آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الرحمن ناصر الخريف
عن الكاتب :
كاتب سعودي

البيع على المكشوف.. مزيد من القروض


عبدالرحمن ناصر الخريف

في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن استقرار سوق الأسهم والآمال بارتفاع أسعار أسهم شركاته والمطالبات بالحد من القروض البنكية لتجنب الخسائر وتسييل المحافظ، ستظهر بسوقنا شريحة من المضاربين تتحقق أرباحهم بانهيار السوق أو أسهم بعض شركاته، وستبرز أشكال جديدة من القروض لدينا وسنرى حالات إفلاس لمستثمرين مع ارتفاع أسعار الأسهم وكوضع طبيعي مشاهد ببعض الأسواق العالمية.

فمع مخاطر القروض بسوقنا الذي تسيطر عليه ثقافة الأفراد في تداولاته بما في ذلك من يدير المحافظ الضخمة لتحقيق الأرباح بالمضاربات الخطيرة وتحفظ البنوك في قروضها وانخفاض السيولة، ستبرز قريبا مع تطبيق "البيع على المكشوف" آلية جديدة للقروض ومن خلال إقراض كبار المستثمرين وشركات الوساطة للمضاربين أسهم شركات يتوقع المضارب انخفاض أسعارها ليقوم المقترض بشرائها من السوق لإعادتها للمُقرض خلال مدة ورسوم متفق عليها، وهو ما سيوفر للمضارب سيولة من بيعها على أمل إعادة شرائها عندما ينخفض سعر السهم! وبالتالي ستتعاظم أرباح المضارب كلما انخفض سعر السهم الذي تمت عليه عمليات البيع على المكشوف لكون الفارق بين سعر بيع السهم وسعر الشراء هو الربح الذي يسعى إليه المضارب، مما يعزز بالسوق المضاربات ويرفع عمولات التداول مع تضاعف المخاطر على من لديه تسهيلات أثناء الانهيارات أو مضاربي البيع المكشوف عندما يرتفع سعره مخالفاً التوقعات ليجبر على الشراء بالسعر الأعلى أو تسييل المحفظة مع ارتفاع السوق! ومن المؤكد إننا في البداية وبسبب طبيعة السوق ومتداولية سنعاني من العديد من الممارسات اللاأخلاقية بانتشار الشائعات على بعض الشركات بهدف إنزال أسعارها السوقية أو المبالغات الإعلامية لأي خسائر أو انخفاض الأرباح عن التوقعات لأنه أصبح هناك من يربح من الانهيارات! وتضارب المصالح بالسوق ستبرز أشكاله لدينا بشكل كبير نظرا لتباين مصالح كبار المستثمرين والمضاربين فهناك من تتعاظم أرباحه مع ارتفاع سعر السهم في وقت يخسر من لديه عمليات بيع على المكشوف وترتفع خسارته مع ارتفاع سعر السهم وهو ما سيدفع المضاربين للبحث عن أي أخبار سلبية للشركات للتأثير سلبيا على سعرها السوقي! والغريب هو التباين في المصالح بين صناديق الاستثمار الضخمة التي تُقرض جزءاً من أسهمها بالشركات وهي تعلم بالأثر السلبي لعمليات البيع على المكشوف وفق توقعات المضاربين بانخفاض سعرها لإفادة المُقترض بدلا من التخلص منها، وخصوصاً مع زيادة المعروض بالبيع على المكشوف مما يتطلب من هيئة السوق المالية دراسة التوقيت والمزيد من نشر المخاطر للجميع والتي مازالت الأسواق العالمية تعاني من ذلك ويتم إيقافها وقت الأزمات المالية.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/04/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد