومع وقوع هذه العملية الجبانة لم يستغرب أحد تبني "داعش" لها لأن الأنظار كانت متوجهة لها منذ اللحظة الأولى، خصوصاً وأن هذا الأسلوب هو أسلوبهم، أسلوب الغدر الذي تعودناه منهم، فهم (داعش) كما عهدناهم لا يستطيعون المواجهة المباشرة مع رجال حزب الله في الجبهات فيلجؤون إلى الغدر بتفجير شعب المقاومة وخصوصاً النساء والاطفال.

لكن المستغرب هو أن يخرج عدد من السياسيين و"النخب" في الكويت ليعبروا عن فرحهم بهذه العملية الجبانة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي صراحةً تارة وتلميحاً تارة أخرى "يغردون" ويباركون العملية دون مراعاة لا لمشاعر العوائل  المنكوبة ولا لمشاعر ملايين الأحرار في العالم.

خرج هؤلاء السياسيون الكويتيون "الدواعش" ليباركوا العملية الجبانة بعد أقل من ساعة من قيام سمو الأمير باستنكار العملية وتقديم واجب العزاء للبنان بالشهداء، وهذه المباركة تحمل في طياتها عدة رسائل ممكن أن يفهمها كل متابع وسألخصها بالآتي :

1. أن الفكر الداعشي مازال منتشراً في الكويت وليس بين (البسطاء) فحسب بل بين من يفترض لهم أن يكونوا نخب سياسية ومحامين.

2. تهنأتهم ومباركتهم أتت بعد فترة قصيرة من مواساة وتعزية سمو الامير وكأنها تحدٍ صارخ له شخصياً و مخالفة لتوجيهاته وسياساته.

3. أنهم يتألمون لما يرونه من تقدم ساحق لحزب الله و حلفائه في سوريا، ومن ما يتلقى الدواعش وبقية المسلحين من هزائم كبيرة، فأرادوا هذه العملية الجبانة أن تكون متنفس لهم ليرفعوا رأسهم فيها بين اقرانهم واتباعهم.

فهنا وبعد سقوط الأقنعة وانكشاف الوجوه والقلوب السوداء العاشقة لعلم داعش الأسود، يجب على الحكومة أن تتحرك  وتواجه هذا الفكر التكفيري برموزه وشخصياته، وأن لا تتهاون معهم لما يشكلون من خطر واضح خصوصاً بعد اعتبار داعش حركة إرهابية عالمية.

ولتكن الحكومة وأجهزتها الأمنية على حذر، فإن من بارك هذه العملية الجبانة لا يستبعد أن يقوم بمثلها هنا في الكويت إذا سنحت له الفرصة، وحادثة تفجير مسجد الإمام الصادق عليه السلام ليست عنا ببعيدة.


وختاماً، رحم الله الشهداء السعداء، ورزق الجرحى الشفاء العاجل، وحفظ لبنان والكويت وكل بلداننا من إرهاب "داعش" وفكرهم النتن.

أضيف بتاريخ :2015/11/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد